إيران تستدعي السفير الصيني احتجاجا على بيان القمة الخليجية - الصينية

طهران - استدعت الخارجية الإيرانية، في وقت متأخر السبت، السفير الصيني لدى طهران، للاحتجاج على ما ورد في بيان القمة الخليجية – الصينية، والذي أكد مبادرة ومساعي دولة الإمارات العربية المتحدة للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن السفير تشانغ هوا تم استدعاؤه للتعبير عن “استيائنا الشديد” مما ورد في البيان المشترك للصين ودول مجلس التعاون الخليجي.
وفي بيان مفصل نشر الجمعة خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى السعودية، تبنت الصين ودول مجلس التعاون الخليجي خطة عمل مشتركة تهدف إلى تعزيز التعاون الإستراتيجي، بما في ذلك التأكيد على دعمهم للقضايا الإقليمية وكذلك مطالبة الإمارات بحل النزاع الذي طال أمده بشأن جزر الخليج الثلاث.
وذكر البيان أن النزاع المتعلق بجزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى يجب حله من خلال المفاوضات بين إيران والإمارات بموجب قواعد القانون الدولي.
ورفضت الخارجية الإيرانية ما ورد في بيان القمة الخليجية – الصينية بشأن الجزر التي قالت إنها “جزء لا يتجزأ” من أراضي البلاد، و”لم ولن تخضع أبدا للمفاوضات مع أي دولة”.
ووفق البيان، فإن السفير الصيني قال إن الهدف من زيارة شي إلى السعودية هو “المساعدة في تحقيق السلام والاستقرار” في المنطقة.
وبرزت إيران والصين كحليفين وثيقين في السنوات الأخيرة، لاسميا بعد دخول البلدين في شراكة شاملة طويلة الأمد وسط التوترات مع الولايات المتحدة.
لكن انفتاح الصين على تعزيز العلاقات مع دول الخليج، وهو ما ترجمته زيارة الرئيس الصيني إلى الرياض، وما تحقق خلالها، يثير قلق طهران.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان عبر تويتر أن الجزر الإستراتيجية هي “أجزاء لا يمكن فصلها” عن إيران، وأن طهران لن تسمح لأي شخص بانتهاك سلامتها الإقليمية.
وتجدر الإشارة إلى أن النزاع بين إيران والإمارات على الجزر يرجع إلى ما قبل الثورة الإيرانية عام 1979، تحديدا إثر استقلال الإمارات عن بريطانيا في العام 1971.
وكانت على مر السنين السبب الرئيسي للخلاف بين البلدين الجارين في الخليج، وكلاهما تنازع في المحافل الدولية بشأن الجزر، التي تقع بالقرب من مضيق هرمز.
وعاد النزاع ليطفو على السطح مجددا في سبتمبر عام 2021، خلال الجلسة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما حصل تراشق لفظي بين ممثلي إيران والإمارات.
وطالب المندوب الإماراتي حينها إيران بوقف “احتلالها” للجزر الثلاث، مؤكدا أن أبوظبي “لن تتنازل أبدا عن مطالبتها بسيادتها الشرعية على الجزر التي تحتلها إيران منذ عام 1971”.