إيران تنسق مع حلفائها للرد على اغتيال هنية وسط تأهب إسرائيلي

الدفاعات الجوية الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى لاعتراض أي تهديد قادم من الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب ردا على اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر.
الخميس 2024/08/01
هنية أول شخصية أجنبية تُغتال على الأراضي الإيرانية

القدس – قالت خمسة مصادر لرويترز إن مسؤولين إيرانيين كبارا سيلتقون بممثلي حلفاء طهران في المنطقة من لبنان والعراق واليمن اليوم الخميس لمناقشة الرد المحتمل على إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في طهران.

في حين رفعت إسرائيل، الخميس، حالة التأهب تحسبا لرد حزب الله وإيران وحركة حماس، على اغتيال هنية، والرجل الثاني في "حزب الله" فؤاد شكر بالعاصمة اللبنانية بيروت.

وقالت هيئة البث العبرية الرسمية "رفع في إسرائيل مستوى التأهب في أعقاب تصفية القيادي العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر في بيروت، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران اسماعيل هنية".

وأضافت أن "منظومة الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى لاعتراض أي تهديد قادم من الشمال أو الجنوب أو الشرق أو الغرب".

وتابعت "كجزء من رفع حالة التأهب، تقوم الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي بدوريات في سماء البلاد، وبالإضافة إلى ذلك، زادت القوات البرية على طول الحدود من حالة التأهب، استعدادا للتعامل مع اي طارئ".

وأشارت إلى أن "التقييم في إسرائيل هو أن حزب الله سيحاول الرد بقوة، كما تشير التقديرات أيضا إلى أن إيران ستجد صعوبة في عدم الرد على عملية اغتيال هنية، لأنها نفذت على أراضيها".

وأفادت هيئة البث بأن "الهيئة العربية للطوارئ (غير رسمية) دعت المجتمع العربي إلى التزود بالمؤن والمياه والموادّ الطبّيّة والأدوية الضروريّة، وأجهزة اتصالات يمكن تشغيلها حتى في حال انقطاع التيار الكهربائي".

وأوضحت الهيئة أن "قيادة الجبهة الداخلية أوعزت إلى المصانع في الشمال، والتي لديها مواد خطرة بإفراغها أو تقليصها كإجراء وقائي".

من جهتها، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن "بلدية مدينة ريشون لتسيون وسط إسرائيل، قررت زيادة مستويات التأهب، على الرغم من عدم إصدار قيادة الجبهة الداخلية أي تغييرات للمنطقة الوسطى في إسرائيل".

وأضافت "جاء في إعلان البلدية أنه تقرر إلغاء الأحداث التي كان من المفترض أن تقام في الخارج اليوم، بما في ذلك حدثان للشباب في الهواء الطلق".

ونقلت الصحيفة عن البلدية قولها "رفعنا مستوى التأهب، لنكون جاهزين لأي موقف، وليس لأن لدينا معلومات أخرى من قوات الأمن".

وأضافت البلدية أن "الملاجئ جاهزة وسيتم زيادة الدوريات الأمنية في أنحاء المدينة".

وتواجه المنطقة خطر اتساع دائرة الصراع بين إسرائيل وإيران وحلفائها بعد اغتيال هنية في طهران الأربعاء ومقتل قائد عسكري كبير من جماعة حزب الله اللبنانية الثلاثاء في ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وفي حين فشلت كل محاولات الوساطة حتى الآن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة حيث يدور النزاع منذ نحو 10 أشهر بين إسرائيل وحماس، أثارت الحرب توترات في أنحاء الشرق الأوسط بين إسرائيل من جهة، وإيران وحلفائها في لبنان واليمن والعراق وسوريا من جهة أخرى، لا سيما حزب الله اللبناني.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني الأربعاء مقتل إسماعيل هنية مع حارس شخصي له في مقر إقامته بطهران بعد حضوره احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان.

وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية، فإن "هنية كان في إحدى الإقامات المخصصة لقدامى المحاربين في شمال طهران" عندما قتل بـ"مقذوف جوي" قرابة الساعة الثانية فجراً (22.30 بتوقيت غرينتش الثلاثاء).

