إيران تغلق صحيفة وتعتقل العشرات من الأجانب بسبب الاحتجاجات

مفوضية حقوق الإنسان تصف الوضع في إيران بالحرج، وأستراليا تستدعي القائم بأعمال طهران في كانبرا احتجاجا على تهديد المتظاهرين الإيرانيين في ربوعها بعائلاتهم داخل البلاد.
الثلاثاء 2022/11/22
قمع المتظاهرين لا يوقف الاحتجاجات

طهران – أغلقت السلطات الإيرانية صحيفة "جيهان سانات" الاقتصادية بعد توجيهها اتهامات إلى قوات الأمن، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهرين في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني، كما اعتقلت 40 أجنبيا بحجة ضلوعهم في تأجيج التظاهرات المناهضة للنظام.

وذكر موقع "ميزان أونلاين" الإخباري التابع للسلطة القضائية الثلاثاء، نقلا عن بيان صادر عن وزارة الثقافة، أن "صحيفة جيهان سانات (عالم الصناعة) اليوميّة أُغلقت الاثنين بسبب انتهاكها قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي".

ولم توضح الوكالة مضمون القرارات، لكنها أشارت إلى أن الإغلاق على ارتباط بـ"مقال نشرته الصحيفة السبت ووجه اتهامات إلى قوات الشرطة والأمن".

وقتل العشرات معظمهم من المتظاهرين منذ بدء الاحتجاجات في السادس عشر من سبتمبر، كما أوقف الآلاف بينهم صحافيون خلال التظاهرات التي تشير إليها السلطات بـ"أعمال الشغب".

وذكرت صحيفة "هام ميهان" الثلاثاء أن الصحيفة الاقتصادية التي تأسست عام 2004، أغلقت في السابق في 2020 لتشكيكها في الأرقام الرسمية للإصابات بفايروس كورونا.

وكانت صحيفة "سازانديجي" الإصلاحية أوردت في نهاية أكتوبر أن "أكثر من عشرين صحافيا لا يزالون قيد الاعتقال"، فيما استدعت السلطات عددا من الصحافيين الآخرين.

ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن مسعود ستايشي، المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، قوله الثلاثاء إن 40 مواطنا أجنبيا اعتقلوا خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة، دون الكشف عن جنسياتهم.

وأكد ستايشي في مؤتمر صحافي أنّ "أحداث الشغب التي شهدتها إيران مؤخرا بيّنت المخططات التي رسمها الأعداء، الذين كشفوا عن وجههم الحقيقي حينما أمروا بالقتل والإرهاب".

ووجه ستايشي نصيحة لمثيري الشغب، قائلا إنّ "عليهم أن يرجعوا إلى التاريخ ليروا كيف يتعامل الشعب الإيراني مع الإرهابيين".

وأضاف المسؤول الإيراني أنّ "الشعب برمته يطالب اليوم الدولة بالتصدي الحازم للإرهابيين والقتلة والمخلين بالاقتصاد، والإرهابيين الإعلاميين، الذين يبحثون عن تدمير إيران". 

وفي سبتمبر الماضي، قالت طهران إن تسعة أوروبيين تم اعتقالهم بسبب تورطهم في الاحتجاجات.

وألقت طهران باللوم على خصوم أجانب وعملاء لهم في تنظيم الاحتجاجات، التي تحولت إلى حركة تمرد شعبية للإيرانيين من جميع أطياف المجتمع، في واحد من أجرأ التحديات التي يواجهها رجال الدين الحاكمون منذ ثورة 1979.

واستدعت وزارة الخارجية الأسترالية الثلاثاء القائم بأعمال طهران في العاصمة كانبرا، احتجاجا على ممارسة قوات الأمن الإيرانية تهديدات وضغوطا على المتظاهرين.

وفي تغريدة على تويتر، أشار وزير الخارجية الأسترالي بيني وونغ إلى أن بلاده تعمل مع شركائها من أجل الضغط على إيران "حيال انتهاكات حقوق الإنسان فيها".

وفي الكلمة التي ألقاها وونغ في البرلمان الأسترالي، ذكر أنّ "طهران تهدد المتظاهرين الإيرانيين في أستراليا بعائلاتهم داخل البلاد".

ووصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الوضع في إيران بـ"الحرج".

وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان "قُتل أكثر من 300 شخص في الاحتجاجات الإيرانية حتى الآن، بما في ذلك أكثر من 40 طفلا".

وكانت منظمة "هرانا" الحقوقية قد أكدت الأربعاء الماضي أن "عدد القتلى في الاحتجاجات على مستوى البلاد في إيران وصل إلى 362 شخصا، في إجمالي 60 يوما من الاحتجاجات".

وبحسب المنظمة، "فقد ارتفع عدد القتلى من الأطفال من 52 إلى 56 في غضون 24 ساعة"، مشيرة إلى وصول عدد المعتقلين إلى 16 ألفا و33 شخصا.

وعمت الاحتجاجات البلاد بعد مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما في سبتمبر، أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق. وبلغت الاحتجاجات ذروتها في المناطق التي يعيش فيها أغلب الأكراد البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة في إيران.