إيران تكتوي بنيران العقوبات مجددا لتورطها في تمويل الإرهاب

باريس - أدرجت وكالة رقابية دولية متخصصة في مكافحة الأموال القذرة إيران الجمعة على قائمتها السوداء بعدما تقاعست طهران عن الالتزام بالقواعد الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب.
ويأتي القرار بعد أكثر من ثلاثة أعوام من التحذيرات التي وجهتها مجموعة العمل المالي ومقرها باريس لحث طهران على سن قوانين ضد تمويل الإرهاب.
وأعادت "مجموعة العمل المالي" الجمعة فرض كل العقوبات على إيران، معتبرة أنها لم تتخذ الإجراءات المنتظرة ضد غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وقال أعضاء المجموعة وعددهم 39 في بيان بعد جلسة عمل "في ظل تقاعس إيران عن تطبيق اتفاقيات باليرمو وتمويل الإرهاب بالتوافق مع معايير مجموعة العمل المالي، ترفع المجموعة كليا تعليق الإجراءات المضادة وتدعو أعضاءها وتحث جميع السلطات القضائية على تطبيق الإجراءات المضادة الفعالة".
وهذا يستلزم مزيدا من التدقيق في المعاملات مع إيران ومراجعة خارجية أكثر صرامة لشركات التمويل العاملة في البلاد وضغوطا إضافية على عدد قليل من البنوك والشركات الأجنبية التي لا تزال تتعامل مع إيران.
ويرى دبلوماسيون أن تقاعس إيران سيؤدي لزيادة تكاليف الاقتراض وعزلة عن النظام المالي".
وكانت "غافي" الهيئة الحكومية التي أنشئت في 1989 وتضم وزراء الدول الأعضاء، علقت العقوبات في عام 2016 لمنح إيران الوقت للامتثال للمعايير الدولية.
وتضم اللائحة السوداء للهيئة كوريا الشمالية وإيران.
وبالتزامن مع تشدد إدارة الرئيس دونالد ترامب تجاه إيران، وجّهت الهيئة عدة تحذيرات لطهران قبل أن تقرر خلال الصيف الماضي الغاء عقوبة أولى والابقاء على تعليق اثنتين حتى الخريف.
وعلّق وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان قائلا "على النظام الإيراني مواجهة عواقب عدم امتثاله المستمر للمعايير الدولية".
وأضاف أنّه "يتعيّن على إيران الكف عن سلوكها غير المسؤول والتصرف كأمة طبيعية إذا أرادت وضع حد لعزلتها".
ومع ذلك تركت المجموعة فيما يبدو الباب مفتوحا أمام إيران قائلة إن "الدول ينبغي أيضا أن يتسنى لها تطبيق تدابير مضادة بشكل مستقل عن أي دعوة من مجموعة العمل المالي لفعل ذلك".
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي قوله إن القرار الصادر الجمعة عن المجموعة لن يكون له أي تأثير على التجارة الخارجية للبلاد.
وقال همتي "القرار مدفوع بدوافع سياسية وليس قرارا فنيا... يسعني التأكيد لأمتنا على أنه لن يكون له أي تأثير على تجارة إيران الخارجية ولا على استقرار سعر الصرف لدينا".
ومن ناحية أخرى، قالت المجموعة إن باكستان لديها مهلة حتى يونيو لتحسين إجراءاتها لمكافحة تمويل الإرهاب بما يتماشى مع خطة عمل متفق عليها دوليا، وإلا ستواجه إجراءات ضدها.
وقالت المجموعة عقب اجتماع في باريس إن هذه الإجراءات قد تشمل دعوة أعضائها إلى إصدار أوامر لمؤسساتها الدولية بالنظر بشكل خاص وصارم في العلاقات والمعاملات التجارية مع العملاء الباكستانيين.