ورئيس حماس أول شخصية أجنبية تُغتال على الأراضي الإيرانية، بعد سلسلة عمليات اغتيال طاولت علماء وقادة عسكريين إيرانيين منذ 2010، كانت إسرائيل المتهم الرئيسي فيها.

وتوعّد كبار المسؤولين الإيرانيين بالانتقام لاغتيال هنية، في مقدمتهم المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي أكد أن "من واجبنا الثأر لضيفنا العزيز"، بالإضافة إلى الرئيس مسعود بزشكيان، الذي توعد بتدفيع إسرائيل ثمن الاغتيال.

غير أن إسرائيل، التي حملتها السلطات الإيرانية بوضوح مسؤولية مقتل هنية، لم تصدر أي تصريح بشأن الاغتيال.

الجيش الإسرائيلي يتحضر لكافة السيناريوهات
الجيش الإسرائيلي يتحضر لكافة السيناريوهات

وتتأهب إسرائيل لسيناريوهات رد انتقامي محتمل من إيران وحماس وحزب الله بعد تنفيذ تل أبيب عمليتي اغتيال في عاصمتين لم تفصل بينهما سوى 6 ساعات، وفق إعلام عبري الخميس.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخميس إن "الجيش الإسرائيلي وبعد تقييم الوضع الأربعاء، أعلن عن خطط لتعزيز أنظمة الدفاع وتحسين الاستعداد لأي رد انتقامي محتمل من إيران أو حزب الله عقب عمليتي الاغتيال".

وأضافت أن "الجيش يستعد لمجموعة من ردود الفعل من جانب حزب الله والحرس الثوري الإيراني".

و"شهدت الأيام الأخيرة تنسيقا مكثفا (من الإسرائيليين) مع نظرائهم الأميركيين وقوات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، في الشرق الأوسط كجزء من تدابير الاستعداد"، حسب الصحيفة.

وتابعت "حدثت عمليات نقل قوات في وقت سابق من الأسبوع، والتقديرات في إسرائيل هي أن الرد سيطال أهدافا عسكرية في المقام الأول".

وزادت بأنه "ينبغي أن يكون هناك وقتا كافيا لنصح الإسرائيليين بالبقاء قرب الملاجئ أو تجنب التجمعات الكبيرة إذا لزم الأمر".

وحسب القناة "12" فإن "السؤال الأكبر الذي يشغل الشرق الأوسط بشكل خاص والعالم بشكل عام هو: كيف سيبدو رد إيران على اغتيال هنية في قلب طهران؟"

وثمة تقديرات إسرائيلية مختلفة بالنسبة لسيناريوهات الرد المحتملة من إيران وحزب الله وحماس، سواء كل على حدة أو مجتمعين في وقت متزامن وبمساعدة جبهات أخرى.

بخصوص رد حزب الله، تتحسب إسرائيل لهجمات صاروخية واسعة تصل إلى مدى أعمق مما جرى منذ 8 أكتوبر، مع تركيز على القواعد العسكرية، دون أن تحسم الموقف فيما إذا كان الحزب سيستهدف بنى تحتية مدنية، مثل محطات الكهرباء.

و"تضامنا مع غزة" تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر المناطق الحدودية، أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.

وقالت هآرتس "فيما يتعلق برد حزب الله، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية منقسمة حول ما إذا سيكون الرد مدروسا أم سيستهدف البنية التحتية المدنية، وفي الحالتين، تقول المؤسسة إنها مستعدة للسيناريوهات كافة".

وتابعت "في الشمال (جنوب لبنان)، تستعد المؤسسة الأمنية لاحتمال إطلاق وابل كبير من الصواريخ، وأن يزيد حزب الله مدى إطلاق الصواريخ إلى عمق أكبر داخل إسرائيل، ولذلك وسّع الجيش نشر أنظمة الدفاع الجوي بالشمال والجنوب والشرق".

