إيران تسعى للتنصل من محادثات فيينا النووية

طهران - أعلنت إيران أنها قد لا تستأنف المحادثات النووية في فيينا الهادفة إلى إعادة تحريك الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني قبل شهرين أو ثلاثة، في خطوة تضع المزيد من العراقيل على مساعي إحياء الاتفاق، بينما لم تتراجع عن انتهاكاتها السابقة للاتفاق ومن ضمنها رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى يقترب من المستوى الذي يمكّنها من صناعة سلاح نووي.
وكان متوقعا أن تتعثر المحادثات النووية بعد ست جولات لم تغادر فيها مربع الاشتراطات من الجانبين، وذلك بعد تنصيب الرئيس إبراهيم رئيسي وهو المعروف بموقفه المتشدد من الاتفاق النووي حتى وإن أبدى في خطاب التنصيب انفتاحا على حلحلة الأزمة النووية.
ويبدو أن تأجيل استئناف الجولة السابعة من المفاوضات النووية يندرج في إطار كسب الوقت لتسريع وتيرة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى أكبر مما هو عليه الآن، وهو تكتيك يهدف إلى جعل هذا أمرا واقعا.
وسبق للرئيس الإيراني المنتخب حديثا أن أعلن رفضه العودة إلى التفاوض على الخطوات التصعيدية المتعلقة بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء أكبر، وبنسبة تتخطى أكثر من 20 ضعفا لما هو منصوص عليه في الاتفاقية المشتركة (الاتفاق النووي للعام 2015).
وتهدف هذه المحادثات التي أجريت برعاية الاتحاد الأوروبي إلى عودة واشنطن إلى هذا الاتفاق الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في مايو 2018، وحمل طهران على الامتثال مجددا لالتزاماتها الدولية المتعلقة ببرنامجها النووي.
وصرح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في مقابلة بثها التلفزيون الإيراني مساء الثلاثاء "لا نحاول الهرب من طاولة المفاوضات، والحكومة تعتبر أن التفاوض الحقيقي هو عملية تنتج عنها نتائج ملموسة تسمح بضمان مصالح وحقوق الأمة الإيرانية".
وأضاف أن "الطرف الآخر يعلم جيدا أن عملية تستغرق شهرين أو ثلاثة أشهر ضرورية لتشكيل الحكومة الجديدة واتخاذ أي قرار"، مؤكدا مع ذلك أن المباحثات في فيينا هي "إحدى القضايا المدرجة على جدول أعمال السياسة الخارجية وأجندة الحكومة".
ودعت فرنسا على لسان وزير خارجيتها جان إيف لودريان الأربعاء إيران إلى استئناف فوري للمحادثات النووية. وقال متحدث باسم الخارجية الفرنسية عقب محادثة هاتفية بين وزيري خارجية البلدين، "شدد لودريان على أهمية وضرورة الاستئناف الفوري للمفاوضات التي علقتها إيران منذ يونيو".
وأعرب الوزير الفرنسي أيضا عن قلق بلاده "إزاء كافة النشاطات النووية التي تقوم بها طهران في انتهاك لهذا الاتفاق".
وحثت ألمانيا كذلك طهران على استئناف المحادثات النووية "في أسرع وقت ممكن" لإحياء الاتفاق النووي، وذلك بعد توقف المناقشات عقب انتخاب المتشدد إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران في يونيو.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في إفادة صحافية "نناشد إيران بقوة العودة إلى طاولة المفاوضات بشكل بناء وفي أسرع وقت ممكن... نحن مستعدون للقيام بذلك، لكن الإطار الزمني لن يكون مفتوحا إلى أجل غير مسمى".
وتقدم اتفاقية فيينا لإيران تخفيفا للعقوبات المفروضة عليها مقابل التزامها بعدم حيازة أسلحة ذرية وخفض كبير في أنشطتها النووية، لكنها مهددة بالانهيار منذ أن انسحب منها ترامب من جانب واحد، قبل إعادة فرضه عقوبات أميركية على طهران.
وردا على ذلك، تخلت إيران تدريجيا اعتبارا من مايو 2019 عن معظم القيود على أنشطتها النووية المنصوص عليها في الاتفاقية.
وتجري محادثات فيينا بين إيران والدول الخمس الأخرى التي لا تزال طرفا في اتفاقية 2015 (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا)، وتشارك فيها الولايات المتحدة لكن بطريقة غير مباشرة مع طهران.