إيران ترفض القيود الأميركية على برنامجها النووي

المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يؤكد أن بلاده لا تنوي الحد من نفوذها في الشرق الأوسط أو والتخلي عن أنشطتها النووية.
الثلاثاء 2018/06/05
خامنئي: طهران تتصدى للضغط الأميركي

طهران ـ أكد المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي أن بلاده لن تقبل بالعقوبات الأميركية ولن تتخلى عن أنشطتها النووية، وقد وجه بزيادة إنتاج وتخصيب اليورانيوم في 190 ألف جهاز طرد مركزي لصالح وكالة الطاقة الذرية في بلاده.

وأشار خامنئي، في كلمة خلال برنامج لإحياء الذكرى السنوية الـ 29 لوفاة قائد الثورة "روح الله الخميني"، أن إيران لن تقبل بالعقوبات الأميركية والتخلي عن أنشطتها النووية.
وأشار خامنئي إلى أن العقوبات تهدف إلى إخضاع الشعب الإيراني، قبل أن يضيف "وفقا لمعلومات واردة من الدول الأوروبية، فإن البعض يتوقع منّا سحب أيدينا من كل الأنشطة النووية والقبول بالقيود في هذا المجال، "إنهم في الواقع يحلمون بذلك"، حسب قوله.
ولم يوضح خامنئي معدل الزيادة، التي طلبها في تخصيب اليورانيوم، أو موعد التنفيذ الفعلي للقرار.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هددت طهران بفرض "أقسى عقوبات في التاريخ" إذا لم تلتزم بشروطها للتوصل إلى "اتفاق جديد" موسع بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني.

وأصر خامنئي على مقاومة الضغوط الأميركية وحذر من جديد من الرد بقوة إذا تعرضت إيران لهجوم.

وقال "طهران سترد على الهجوم بعشرة إذا هاجمها الأعداء... الأعداء لا يريدون أن تكون إيران مستقلة في المنطقة... سنواصل دعمنا للدول المقهورة". وقال خامنئي أن إيران لا تنوي الحد من نفوذها في الشرق الأوسط وحث الشبان العرب على التصدي للضغط الأميركي. وأضاف خامنئي "أيها الشبان العرب عليكم التحرك وأخذ زمام المبادرة لتقرير مستقبلكم... بعض الدول في المنطقة تتصرف كأعداء لشعوبها".

من جهته، قال بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية لوكالة أنباء الطلبة إن طهران ستبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء ببدء عملية لزيادة قدرة الجمهورية الإسلامية على تخصيب اليورانيوم.

محاصرة لخطر التمدد الإيراني
محاصرة لخطر التمدد الإيراني

وأضاف كمالوندي "ستعلن إيران في رسالة ستسلم إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن عملية زيادة القدرة على إنتاج ... سادس فلوريد اليورانيوم... ستبدأ الثلاثاء".

وأفاد بأن إيران لديها القدرة على الإسراع بإنتاج أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم. وسادس فلوريد اليورانيوم هو المادة الخام المستعملة في أجهزة الطرد المركزي.

وقال كمالوندي "الزعيم (خامنئي) قصد أنه يجب الإسراع بعملية ما... مرتبطة بقدرتنا في المجال النووي... إذا لزم الأمر".

ويقضي الاتفاق مع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين بأن تحد إيران من قدرتها على تخصيب اليورانيوم لإقناع تلك القوى بأنها لن تتمكن من تطوير قنابل نووية.

وفي المقابل حصلت إيران على إعفاء من العقوبات، والتي ألغي معظمها في يناير 2016.

ويسمح الاتفاق لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم حتى 3.67 في المئة، وهي نسبة تقل كثيرا عن عتبة التسعين في المئة اللازمة لصنع أسلحة. وكانت طهران قبل الاتفاق تخصب اليورانيوم لدرجة نقاء تبلغ 20 في المئة.

ومنذ إعلان الرئيس دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة في الثامن من مايو، تعهد زعماء الاتحاد الأوروبي بمحاولة الإبقاء على التجارة النفطية والاستثمارات مع إيران لكنهم اعترفوا بأن ذلك لن يكون بالأمر السهل.

وتقول السلطات الإيرانية إنه إذا لم تفلح الدول الأوروبية في الحفاظ على الاتفاق فإن لديها خيارات عدة، منها استئناف تخصيب اليورانيوم لمستوى 20 في المئة.

وتأتي تهديدات خامنئي لتؤكد أن ايران غير مستعدة لوقف برنامجها للصواريخ الباليستية المثير للجدل، كما تؤكد دعم طهران لجماعات شيعية مسلحة موالية لها في كل من اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وهو الأمر الذي زاد من حدة التوتر الاقليمي ودفع دول المنطقة للتحرك دبلوماسيا لمحاصرة خطر التمدد الإيراني.