إيران تنفي وصول مفاوضات فيينا إلى طريق مسدود

طهران - أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية الاثنين أن المحادثات النووية الجارية في فيينا لم تصل إلى طريق مسدود، وأنها بدأت في إعادة النظر في المقترحات المطروحة، وذلك بعد ساعات على إعلان طهران أن المفاوضات أصبحت أكثر صعوبة، معتبرة أن استمرار الأطراف الغربية في طرح المبادرات هدفه التهرب من الالتزامات.
واستؤنفت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأسبوع الماضي بعد توقف لعشرة أيام. وقال مندوبون إن المحادثات أحرزت تقدما محدودا منذ استئنافها في نوفمبر بعد توقف خمسة أشهر.
وقال سعيد خطيب زاده، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في مؤتمر صحافي في طهران الاثنين "لم نصل إلى طريق مسدود في فيينا. المفاوضات جارية كما في السابق، ويجري تبادل الآراء بين المندوبين".
وأضاف "ما يحدث الآن في المحادثات هو استكمال النقاط المهمة والحرجة. بعدنا عن التوصل إلى اتفاق يعتمد على إرادة الجانب الغربي".
ولفت إلى أن "الولايات المتحدة وأوروبا إذا استجابتا لإيران اليوم، في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، يمكننا أن نعلن غدا في فيينا أننا توصلنا إلى اتفاق".
وتابع أن طهران اتخذت بالفعل قرارها السياسي بالبقاء في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بعدما انسحبت منه واشنطن في 2018.
جاء تقييم خطيب زاده بعد ساعات على قول علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن الوطني في إيران، إن إحراز تقدم في المحادثات "يصبح أكثر صعوبة في كل لحظة... بينما 'تتظاهر' الأطراف الغربية بطرح مبادرات لتجنب التزاماتها".
وتأتي تصريحات شمخاني قبل ساعات على إعلان ميخائيل أوليانوف، المبعوث الروسي للمحادثات في فيينا، على تويتر عن "إحراز تقدم كبير في مسار المفاوضات".
وفي وقت سابق التقى المندوب الروسي رؤساء الوفود البريطانية والفرنسية والألمانية، وذلك لتبادل وجهات النظر بشأن دفع محادثات فيينا الخاصة بالاتفاق النووي الإيراني إلى الأمام.
كما التقى أوليانوف مع المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي، وقبل ذلك التقى مع كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري، لبحث القضايا العالقة المتبقية في المرحلة الأخيرة من محادثات فيينا، واصفا اللقاء بأنه كان "مثمرا".
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الجمعة إن طهران "لم يكن لديها مطلقا أي أمل في محادثات فيينا"، التي تسعى لإحياء الاتفاق النووي المبرم في عام 2015.
وأضاف رئيسي، في خطاب بثه التلفزيون الإيراني، "نعلق آمالنا على بلادنا.. شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، ولم نعقد الآمال يوما على فيينا أو نيويورك".
وأكد أن طهران "تعول على قدراتها الداخلية، وتسعى في سياستها الخارجية إلى علاقات متوازنة مع العالم"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
واعتبر أن سياسة طهران "تتمثل في تعزيز العلاقات وبناء الثقة وإجراء الحوار مع دول الجوار"، كما ذكر أن حكومته "تعمل على فتح صفحة جديدة من التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، وتوفير الظروف لتلبية دول المنطقة حاجات بعضها البعض".
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس إن الطريق "ما زال طويلا أمام إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران في 2015".
وتواجه محادثات فيينا عراقيل وملفات عالقة تشير إلى انخفاض مستوى الثقة بين جميع الأطراف، فيما رسمت الخطوة الأميركية الأخيرة، والمتمثلة في العمل ببعض الإعفاءات للبرنامج النووي الإيراني، ملامح اتفاق يلوح في الأفق.
ولا تزال الفجوة في المواقف بين واشنطن وطهران تلقي بظلالها على مسار المفاوضات في فيينا، ليبقى السؤال قائما عن أبرز القضايا العالقة في محادثات فيينا.