إيران تعمل على تجيير مسيرات العودة في غزة لصالحها

غزة – أعلنت حركة حماس، الثلاثاء، أن إيران تبنت تقديم دعم مالي لعائلات القتلى والجرحى الفلسطينيين في مسيرات العودة الشعبية على حدود قطاع غزة وإسرائيل.
ويأتي الإعلان في ظل رغبة إيران الإبقاء على مسيرات العودة قائمة، باعتبارها إحدى الأوراق التي قد تعمد إليها لإعادة خلط الأوراق في القطاع، وتصعيد الموقف بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، لتخفيف الضغوط عليها.
وترى إيران أن تطبيع الوضع في غزة لا يخدم مصالحها في الظرف الحالي الذي تواجه فيه ضغوطا أميركية وإسرائيلية مكثفة.
وقد سعت قبل فترة إلى تأجيج الوضع عبر دفع حركة الجهاد الإسلامي إلى استهداف مواقع في جنوب إسرائيل، في ذروة الاتصالات التي تقوم بها مصر لإرساء هدنة في القطاع.
وأثارت خطوة الجهادي الإسلامي التي تمت بشكل منفرد دون التنسيق مع الغرفة المشتركة للفصائل غضب حركة حماس، التي صرحت بعض قياداتها بأن ما حصل لا يخدم الصالح العام الفلسطيني وإنما يصب في صالح جهات إقليمية، في إشارة إلى إيران.
وتم احتواء الموقف بعد اتصالات مكثفة، كما ساهمت العملية الاستخبارية الإسرائيلية الفاشلة في قطاع غزة في 12 نوفمبر الجاري، وما انجر عنها من رد فلسطيني قوي، في إعادة الدفء للعلاقات بين حماس من جهة وإيران والجهاد الإسلامي من جهة أخرى.
وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم، في بيان، إن الحركة “تثمن المواقف الإيرانية النبيلة تجاه القضية الفلسطينية ودعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة”.
وأضاف برهوم “إذ تقدر الحركة عالياً القرار الإيراني الرائد والمسؤول بتبني أسر شهداء وجرحى مسيرات العودة وكسر الحصار لتطالب الدول العربية والإسلامية كافة بالاستمرار في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته في مواجهة التحديات كافة وعلى رأسها المشاريع والمخططات الإسرائيلية الأميركية الهادفة إلى شطب حقوقه وتصفية قضيته”.
وأعادت ايران نفس موقف الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي كان يخصص راتبا شهريا لأسر الضحايا من حركة حماس على مدار عقد التسعينات من القرن الماضي بالرغم من العقوبات التي كانت مفروضة على العراق.
وقتل أكثر من 220 فلسطينيا وأصيب ما يزيد عن 24 ألفا آخرين بجروح وحالات اختناق في المواجهات مع القوات الإسرائيلية خلال احتجاجات مسيرات العودة على حدود قطاع غزة وإسرائيل.