إيران تشدد الرقابة على التغطية الصحافية

الصحافي جيسون رضائيان يؤكد أن إيران تعتزم تشديد القوانين على تقديم الرخص، بحيث ستحرص على إجراء فحص أمني للراغبين في العمل الصحافي، بهدف إسكات الآراء المعارضة قبل بدئها.
الجمعة 2019/05/31
رضائيان عايش القمع الإيراني

واشنطن- قال الصحافي الأميركي من أصل إيراني جيسون رضائيان، إن وتيرة القبضة المحكمة للنظام الإيراني على  الصحافيين باتت أشد وأكثر قسوة.

وأضاف في مقال نشره في صحيفة “واشنطن بوست”، الثلاثاء، “مع تنامي التحديات المحلية والخارجية أمام النظام، لا يزال يستعلي بشكل أكبر مما مضى بمحاولات التحكم في التغطيات الإخبارية”.

وقد عاش رضائيان تجربة الاعتقال في السجون الإيرانية لمدة 544 يوما أثناء عمله مراسلا للصحيفة في طهران، وتم اتهامه بتهم عدة من بينها التجسس عام 2015، ليطلق سراحه في يناير عام 2016، إثر ضغوط سياسية ومطالب دولية واسعة.

وتحدث رضائيان عن إغلاق وسائل الإعلام المحلية في إيران لانعدام التمويل، وفقدان أخرى لتراخيص النشر، ما أدى إلى توجه الأصوات المنتقدة للنظام إلى منصات اجتماعية مثل تويتر.

وتتزامن هذه الإجراءات مع الأزمة السياسية التي تعيشها طهران مع الولايات المتحدة وحرب التصريحات المتأججة، لذلك تعمل السلطات الإيرانية جاهدة على حصار وسائل الإعلام والتشديد على الرقابة لمنع أي تغطية صحافية لا تتوافق مع سياساتها.

السلطات استهدفت المجتمع المدني الإيراني سابقا وأن المحامين ونشطاء حقوق الإنسان كانوا الأساس، حيث يستقر معظمهم في السجن بينما يعيش آخرون منفيين خارج البلاد

وتطرق رضائيان إلى اتهام الصحافي الإيراني مسعود كاظمي بنشر الدعايات المضادة للحكومة في تغريداته عبر تويتر، وعند توجهه إلى المحكمة في مايو الماضي، صدم الحكم “أكثر التوقعات تشاؤما”، حيث جاءت فيه عقوبة السجن إضافة إلى كفالة زادت عن 70 ألف دولار، أي ما يمكن لصحافي جنيه على مدى 42 عاما.

كما أن محمد موغيسة، القاضي الذي أصدر هذا الحكم، معروف بدعمه الكبير للنظام الإيراني، ويشتهر بحبه لإهانة المتهمين في قاعات المحكمة، إذ قال لكاظمي “عليكم اللعنة، يجب ملء أفواهكم بالبارود وقطع ألسنتكم”.

ويؤكد رضائيان الذي اختبر القمع الإيراني، أن هذا كله ليس غريبا عن هذا النظام، وأشار إلى أن السلطات استهدفت المجتمع المدني الإيراني سابقا وأن المحامين ونشطاء حقوق الإنسان كانوا الأساس، حيث يستقر معظمهم في السجن بينما يعيش آخرون منفيين خارج البلاد.

وتابع قائلا إن إبراهيم رئيس، رجل الدين ورئيس السلطة القضائية في إيران، الذي ترشح ضد الرئيس الحالي حسن روحاني خلال الانتخابات الرئاسية عام 2017، قال في حديث مع صحافيين موالين للنظام الإيراني “نرى بوجوب الحفاظ على طرق تتماشى مع الخطوط الحمراء المحددة بالقانون للحفاظ على الحرية، لأن الحفاظ على حريات الإعلام والصحافة يتطلب الحفاظ على تلك الخطوط الحمراء”.

وأكد رئيس في حديثه على ضرورة “نشر محتوى يعيد ثقة الناس بالنظام”. ونقل رضائيان، عن صحافيين في طهران، نية الحكومة الإيرانية تشديد القوانين على تقديم الرخص، بحيث ستحرص على إجراء فحص أمني لكافة التوجهات السياسية للراغبين في العمل الصحافي، وذلك “لإسكات الآراء المعارضة قبل بدئها”.

18