إيران تلاحق منتقدي السلطة بتهمة الدعاية لإسرائيل

16 شخصا اعتقلوا في أصفهان بتهمة دعم العدوان الإسرائيلي والتشويش على الرأي العام.
الجمعة 2025/06/20
سيطرة على الخطاب

طهران - قالت وسائل إعلام إيرانية الأربعاء إنّ إسرائيل قرصنت بث التلفزيون الرسمي لفترة وجيزة عرضت خلالها مشاهد لاحتجاجات قادتها نساء ودعت السكان إلى الخروج إلى الشوارع، فيما حذر مسؤولون ووسائل إعلام تابعة للسلطات من أن “نشر صور لتحركات عسكرية أو مواقع تعرضت لهجمات يُعد مساعدة للعدو”، إذ تمارس رقابة مشددة على وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

ونشرت صحيفة همشهري في قناتها على “تيلغرام”، فيديو للاختراق الوجيز أرفقته بنص جاء فيه “قام قراصنة باختراق التلفزيون الرسمي وبثوا نداء يدعو الناس إلى الخروج إلى الشوارع”. ونبّه التلفزيون الرسمي المشاهدين إلى أن هذا الأمر “نجم عن هجمات سيبرانية شنّها العدو الصهيوني تعطّل البث عبر الأقمار الاصطناعية”.

وأعلنت استخبارات الأمن الداخلي في إيران اعتقال 16 شخصا في مدينة أصفهان بتهمة الدعاية لإسرائيل، وذكرت العلاقات العامة التابعة لاستخبارات الأمن الداخلي أن المتهمين وجِهت لهم تهم دعم العدوان الإسرائيلي والتشويش على الرأي العام والدعاية ضد النظام والإساءة إلى ضحايا الهجمات ونشر الإشاعات.

ووفقا للبيان الصادر عن استخبارات الأمن الداخلي في إيران، فإن هؤلاء الأشخاص لوحقوا بسبب نشاطاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وخلصت الأجهزة الأمنية إلى أنهم يدعمون هجمات إسرائيل.

◙ نطاق الاعتقالات تجاوز تهمة التعاون الاستخباراتي ليصل إلى ملاحقة منتقدي السياسة الخارجية للنظام لاسيما تجاه الأحداث الإقليمية

وشدد البيان على أن أي تواصل أو تبادل معلومات مع الموساد أو أي تعاون إعلامي أو ثقافي في تأييد الهجمات الإسرائيلية، يعتبر جريمة. ويبدو أن نطاق الاعتقالات تجاوز تهمة التعاون الاستخباراتي، ليصل إلى ملاحقة منتقدي السياسة الخارجية للنظام، لاسيما تجاه الأحداث الإقليمية.

وفي محافظة الأحواز (خوزستان)، أعلن المدعي العام في مدينة لالي السبت الماضي اعتقال أربعة أشخاص بتهمة القيام بأنشطة دعائية لمصلحة إسرائيل على الإنترنت، ووفق القرار القضائي، سيبقون رهن الاحتجاز حتى إشعار آخر. كما أعلن قائد شرطة محافظة كرمان جليل موقوفه ئي اعتقال شخصين آخرين بتهمة دعم الهجوم الإسرائيلي والتشويش على الرأي العام ونشر الإشاعات على الإنترنت.

وتهمة نشر الإشاعات التي تتكرر كثيرا في القضايا الأخيرة، ليس لها تعريف قانوني دقيق، مما يفتح المجال لتطبيقها بصورة اعتباطية ضد أي نشاط، وتشير الأدلة المنتشرة على وسائل التواصل إلى أن الكثير من هذه الاعتقالات جاء بسبب آراء مخالفة أو انتقادات للسياسات الرسمية.

ومن بين المعتقلين، ذكر اسم مطهره كونه ‌أي، الناشطة الطلابية التي سبق اعتقالها مرات عدة خلال الاحتجاجات في العامين الماضيين، وأفادت تقارير بأن سبب اعتقالها الأخير هو منشور لها على منصة إكس، حيث وصفت فيه السبب الحقيقي للحرب الجارية بأنه الاستبداد الديني، محذرة من خداع الرأي العام تحت ذريعة التهديد بالحرب.

أحد الأمثلة الأخرى على توسيع دائرة تجريم الأنشطة المدنية في إيران هو اعتقال خمسة أشخاص في مدينة يزد بتهمة تصوير أماكن حساسة، وأعلنت النيابة العامة في يزد أن “خمسة مغررين قاموا بتشويش الرأي العام وتصوير مواقع سرية، وتم التعرف إليهم واعتقالهم بالتنسيق مع الجهات القضائية.”

5