إيران تلجأ إلى سوخوي 35 الروسية بعد الفشل في مواجهة اختبار القوة مع إسرائيل

طهران – قال علي شادماني القائد الكبير في الحرس الثوري الإيراني الاثنين إن بلاده اشترت طائرات مقاتلة روسية الصنع من طراز سوخوي 35، في وقت يرى خبراء أن التوجه إلى هذه الطائرات يتضمن اعترافا واضحا بفشل خيار الاعتماد على الصناعة العسكرية الإيرانية لصد إسرائيل أو مهاجمتها.
ولطالما تفاخر المسؤولون الإيرانيون بالقدرات الذاتية لبلادهم، لكنْ كشَف الهجومان الإيرانيان المحدودان على إسرائيل والرد الإسرائيلي القوي عن فوارق شاسعة، ما دفع الإيرانيين إلى مراجعة فكرة الاكتفاء بالصواريخ والمسيّرات التي ينتجونها لمواجهة القوة الإسرائيلية في أي صدام قادم.
ويمثل اللجوء إلى سوخوي 35 مسعى لتقليص الفجوة بين القدرات العسكرية الإيرانية من جهة والقدرات العسكرية الإسرائيلية من جهة أخرى، وهي مكافئة لطائرات أف 16 بلوك دي وأف 15 بلوك أي التي استخدمت في ضرب عمق إيران مؤخرا، وتسمى الجيل 4.5 بين الشبحي الكامل (الجيل الخامس) وغير الشبحي (الجيل الرابع)، وتمتلك مواصفات بين بين.
سوخوي 35 مكافئة لطائرات أف 16 بلوك دي وأف 15 بلوك أي التي استخدمت في ضرب إيران، وتسمى الجيل 4.5
ومن خاصيات سوخوي أنها يمكنها أن تلعب دور نظام الإنذار المبكر والتحكم المحمول جوا.
وهذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها مسؤول إيراني شراء طائرات سوخوي 35. لكن سبق أن تحدث الإيرانيون عن الصفقة منذ 2023، ما يرجح أن تكون هذه هي الدفعة الثانية من الطلبية التي قد تكون طهران حصلت عليها من موسكو.
وقالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء في نوفمبر 2023 إن طهران أتمت ترتيبات لشراء مقاتلات روسية.
ولم يفصح شادماني، الذي نقلت تصريحاته شبكة أخبار الطلبة (إس.إن.إن)، عن عدد الطائرات وما إذا كانت إيران قد تسلمتها بالفعل.
وقال شادماني نائب منسق المقر المركزي لخاتم الأنبياء في الحرس الثوري “نقوم بشراء عسكري لتعزيز قواتنا الجوية والبرية والبحرية كلما لزم الأمر… كما تسارع إنتاج العتاد العسكري.”
وأضاف في إشارة إلى إسرائيل “إذا تصرف العدو بحماقة فسيذوق مرارة القصف بصواريخنا، ولن تبقى أي من مصالحه في الأراضي المحتلة سالمة.”
وأطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل تمّ اعترض الجزء الأكبر منها بواسطة منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية. وساهمت كذلك القوات الأميركية المنتشرة بالمنطقة في اعتراض الصواريخ، بالإضافة إلى الأردن. وأظهر الهجوم محدودية كبيرة للقدرات العسكرية الإيرانية وهزّ صورة وعود إيران لحلفائها في المنطقة، وهو ما بانت نتائجه لاحقا في لبنان وخاصة في سوريا.
وكانت إيران قد حرصت خلال العقدين الماضيين، وخاصة بعد سقوط النظام العراقي في 2003، على تقديم نفسها كقوة إقليمية بأسلحة صاروخية كبيرة ومؤثرة تستطيع من خلالها تنفيذ مشروعها الإقليمي متعدد الأوجه، وتتحكم بها في حركة الملاحة وخاصة ما تعلق بشحن النفط من الخليج.
ومن شأن نتائج الاختبار المحدود مع إسرائيل أن تدفع إيران إلى مراجعة خياراتها العسكرية وعدم الاكتفاء باستعراض قوة عبر المسيرات أو الصواريخ، وهو خيار يظل محدودا وليس محددا في أي حرب.
وأنفقت إيران عشرات المليارات لبناء ترسانة من الصواريخ والأسلحة عززتها في السنوات الأخيرة بإنتاج مسيّرات هجومية انتحارية ذاع صيتها خلال الحرب الأوكرانية، حيث شوهدت مسيّرات إيرانية لدى القوات الروسية وكان لها تأثير واضح في تغيير اتجاه الحرب.
ووقعت إيران وروسيا في وقت سابق من الشهر الجاري شراكة إستراتيجية شاملة لم تتطرق إلى نقل أسلحة لكنها أشارت إلى توطيد “التعاون العسكري التقني” بين البلدين.
القوات الجوية لا تمتلك سوى بضع عشرات من الطائرات، بما في ذلك طائرات روسية وطرازات أميركية قديمة حصلت عليها قبل الثورة الإسلامية
وأعرب المسؤولون الإيرانيون عن تفاؤلهم بأن روسيا ستقوم بتسليم طائرات سوخوي 35 في شهر مارس 2022، ولكن هذا الشعور تلاشى، حيث لم تفِ روسيا بالتزاماتها في الصفقة بتزويد طهران بـ50 طائرة من طراز سوخوي 35، كانت طهران قد دفعت ثمنها في عام 2021، وكان من المتوقع أن تتسلمها، حتى رفع مجلس الأمن الدولي جميع القيود عن الأنشطة المتعلقة بالصواريخ الباليستية في 18 أكتوبر 2023، كما رفع القيود عن نقل الأسلحة إلى إيران.
ولا تمتلك القوات الجوية سوى بضع عشرات من الطائرات الهجومية العاملة، بما في ذلك طائرات روسية وطرازات أميركية قديمة حصلت عليها البلاد قبل الثورة الإسلامية عام 1979.
وقال المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية إن طهران لديها سرب من تسع طائرات مقاتلة من طرازي أف 4 وأف 5، وآخر من طائرات سوخوي 24 روسية الصنع، إلى جانب عدد من طائرات ميج 29 وأف 7 وأف 14.
كما يمتلك الإيرانيون طائرات مسيرة مصممة للتحليق صوب الأهداف والانفجار. ويعتقد المحللون أن أعداد ترسانة الطائرات المسيرة هذه لا تتجاوز 10 آلاف.
وبالإضافة إلى ذلك يقولون إن إيران تمتلك أكثر من 3500 صاروخ سطح – سطح بعضها يحمل رؤوسا حربية تزن نصف طن لكن العدد القادر على استهداف إسرائيل قد يكون أقل.
وقال قائد القوات الجوية الإيرانية حميد واحدي في أبريل الماضي إن طائرات سوخوي 24 على “أهبة الاستعداد” لمواجهة أي هجوم إسرائيلي. لكن اعتماد إيران على هذه الطائرات، التي تم تطويرها لأول مرة في الستينات، كشف عن ضعف قواتها الجوية.