إيران تستثمر في هواجس الكويت لإلحاقها بمعسكرها

طهران تسعى إلى تحييد قطر الكويت وسلطنة عمان من جهود تشكيل منظومة أمنية عسكرية مضادة لأنشطة إيران.
السبت 2019/08/10
تضييق الخناق على طهران

الكويت – تعمل إيران على استدراج ثلاث دول خليجية للوقوف إلى جانبها في المواجهة التي تخوضها ضدّ جزء هامّ من المجتمع الدولي تتقدّمه الولايات المتّحدة، الأمر الذي يشكّل حرجا لتلك الدول التي ستواجه صعوبة في التوفيق بين مسايرة إيران حفاظا على العلاقة معها، وبين علاقاتها الوثيقة والضرورية مع واشنطن، خصوصا في عهد إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب التي لا تقبل من حلفائها أنصاف المواقف وتميل إلى التطبيق الحرفي لقاعدة “من ليس معنا فهو ضدّنا” والتي كان أرساها الجمهوريون في فترة حكم الرئيس السابق جورج بوش الابن.

وحذّر وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي خلال اتصالات هاتفية مع نظرائه في الكويت وقطر وعمان من أنّ “التحالف العسكري البحري الذي تسعى واشنطن إلى تأسيسه سيؤدي إلى مزيد من انعدام الأمن في المنطقة”.

وتسعى طهران من خلال تكثيف اتصالاتها مع سلطنة عمان وقطر والكويت إلى هدف واضح يتمثّل في تحييد تلك البلدان الثلاثة من جهود تشكيل منظومة أمنية عسكرية مضادة لأنشطة إيران المهدّدة لأمن الملاحة البحرية وحركة التجارة العالمية، حيث تعرض طهران نفسها كقائدة لعملية تأمين الممرات البحرية وتحاول إغراء مسقط والدوحة والكويت بصيغة تعاونية لتحقيق ذلك.

وبحسب مطّلعين على الشأن الخليجي، فإن جهود طهران لاستدراج تلك الدول تنصبّ بشكل استثنائي على الكويت التي حرصت على عدم قطع علاقاتها مع إيران على غرار دول خليجية أخرى رغم اكتشافها أكثر من مرّة لعمليات استهداف مباشرة لأمنها من قبل إيران ذاتها وأذرعها في المنطقة مثل حزب الله اللبناني، إلاّ أن تلك العلاقات تظلّ دون مستوى علاقات قطر وسلطنة عمان مع طهران.

ويقول هؤلاء إنّ إيران تحاول الاستثمار في الهواجس الكويتية إزاء موجة التصعيد الجارية في المنطقة والمخاوف التي عبّرت عنها قيادة الكويت بشكل واضح من أن تطال تداعيات الأحداث وتطوراتها المحتملة البلدَ وتؤثر على أمنه واقتصاده المرتهن لتصدير النفط.

ويشيرون إلى أنّ الكويت ستجد صعوبة أكبر قياسا بسلطنة عمان وقطر في مسايرة الرغبات الإيرانية، كون علاقات مسقط بطهران قديمة ومسلّما بها من قبل واشنطن التي سبق لها أن استثمرتها لتمرير رسائل سرية لإيران وتلقي رسائل منها أيضا عبر الوسيط العماني الموثوق من كلا الطرفين.

أمّا قطر فعملت بشكل مبكّر على تأمين علاقتها مع الولايات المتحدة من خلال إسناد امتيازات مالية وعسكرية ضخمة لواشنطن، معتقدة أنّها بصدد النجاح، بفعل ما تقدّمه لواشنطن، في مسك العصا من وسطها، مستعيدة لعبة الموقف المزدوج التي مارستها مع العراق خلال حرب الخليج الثانية، دون أن يكون لديها ما يضمن عدم انقلاب إيران عليها في حال تمادت في تلك اللعبة المكشوفة معها، ولا عدم انتفاض إدارة ترامب بوجهها في حال شعرت أنّها بصدد مساعدة طهران في فكّ عزلتها.

3