لكن "كبار المسؤولين الدفاعيين في إسرائيل يشعرون بالحيرة إزاء الرد المتوقع من حزب الله وإيران"، كما زادت الصحيفة.

وأوضحت أن "هناك مَن يعتقد أن الحزب سيرد بشكل مدروس حتى لا يجر لبنان لحرب شاملة، وبالتالي سيضرب أهدافا عسكرية، مثل قواعد وسط البلاد أو قواعد سلاح الجو، كما حدث في الهجوم الإيراني على قاعدة نيفاتيم في أبريل ".

واستدركت "ومن ناحية أخرى، هناك مَن يعتقد في المؤسسة الأمنية أن حزب الله سيرد بشكل أقوى ويهدف إلى إلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية".

وبالنسبة إلى حماس، يتحسب الجيش الإسرائيلي أن تطلق حركة المقاومة صواريخ تصل وسط إسرائيل، ومنها مدينة تل أبيب.

وقالت صحيفة "هآرتس" إن "الجيش يتوقع أن تحاول حماس تنفيذ رد عسكري من أجل الانتقام لاغتيال هنية، بما في ذلك محاولات إطلاق صواريخ بعيدة المدى لضرب البلدات والمدن الإسرائيلية المركزية".

وأردفت "يعتقد مسؤولون في الجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) أن حماس ستحاول بأي ثمن إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، ربما إلى وسط البلاد وجنوبها.

واعتبرت أن "هذا القصف سيكون رمزيا، لأن قدرات حماس على تصنيع وإطلاق الصواريخ تضررت بشدة، وستكافح طواقم الإطلاق للوصول إلى منصات إطلاق الصواريخ بعيدة المدى لإطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ".

أما بشأن إيران، فلا تمتلك إسرائيل تصورا واضحا لماهية الرد المحتمل، ولكنها لم تستبعد تجدد سيناريو الهجوم بالصواريخ والمسيّرات كما حدث في أبريل.

وقالت القناة "12" إن "الرد الأكثر احتمالا الذي قد تختاره إيران هو تكرار هجوم أبريل، حين أطلقت على إسرائيل أكثر من 300 صاروخ باليستي وكروز ومسيّرات".

غير أن "يديعوت أحرونوت" ذهبت إلى أن "رد إيران وحزب الله قد يتضمن هجمات منسقة ومشتركة، حيث وعد الحرس الثوري بعمل خاص قد يتطلب التخطيط له وقتا، وربما يستغرق تنفيذه أسابيع".

و"تشمل خياراتهم شن هجمات إلكترونية لتعطيل الحياة اليومية الإسرائيلية، واستهداف البنوك والنقل والبنية الأساسية الحيوية أو محاولات اغتيال متزامنة لمسؤولين إسرائيليين في الخارج"، وفق الصحيفة.

وفي إسرائيل، عاد الحديث بشكل أكبر من أي وقت مضى عن احتمال وقوع حرب مع إيران أو حرب إقليمية شاملة تتداخل فيها جبهات عديدة.

وقالت "هآرتس" إن "حقيقة وقوع عملية الاغتيال في الضاحية الجنوبية معقل حزب الله في بيروت، وأن الهدف شخصية رفيعة المستوى للغاية في الحزب (شكر)، من شأنه أن يدفع حزب الله إلى محاولة وضع قواعد جديدة".

ورأت أن "محاولة الحزب وضع هذه القواعد الجديدة قد تجعل من الصعب على إسرائيل التخلي عن الرد، ومن هنا يعتقد مسؤولون في الجيش أن الطريق إلى حرب شاملة قد يكون قصيرا".

وحسب القناة "12" فإنه "بعد اغتيال هنية، نقل مسؤولون إسرائيليون كبار رسالة (لم توضح لمَن) مفادها أن إسرائيل ليست مهتمة بتصعيد القتال مع إيران، لكنها أيضا لن تتردد في تصعيد هجماتها إذا لزم الأمر".

و"من ناحية أخرى، يعمل العالم على إقناع طهران بعدم الرد بقسوة شديدة لتجنب التصعيد"، حسب الصحيفة