إيران تعتقل "جاسوسا أوروبيا" في ذروة حملة لكبح الاختراقات العسكرية

طهران - أوقفت السلطات الإيرانية الاثنين مواطنا أوروبيا بشبهة التجسس لصالح إسرائيل، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي، في ظل الحرب المتواصلة بين الخصمين لليوم الحادي عشر على التوالي، بينما تشن السلطات حملة موسعة على ما تقول إنها شبكات تجسس محلية وأجنبية ساهمت إلى حد كبير في اغتيال عدد من جنرالات الحرس الثوري والجيش الإيرانيين وكذلك عدد من كبار العلماء النوويين في الضربات الإسرائيلية الأولى.
ونقل التلفزيون الرسمي عن السلطات القضائية قولها إن جاسوسا يعمل لصالح إسرائيل أوقف في محافظة همدان، مضيفا أن "الجاسوس مواطن دولة أوروبية"، من دون تقديم تفاصيل.
وتابع المصدر أن "الجاسوس دخل البلاد متنكرا كسائح وواصل مهمة إقامة شبكات وجمع معلومات وتعطيل الأنظمة الهجومية والصاروخية في إيران".
واندلعت الحرب بين إيران وإسرائيل في 13 يونيو بعدما شنّت الدولة العبرية ضربات مدمّرة قالت إنها استهدفت مواقع عسكرية ونووية في الجمهورية الإسلامية. وتعهّدت إيران بإقامة محاكمات سريعة للأشخاص الذين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل.
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية عمليات توقيف طالت عددا من الأشخاص بتهمة التجسس لصالح إسرائيل في مختلف أنحاء إيران. كما أعلنت أيضا عن إعدام عدد من المدانين بتهمة التعاون مع الموساد.
وذكرت وسائل إعلام الجمعة أن مواطنا أوروبيا آخر أوقف بشبهة التجسس. ونشرت وكالة "مهر" للأنباء في وقت لاحق من الاثنين تسجيلا مصوّرا يفيد بأن الحرس الثوري الإيراني ألقى القبض على مواطن ألماني في محافظة مركزي غرب طهران. وذكرت أن السلطات تشتبه في أنه "جاسوس دخل إيران متنكرا كسائح".
كما اتُّهم بالاقتراب من "مستودع للذخيرة وثكنة عسكرية وأنفاق صواريخ وقاعدة جوية بهدف الحصول على معلومات".
وتشير الأدلة المتاحة إلى أن إيران قد تعرضت بالفعل لاختراق أمني وعسكري كبير خلال الضربات الأخيرة، مما أدى إلى أضرار في منشآتها النووية والعسكرية وكشف عن بعض الثغرات في دفاعاتها الجوية. وتؤكد هذه الأحداث على الطبيعة المعقدة والمتصاعدة للحرب الخفية والعلنية بين إيران وإسرائيل وحلفائهما.
وتشير مصادر إسرائيلية وأميركية إلى أن الضربات على إيران أدت إلى "تدمير" جزء كبير من الدفاعات الجوية الإيرانية، خاصة في المناطق المستهدفة. وتؤكد بعض التقارير أن طائرات إيرانية مسيرة تمكنت من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية في حالات نادرة، مما يشير إلى وجود ثغرات في كلا الجانبين. ومع ذلك، تبقى أنظمة الدفاع الإسرائيلية عالية الفعالية.
وبالنسبة لإيران، فإن قدرة إسرائيل (وبعض التقارير تشير إلى الولايات المتحدة) على تنفيذ ضربات داخل العمق الإيراني، واستهداف منشآت حساسة مثل فوردو ونطنز وأصفهان، تشير إلى نجاح كبير في اختراق الدفاعات الجوية الإيرانية.
ويعكس إعلان إيران عن إيقاف "جاسوس أوروبي" في خضم هذه الأحداث، وجود حرب استخباراتية شديدة مع الدول الغربية وإسرائيل.
ويبدو أن إسرائيل تمتلك "بنك معلومات" واسع عن إيران وأنها تستفيد من "الخرق الاستخباري" المستمر.
وتهدف الضربات العسكرية إلى "القضاء بشكل منهجي" على الدفاعات الجوية الإيرانية وقدراتها الصاروخية الهجومية. ويشير ذلك إلى أن الجمهورية الإسلامية تواجه تحديات كبيرة في حماية منشآتها الحساسة، وأن أنظمة دفاعها الجوي قد تكون أقل فعالية مما تظهره طهران. ومع ذلك، أكدت أنها لم تتأثر بشكل كبير، وهذا جزء من "حرب الروايات" المستمرة.