إيران تستأنف تخصيب اليورانيوم في فوردو.. وتعود لملاحقة الناقلات في الخليج

طهران - أعلنت إيران الاثنين استئناف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة في منشأة نووية تحت الأرض، في تحرك ينتهك الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى وربما يعقد جهود الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لمعاودة الانضمام إلى الاتفاق.
وتزامن الإعلان مع إقدام الحرس الثوري الإيراني الاثنين على احتجاز ناقلة نفط تحمل علم كوريا الجنوبية في مياه الخليج العربي، في تصعيد وصف بالخطير.
وقال علي ربيع المتحدث باسم الحكومة الإيرانية لوكالة مهر شبه الرسمية للأنباء "قبل بضع دقائق، بدأت عملية إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة في مجمع فوردو للتخصيب".
وتعدّ هذه الخطوة واحدة من خطوات عديدة ورد ذكرها في قانون أقره البرلمان الإيراني الشهر الماضي ردا على اغتيال أكبر عالم نووي في البلاد، كانت طهران تتهم تل أبيب بالمسؤولية عنه.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات الإيرانية قد تعرقل محاولات الإدارة الأميركية المقبلة التي أبدت نية لمعاودة الانضمام إلى الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه إدارة دونالد ترامب في العام 2017.
وقال ربيع "بدأت عملية حقن الغاز في أجهزة الطرد المركزي قبل ساعات قليلة وسيكون أول منتج من غاز سادس فلوريد اليورانيوم متوفرا في غضون ساعات قليلة". وأضاف "العملية بدأت بعد اتخاذ إجراءات مثل إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة".
وأثار هذا الإعلان ردود فعل عدة، حيث عبرت وكالة الطاقة الذرية عن قلقها، فيما حذرت إسرائيل من أنها لن تسمح لطهران بامتلاك أسلحة نووية، واعتبر الاتحاد الأوروبي ذلك "مخالفة كبيرة" للاتفاق النووي.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عبر البريد الإلكتروني، أن "مفتشي الوكالة يراقبون الأنشطة في محطة فوردو لتخصيب الوقود في إيران. وبناء على معلوماتهم، من المتوقع أن يقدم المدير العام رافائيل ماريانو جروسي تقريرا إلى الدول الأعضاء في الوكالة في وقت لاحق اليوم (الاثنين)".
وكانت طهران قد أبلغت الوكالة في الأول من يناير بأنها تخطط لاستئناف التخصيب بنسبة تصل إلى 20 في المئة في موقع فوردو الذي يقع في بطن جبل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين إن تل أبيب لن تسمح لإيران بإنتاج أسلحة نووية. وكتب نتنياهو على منصة تويتر "قرار إيران مواصلة انتهاك التزاماتها ورفع مستوى التخصيب وتعزيز القدرة الصناعية لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض لا يمكن تفسيره بأي طريقة سوى تحقيق المزيد من النية في تطوير برنامج نووي عسكري".
وكانت إيران قد انتهكت في وقت سابق الحد الأقصى لنقاء اليورانيوم المنصوص عليه في الاتفاق وهو 3.67 في المئة، لكنها رفعت التخصيب إلى 4.5 في المئة فقط، أي أقل بكثير من مستوى 20 في المئة و90 في المئة وهو مستوى النقاء اللازم لصنع أسلحة.
وتعتقد وكالات المخابرات الأميركية والوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران كان لديها برنامج أسلحة نووية سري ومنسق أوقفته في عام 2003. وتنفي إيران وجود برنامج أسلحة نووية على الإطلاق.
ووسط التوترات بين الولايات المتحدة وإيران والتي تتزامن مع الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، أعلن الحرس الثوري الإيراني الاثنين احتجاز ناقلة نفط تحمل علم كوريا الجنوبية في مياه الخليج.
وأفاد الحرس الثوري في بيان نشره موقعه الإلكتروني "سباه نيوز"، بإقدام قوته البحرية "صباح اليوم (الاثنين)" على "توقيف سفينة مملوكة من كوريا الجنوبية".
وأوضح أن "ناقلة النفط هذه كانت في طريقها من ميناء الجبيل في السعودية، وتم توقيفها بعد مخالفات متكررة للقوانين البيئية البحرية".
وأكدت وكالة أنباء "فارس" أنه تم نقل الناقلة إلى "مرافئ بلادنا". ونشر موقع "سباه نيوز" صورة ملتقطة من الجو لتوقيف السفينة في عرض البحر، أظهرت الناقلة وإلى جانبها أربع قطع بحرية بينها ثلاثة زوارق سريعة.
ولم يحدد الحرس مكان توقيف الناقلة التي تحمل اسم "هانكوك تشيمي"، مشيرا إلى أنه كان على متنها 7200 طن من "المواد الكيميائية النفطية".
وتم توقيف طاقم السفينة المؤلف من كوريين وإندونيسيين وفيتناميين وآخرين من ميانمار، وفق البيان الذي لم يحدد عددهم أو تفاصيل بشأنهم.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها إيران على احتجاز ناقلات نفط، في تهديد صارخ لطرق الملاحة الدولية، حيث قام الحرس الثوري بعمليات مماثلة تجاه ناقلات نفط في السنوات الأخيرة، 3 منها في عام 2019.
وكان من أبرز هذه الأحداث احتجاز الناقلة "ستينا إمبيرو" التي ترفع علم المملكة المتحدة في يوليو 2019. وأوقفت السفينة لاتهامها بصدم مركب صيد، وتم تركها بعد نحو شهرين.
وتزايدت التوترات في الخليج في الأعوام الأخيرة مع اعتماد الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب سياسة "ضغوط قصوى" بحق إيران.
وتعتقد الولايات المتحدة أن إيران لديها أجهزة تشويش على نظام تحديد المواقع العالمي تعمل في جزيرة أبوموسى، وهي جزيرة صغيرة في الخليج العربي قبالة السواحل الإماراتية، حيث تعمل الأجهزة من هناك على جعل السفن والطائرات الدولية تتجول دون قصد في المياه أو المجال الجوي الإيراني.
ويرى خبراء أن التقنيات التي يستخدمها الحرس الثوري الإيراني في التشويش على أنظمة الاتصالات، والاحتيال على نظام تحديد المواقع العالمي، تأتي من قبل روسيا والصين.