إيران تزعم حيازتها وثائق نووية حساسة من إسرائيل

طهران تشير إلى أن عملية الحصول على الوثائق استغرقت وقتا طويلا نظرا لضخامة حجمها مؤكدة ضرورة تأمين نقلها ومراجعة محتواها المتنوع.
الأحد 2025/06/08
تصعيد مستمر أم حرب معلومات

طهران - قال إسماعيل خطيب وزير المخابرات الإيراني للتلفزيون الرسمي اليوم الأحد إنه سيتم قريبا الكشف عن وثائق إسرائيلية مهمة حصلت عليها طهران، ووصفها بأنها "كنز دفين" سيعزز من قدرات إيران الهجومية.

وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية السبت أن وكالات المخابرات الإيرانية حصلت على مجموعة كبيرة من الوثائق الإسرائيلية بالغة الأهمية. من دون تقديم أي توضيحات حول محتواها أو كيفية الحصول عليها.

وقال خطيب إن الوثائق تتعلق بمنشآت نووية في إسرائيل وبعلاقاتها بالولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى وبقدراتها الدفاعية.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من إسرائيل حول هذه المزاعم حتى الآن. ولم يتضح ما إذا كان التقرير مرتبطا بأنشطة قرصنة استهدفت مركزا إسرائيليا للأبحاث النووية ووردت تقارير بشأنها العام الماضي وقررت طهران الكشف عنها الآن وسط تصاعد التوتر حول برنامجها النووي.

وقال خطيب "نقل هذا الكنز الدفين تطلب وقتا وإجراءات أمنية. بالطبع ستظل وسائل نقله سرية لكن الوثائق سيكشف عنها قريبا" مضيفا في إشارة لكثرتها "التحدث عن آلاف الوثائق سيكون تقليلا لتقديرها".

وتعلن إيران من وقت لآخر اعتقال أفراد بتهمة التجسس، واتهمت إسرائيل "بالوقوف وراء اغتيالات مُستهدفة أو أعمال تخريب مرتبطة ببرنامجها النووي".

في المقابل، اعتقلت إسرائيل في مايو الماضي رجلين بشبهة تنفيذ مهمات جمع معلومات استخبارية يزعم أنها لصالح إيران.

ومع ذلك، لا تزال صحة هذه الادعاءات بحاجة إلى التحقق، إذ تلجأ إيران بانتظام إلى التضليل في حربها النفسية ضد إسرائيل.

وفي ظل غياب تعليق إسرائيلي رسمي حتى الآن، يبقى نطاق هذه المزاعم وتداعياتها الفعلية غامضا، مما يفتح الباب أمام تحليلات متعددة حول الخطوات التالية التي قد يتخذها الفاعلون الإقليميون الرئيسيون في هذه اللعبة الاستخباراتية عالية المخاطر.

وإيران إسرائيل التي جعلت مساندة القضية الفلسطينية ركيزة أساسية لسياستها الخارجية منذ الثورة الإسلامية عام 1979، لا تعترف طهران بدولة إسرائيل. في المقابل، تعتبر إسرائيل البرنامج النووي الإيراني تهديدا وجوديا لها، رغم أن الخبراء يعتبرونها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.

وفي عام 2018، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن عملاء إسرائيليين استولوا على "أرشيف" ضخم من الوثائق الإيرانية التي تظهر أن طهران نفذت أنشطة نووية أكثر مما كان معروفا من قبل.

وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقصف إيران إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي. لكن تقارير أفادت بأن ترامب عرقل في أبريل نيسان ضربة إسرائيلية كانت مزمعة على مواقع نووية إيرانية لمنح الفرصة للتفاوض على اتفاق مع طهران.

وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الأربعاء الماضي إن التخلي عن تخصيب اليورانيوم يتعارض تماما مع مصالح البلاد، رافضا مطلبا أمريكيا رئيسيا في المحادثات الرامية إلى حل النزاع المستمر منذ عقود حول طموحات طهران النووية.

وتأتي هذه التصريحات في ظل التوتر بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي تعتبره إسرائيل تهديدا وجوديا لها، رغم أن الخبراء يعتبرون إسرائيل القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.

أما الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل، فتتهم إيران بالسعي إلى امتلاك السلاح النووي، لكن الجمهورية الإسلامية تنفي ذلك.

وتُصرّ إيران في المقابل على حقها في حيازة الطاقة النووية المدنية، وخصوصا لأغراض توليد الكهرباء، بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي التي وقّعتها.

ولوح رئيس الوزراء الإسرائيلي بتوجيه ضربة عسكرية للمواقع النووية الإيرانية، في ظل حرب خفية يخوضها البلدان منذ سنوات.

وتعلن إيران من وقت لآخر اعتقال أفراد بتهمة التجسس، واتهمت إسرائيل بالوقوف وراء اغتيالات مُستهدفة أو أعمال تخريب مرتبطة ببرنامجها النووي.

وفي العام الماضي، بلغ التوتر أشده عندما هاجمت إيران مرتين الأراضي الإسرائيلية مباشرة بمئات الصواريخ أو الطائرات المُسيّرة. وقالت حينها إن هذه الهجمات كانت ردا مشروعا على غارة قاتلة على قنصليتها في سوريا، نُسبت إلى إسرائيل.

كما تحدثت طهران عن ردّ انتقامي على اغتيال إسماعيل هنية رئيس حركة حماس على أراضيها والذي أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عنه، وكذلك على مقتل حسن نصرالله، الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني المُتحالف مع إيران والذي اغتيل في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية