إيران تنعى رئيسي وجميع مرافقيه وتعلن الحداد

العديد من قادة الدول يقدمون تعازيهم لإيران في وفاة رئيسي بعد ساعات من البحث عن حطام المروحية.
الاثنين 2024/05/20
نهاية مأساوية لرئيسي ووزير خارجيته عبداللهيان ومسؤولين في حكومته

طهران - أعلنت إيران اليوم الاثنين الحداد لمدة خمسة أيام على وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي الذي لقي حتفه في تحطم طائرة هليكوبتر في منطقة جبلية قرب حدود أذربيجان.

ورئيسي كان من غلاة المحافظين وكان يعتبر مرشحا محتملا لخلافة الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي.

وعثرت فرق البحث في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين على حطام متفحم للطائرة الهليكوبتر التي سقطت أمس الأحد وهي تقل رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وستة آخرين من الركاب والطاقم بعد عمليات بحث مكثفة خلال الليل في ظروف جوية صعبة بهبوب عواصف ثلجية.

وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء أن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي كلف محمد مخبر النائب الأول للرئيس بتولي الرئاسة مؤقتا.

وقال خامنئي في بيان نقلته الوكالة "أعلن الحداد العام لمدة خمسة أيام وأقدم تعازي للشعب الإيراني العزيز".

وقال خامنئي في بيان نقلته الوكالة "أعلن الحداد العام لمدة خمسة أيام وأقدم تعازي للشعب الإيراني العزيز".

وأضاف "سيتولى مخبر إدارة السلطة التنفيذية وهو ملزم بالترتيب مع رئيسي السلطتين التشريعية والقضائية لانتخاب رئيس جديد خلال مدة أقصاها 50 يوما".

ويعتبر مخبر، مثل رئيسي، من المقربين من خامنئي.

وبموجب المادة 131 من الدستور الإيراني، يتعين على مجلس يتكون من النائب الأول للرئيس ورئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية الترتيب لانتخاب رئيس جديد خلال 50 يوما.

وسعى خامنئي في وقت سابق إلى طمأنة الإيرانيين قائلا إن شؤون الدولة لن تتعطل. وللزعيم الأعلى القول الفصل في شؤون البلاد بما في ذلك السياسة الخارجية والبرنامج النووي.

تحطم المروحية
لا أحد على قيد الحياة إثر تحطم المروحية 

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الإيراني الرسمي حطاما في منطقة تلال يلفها الضباب وأظهرت صور أخرى نشرتها وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عاملين في الهلال الأحمر وهم يحملون جثة مغطاة على محفة. وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز في وقت سابق إن كل من كانوا على متن الطائرة الهليكوبتر مع الرئيس لقوا حتفهم.

وذكرت الوكالة أن علي باقري كني نائب وزير الخارجية عين قائما بأعمال الوزير بعد مقتل عبداللهيان.

جاء تحطم الطائرة في وقت تتزايد فيه حالة السخط داخل إيران بسبب مجموعة من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ويواجه حكام إيران من رجال الدين ضغوطا دولية بسبب برنامج طهران النووي المثير للجدل وعلاقاتها العسكرية المتنامية مع روسيا خلال الحرب في أوكرانيا.

ومنذ أن هاجمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول، اندلعت مواجهات ضمت جماعات متحالفة مع إيران في أرجاء الشرق الأوسط.

والشهر الماضي، خرجت للعلن "حرب ظل" قائمة منذ فترة طويلة بين إيران وإسرائيل بتبادل مباشر للضربات بينهما بطائرات مسيرة وصواريخ.

وقال مسؤول إسرائيلي لرويترز اليوم الاثنين إنه لا علاقة لإسرائيل بتحطم الطائرة الذي أدى لمقتل الرئيس الإيراني وأضاف بعد أن طلب عدم ذكر اسمه "لم نكن نحن".

وذكر التلفزيون الرسمي أن صورا من الموقع تظهر أن الطائرة اصطدمت بقمة جبل. ولم يصدر بعد تصريح رسمي عن سبب تحطم الطائرة.

وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن رئيسي كان يستقل طائرة هليكوبتر أميركية الصنع من طراز بيل 212.

وذكرت الوكالة أن من بين ركاب الطائرة الذين لقوا حتفهم "ممثل الولي الفقيه وإمام جمعة تبريز آية الله سيد محمد علي آل هاشم وحاكم أذربيجان الشرقية مالك رحمتي".

وأشارت الوكالة إلى أن الطائرة سقطت "في غابات ديزمار الواقعة بين قريتي أوزي وبير داود بمنطقة ورزقان في إقليم أذربيجان الشرقية شمال غرب إيران" لدى عودة الرئيس من زيارة رسمية لمنطقة على الحدود مع أذربيجان.

انُتخب رئيسي (63 عاما) في 2021 وأمر منذ توليه منصبه بتشديد قوانين الآداب العامة، كما أشرف على حملة قمع دموية على الاحتجاجات المناهضة للحكومة ومارس ضغوطا قوية في المحادثات النووية مع القوى العالمية.

وتدفقت رسائل التعزية على إيران من دول الجوار ومن أنحاء العالم بما في ذلك السعودية وسوريا وقطر ومصر والإمارات والعراق ولبنان والجزائر وتركيا والهند والعراق وباكستان والصين.

ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الإيراني الراحل بأنه "صديق حقيقي لروسيا". وقال رئيس الوزراء الهندي إن النبأ "أصابه بصدمة عميقة وأحزنه".

وردود الفعل جاءت أقل من العواصم الغربية لكن الاتحاد الأوروبي واليابان قدما التعازي.

بينما تميز ردّ واشنطن على حادثة سقوط مروحية رئيسي ومرافقيه بترقب شبه صامت ومفتوح على التأويل، فالرئيس الأميركي جو بايدن الذي كان في طريقه إلى مهرجان انتخابي اكتفى بأخذ العلم، ووزارة الخارجية بقيت في حدود "متابعة الموضوع من كثب"، ثم لاذت الإدارة الأميركية بالصمت التام بعد أن أكدت طهران مقتل رئيسها ووزير خارجيته، في حين طغى الحدث على العناوين والمداولات الجارية من جهة ربطه بشكل ما بأوضاع المنطقة بحكم دور إيران فيها.

وأصدرت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بيانا تنعي فيه رئيسي وقالت "خالص التعزية وعميق المواساة والتضامن... إثر الحادث المؤسف والفاجعة الأليمة... نعرب عن مشاركتنا الشعب الإيراني الشقيق مشاعر الحزن والألم وعن تضامننا الكامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في هذا الحادث الأليم والمصاب الجلل الذي أودى بحياة ثلة من خيرة القيادات الإيرانية".

وفي بيان منفصل، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن رئيسي وعبداللهيان كان لهما "دور بارز وواضح في دعم ومساندة جهاد الشعب الفلسطيني ومقاومته، وفي مواجهة العدوان الإجرامي الصهيوني المستمر".

كما أصدرت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران وحركة الحوثي المتحالفة مع طهران في اليمن بيانين لنعي رئيسي والإشادة به.

ووصف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو جماعة معارضة في المنفى، وفاة رئيسي في بيان بأنها "ضربة استراتيجية هائلة لها الكثير من العواقب والتبعات".

فرق الانقاذ كافحت لساعات طويلة للعثور على المروحة المحطمة
فرق الانقاذ كافحت لساعات طويلة للعثور على المروحة المحطمة

وكافحت فرق إنقاذ عواصف ثلجية وتضاريس وعرة في منطقة جبلية خلال الليل للبحث عن الحطام ووصلت إليه في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين.

وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر الايراني بير حسين كوليوند للتلفزيون الرسمي "عند العثور على موقع التحطم لم تكن هناك أي علامة على أن ركاب الهليكوبتر على قيد الحياة".

وفي وقت سابق، أوقف التلفزيون الرسمي جميع البرامج المعتادة لبث تجمعات للدعاء والابتهال من أجل سلامة رئيسي في أنحاء البلاد.

وأظهرت لقطات فريق إنقاذ وأفراده يرتدون سترات لامعة ويضعون حول رؤوسهم مصابيح إنارة وهم يتجمعون حول جهاز تحديد المواقع خلال عمليات البحث سيرا على الأقدام عند سفح جبل غارق في الظلمة وسط عاصفة ثلجية.

والنظام السياسي في إيران مقسم بين المؤسسة الدينية والحكومة، ويكون للزعيم الأعلى سلطة اتخاذ القرار في جميع السياسات الرئيسية.

ويرى كثيرون منذ سنوات أن رئيسي مرشح قوي لخلافة خامنئي (85 عاما). ويتولى خامنئي منصب الزعيم الأعلى منذ عام 1989 وأيد سياسات رئيسي.

وأدى فوز رئيسي في انتخابات 2021 إلى سيطرة غلاة المحافظين على جميع أذرع السلطة، وذلك بعد ثماني سنوات من حكم الرئيس حسن روحاني والتفاوض على اتفاق نووي مع واشنطن.

لكن مكانة رئيسي ربما تكون قد تأثرت باحتجاجات حاشدة مناهضة لحكم رجال الدين بعد مقتل الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاما) وهي رهن احتجاز شرطة الأخلاق وإخفاقه في تحسين الوضع الاقتصادي، الذي تضرر بشدة جراء العقوبات الغربية.

وكان رئيسي في زيارة للحدود الأذربيجانية الأحد لافتتاح سد (قيز قلعة سي) وهو مشروع مشترك بين الدولتين.