إيران تطلق قمرا اصطناعيا مع مغادرة كبير مفاوضيها مباحثات فيينا

طهران - أعلن الحرس الثوري الإيراني وضع قمر اصطناعي عسكري ثان في المدار، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي الثلاثاء، في خطوة تتزامن مع مغادرة كبير المفاوضين الإيرانيين في المحادثات النووية فيينا بشكل مفاجئ.
وأفادت وكالة "إرنا" بأن "القمر الاصطناعي العسكري الثاني نور2، تم إطلاقه إلى الفضاء عبر (الصاروخ) الناقل للأقمار الاصطناعية قاصد من قبل القوة الجوفضائية للحرس الثوري، ووضع بنجاح في المدار على ارتفاع 500 كلم".
وأشار الحرس إلى أن "نور 2" هو "قمر استطلاع" عسكري، وفق بيان أورده موقعه الإلكتروني "سباه نيوز".
وهي المرة الثانية التي يعلن فيها الحرس نجاحه في إطلاق قمر اصطناعي عسكري، بعدما أفاد في الثاني والعشرين من أبريل 2020 عن وضع "نور 1" في المدار، مؤكدا أنه "أول قمر" إيراني من هذا النوع.
وأكد "سباه نيوز" الثلاثاء أن هذا القمر "لا يزال موجودا ويقوم بإرسال المعلومات".
ويأتي الإعلان عن وضع القمر الجديد في المدار، بعد أقل من شهرين على إعلان القوة الجوفضائية للحرس إجراء تجربة "ناجحة" على صاروخ يعمل محركه الأساسي بالوقود الصلب، وقادر على نقل أقمار اصطناعية.
كما إنها المرة الثانية خلال أقل من ثلاثة أشهر، التي تعلن فيها الجمهورية الإسلامية إطلاق صاروخ إلى الفضاء.
وأكد مسؤولون إيرانيون في الثلاثين من ديسمبر إطلاق صاروخ يحمل معدات لأغراض بحثية، من دون أن ينجح في وضعها في المدار حول الأرض.
وفي حين تشدد طهران على الطبيعة العلمية لبرنامجها الفضائي، سبق لدول غربية عدة أبرزها الولايات المتحدة، إضافة إلى إسرائيل، أن أعربت عن قلقها منه، معتبرة أنه يساهم في تعزيز برنامجها للصواريخ الباليستية الذي يثير أيضا انتقادات دول الغرب.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على وكالة الفضاء المدنية الإيرانية ومنظمتين بحثيتين في 2019، قائلة إنها تستخدم في تطوير برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.
وأتى الإعلان عن وضع القمر العسكري في المدار، في وقت تجري طهران والقوى الكبرى، بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا بهدف إحياء اتفاق عام 2015 بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، والذي انسحبت واشنطن منه أحاديا في العام 2018.
وبلغت المباحثات في فيينا مراحل حاسمة، مع تأكيد الأطراف المعنية الاتفاق على غالبية النقاط، لكن مع تبقي خلافات تتطلب "قرارات سياسية".
ونقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية عن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قوله الثلاثاء، إن طهران لن تتراجع عن خطوطها الحمراء في المحادثات النووية مع القوى العالمية.
وذكر موقع "إيران إنترناشيونال" الثلاثاء أن عددا من أعضاء فريق التفاوض الإيراني غادر فيينا، بعد مغادرة كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني المدينة بشكل مفاجئ.
وأوضح الموقع الإيراني أن "اثنين من أعضاء الوفد غادرا أيضا فيينا، وهما رضا نجفي، مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية، وإسماعيل بقائي هامانه، سفير إيران لدى الأمم المتحدة في جنيف".
وتوقع أن يغادر أعضاء آخرون في فريق التفاوض الإيراني فيينا قريبا، ويعودون إلى طهران.
وكان باقري كني غادر فيينا بشكل غير متوقع الاثنين وتوجه إلى طهران، ما دفع المسؤولين الأوروبيين إلى القول إن المفاوضات النووية توقفت ودخلت مرحلة حرجة.
وذكر مسؤولون إيرانيون أن باقري كني الذي يقود فريق التفاوض الإيراني سيعود قريبا إلى فيينا، لكن دبلوماسيين غربيين قالا إنه لم يتضح سبب مغادرة باقري أو متى سيعود.
وتأتي مغادرة باقري بعد أن ناقش وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الإيراني مطالبة موسكو بأن تقدم لها واشنطن ضمانات مكتوبة، بأن العقوبات الغربية على أوكرانيا لن تضر بالتجارة الروسية - الإيرانية المستقبلية.
وتثير مغادرة باقري المفاجئة احتمالية فشل مفاوضات فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، والتي استمرت 11 شهرا، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
ورفعت اتفاقية عام 2015 معظم العقوبات الدولية عن طهران مقابل قيود مشددة، ولكن مؤقتة، على برنامج إيران النووي.
وأدت روسيا خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى زيادة قتامة آفاق التوصل إلى اتفاق، عندما طالب لافروف بضمانات بأن العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على موسكو، بسبب غزوها لأوكرانيا، لن تؤثر على تجارة روسيا المستقبلية مع إيران.
وذكر مسؤولون غربيون أنه لا توجد وسيلة للموافقة على استثناءات شاملة من العقوبات لروسيا بسبب الاتفاق النووي. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد إن مطالب لافروف ليست لها صلة بالموضوع.