إيران تعترف بعدم وجود إعلام مستقل حقيقي لديها

طهران – اعترفت وزارة الثقافة الإيرانية بأن المواطنين لا يثقون بالإعلام الذي تديره الدولة، ويعتمدون على مصادر الأخبار الأجنبية أو مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال حميد رضا ضیایي پارار رئيس قسم الأبحاث الإعلامية بوزارة الثقافة الأربعاء “إن البلاد ليس لديها أي إعلام مستقل تقريبا، وتنتمي الغالبية العظمى من وسائل
الإعلام في البلاد إلى الدولة، أو تمولها الدولة”.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إسنا” عن ضیایي پارار قوله إن وسائل الإعلام هذه تقوم بدور الناطق بلسان الأحزاب السياسية على نطاق أوسع وبإمكانها عمل ذلك بسبب تبعيتها الأيديولوجية، كما أنها لا تمارس الصحافة الاستقصائية.
ولهذا السبب، وبحسب مسؤول وزارة الثقافة، يتجه معظم الإيرانيين إلى وسائل الإعلام الأجنبية أو مواقع التواصل الاجتماعي. وحتى الحظر الذي فرضه المتطرفون في السلطة القضائية على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل موقعي تويتر وتلغرام، لم يؤد الغرض منه.
ويرى مستقبلا ضعيفا للصحف في إيران، التي يفوق تعداد سكانها 80 مليون نسمة، وقال “لا يزيد معدل توزيع الصحف على مستوى البلاد عن 700 ألف نسخة”، وقاربت معظم الصحف على الإفلاس، وبات لا مفر من إغلاقها.
ورغم الأوضاع المتردية للصحافة ووسائل الإعلام الإيرانية، فإن السلطات تدعم منصات إعلامية خارجية ونشر أيديولوجيتها خارج حدودها الجغرافية، والدول العربية والإسلامية هي المستهدف الأول لهذه الاستراتيجية.
وبحسب المعهد الدولي للدراسات الإيرانية، فإن النظام الإيراني يرى في ثلاثية “الثقافة والإعلام والاستخبارات” أداة فعَّالة تمهِّد الطريق لتحقيق طموحاته، عبر السعي للتأثير على أبناء الشعوب في الشرق الأوسط، وما هو أبعد من ذلك. ويستثمر جهودا كبيرة وأموالا ضخمة في هذا المجال.
ومن أجل تحقيق ما يهدف إليه يبذل النِّظام الإيرانيّ مبالغ طائلة لتشغيل ماكينته الإعلامية في الداخل والخارج، إذ يتبع 21 مكتبا إعلاميّا في بعض عواصم العالَم العربي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانيَّة، بالإضافة إلى بلدان عربية وإسلامية أخرى، كما أن لديها 30 قناة فضائيَّة تبثّ برامجها على مدار الساعة، ويوميّا، من خلال 12 قمرا صناعيّا أجنبيّا، بالإضافة إلى 13 محطَّة إذاعية تبثّ برامجها يوميّا دون انقطاع إلى أنحاء العالَم كافة بمختلِف اللغات، وأهمّها الإنكليزية والفرنسية والعربية والروسية والإسبانية والتركية والكردية والأُردية، إلى جانب برامج بلغات أفريقية من قبيل الهوسا والسواحيلي، إضافة إلى المحطات الإذاعية التي تعمل وفق الطريقة نفسها.