إيران تعود للابتزاز التقليدي في مضيق هرمز

طهران تكثر من التلويح والتهديدات ولكنها لا تجرؤ على إغلاق المضيق.
الأربعاء 2021/01/06
من يوقف عربدة إيران؟

سلط احتجاز الحرس الثوري الإيراني لسفينة ترفع علم كوريا الجنوبية في مياه الخليج واعتقال أفراد طاقمها، الضوء مجددا على أهمية مضيق هرمز على اعتباره الشريان الرئيسي لنقل الطاقة في العالم ووسيلة ابتزاز اقتصادي تستغلها إيران بين الفينة والأخرى.

لندن - تواصل إيران القيام بتجاوزات عبر مضيق هرمز كان آخرها احتجاز سفينة كورية جنوبية ما يطرح تساؤلات حول أهمية المضيق الاقتصادية والنفوذ الإيراني فيه خصوصا مع تزايد تهديد طهران بغلق المعبر وفشلها في إيجاد بدائل بحرية. وأعاد احتجاز السفينة الكورية الحديث عن أهم ممر دولي يمر عبره خمس إنتاج النفط في العالم.

وكانت وسائل إعلام إيرانية قد ذكرت أن الحرس الثوري الإيراني احتجز سفينة، في وقت تشهد فيه العلاقات بين طهران وسول توترا بخصوص أرصدة إيرانية مجمدة في بنوك كورية جنوبية بسبب العقوبات الأميركية.

ويتميز مضيق هرمز ذلك الممر المائي الذي يفصل بين إيران وسلطنة عمان بأنه أحد أهم شرايين التجارة العالمية حيث ربط مضيق هرمز الخليج بخليج عمان وبحر العرب.

ويبلغ عرض المضيق 33 كيلومترا عند أضيق جزء منه، لكن الممر الملاحي لا يتجاوز عرضه ثلاثة كيلومترات في كلا الاتجاهين.

وسعت الإمارات والسعودية إلى العثور على طرق أخرى لتجنب المضيق وشمل ذلك مد المزيد من خطوط أنابيب النفط.

وقالت شركة فورتيكسا للتحليلات النفطية إن نحو خمس إنتاج العالم من النفط يمر عبر المضيق أي نحو 17.4 مليون برميل يوميا في حين بلغ الاستهلاك نحو 100 مليون برميل يوميا عام 2018.

ويمر عبر المضيق معظم صادرات الخام من السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق، وجميعها دول أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

كما يمر من المضيق أيضا كل إنتاج قطر تقريبا من الغاز الطبيعي المسال. وقطر أكبر مُصدر له في العالم.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على إيران بهدف وقف صادراتها من النفط، فيما ردت إيران بالتهديد بتعطيل شحنات النفط عبر مضيق هرمز إذا حاولت الولايات المتحدة خنق اقتصادها.

ويتمركز الأسطول الأميركي الخامس في البحرين حيث يتولى مهمة حماية السفن التجارية في المنطقة.

17.4

مليون برميل نفط يمر يوميا عبر المضيق ما يعادل نحو خمس إنتاج العالم

وشهد هذا المضيق أحداثا كثيرة، حيث سعى كل من العراق وإيران خلال حربهما بين عامي 1980 و1988 إلى عرقلة صادرات نفط البلد الآخر في ما عرف في ذلك الوقت بحرب الناقلات.

وفي يوليو 1988، أسقطت البارجة الحربية الأميركية فينسينس طائرة إيرانية مما أسفر عن مقتل 290 شخصا هم جميع من كانوا على متنها. وقالت واشنطن إنه حادث بينما قالت طهران إنه هجوم متعمد.

وفي مطلع العام 2008، قالت الولايات المتحدة إن الزوارق الإيرانية هددت ثلاث سفن تابعة للبحرية الأميركية في المضيق.

وبعد سنتين تعرضت ناقلة النفط اليابانية إم ستار لهجوم في المضيق. وأعلنت جماعة متشددة تعرف باسم كتائب عبدالله عزام، المرتبطة بتنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن الهجوم.

إثر ذلك هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز ردا على عقوبات أميركية وأوروبية استهدفت إيراداتها النفطية في محاولة لوقف برنامج طهران النووي.

وصادرت سفن إيرانية سفينة حاويات في المضيق وأطلقت طلقات صوب ناقلة ترفع علم سنغافورة قالت طهران إنها دمرت منصة نفطية إيرانية.

ولمح الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى أن بلاده قد تعطل مرور النفط عبر مضيق هرمز ردا على دعوات أميركية لخفض صادرات إيران من الخام إلى الصفر.

وفي مايو 2019، هوجمت أربع سفن بينها ناقلتا نفط سعوديتان قبالة ساحل الإمارات قرب الفجيرة خارج مضيق هرمز.

وتعتقد إيران أن التهديد بإغلاق المضيق أو اتخاذ خطوة عملية أولية بهذا الاتجاه سيؤدي إلى اضطراب في سوق النفط العالمية وارتفاع في أسعار الطاقة في تلك الدول، وهو ما سيدفع الولايات المتحدة والدول الأوروبية لإجراء مفاوضات فورية مع إيران تقدم خلالها بعض التنازلات استجابة لمطالب إيرانية تتعلق بتخفيف العقوبات المفروضة عليها.

ولم تنفذ إيران يوما التهديد، ولا تبدو أي احتمالات واقعية لإقدامها على إغلاق المضيق، وهي أكثر العارفين بتداعيات تنفيذ ذلك على اقتصادها الضعيف، وأن خطوة كهذه ستكون سببا في مشاكل وردود فعل قد تهدد بقاء النظام.

ويربط مضيق هرمز الخليج ببحر العرب والمحيط الهندي، ويعتبر ممرا رئيسيا للنفط والتجارة بين الخليج ودول آسيوية. وإلى جانب إمدادات الخام، تمرّ عبر مضيق هرمز مواد تجارية غير نفطية بالمليارات من الدولارات، ما يجعل من المضيق أحد أهم الطرق الملاحية في العالم.

ومن المحتمل أن يؤدي إغلاق المضيق إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط قد يدفع ببرميل النفط إلى عتبة 100 دولار، وإلى اضطرابات في الأسواق العالمية، إذ أن دول الخليج الست وإيران والعراق تنتج معا حوالي ربع كمية الإنتاج العالمي اليومي البالغة 100 مليون برميل.

وتمر صادرات هذه الدول جميعها، 15 مليون برميل يوميا أو ما يعادل ثلث الإنتاج العالمي، باستثناء سلطنة عمان، عبر مضيق هرمز البالغ طوله نحو 50 كلم والواقع بين إيران وعمان.

11