إيران ترضخ للاتفاق السعودي الروسي بشأن النفط

فيينا ـ تتزايد عزلة إيران الدولية مع تزايد الضغوطات والعقوبات الأميركية غير المسبوقة ولم تعد مغرية لروسيا ولكثير من الدول الأخرى.
وإذا كانت العلاقات مع السعودية ذات المقدرات المادية الضخمة تفتح آفاقا واسعة لروسيا الساعية لإعادة بناء قوّتها الاقتصادية ومنافسة باقي الدول الكبرى على موقع متقدّم على خارطة النفوذ في العالم، فإنّ العلاقات مع إيران المنهكة اقتصاديا والمثيرة للقلاقل والتوترات بسياساتها التوسعية، بدأت تتحوّل إلى عبء على موسكو ما يفسّر البرود المسجّل في علاقات الطرفين.
وأبلغ وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه الصحفيين الاثنين أنه سيدعم تمديد خفض الإنتاج بين ستة وتسعة أشهر، رغم تنديده سابقا على الطابع الأحادي الجانب للاتفاق بين روسيا والسعودية على تمديد خفض الإنتاج النفطي والذي أعلن قبل اجتماع اوبك.
واعترضت طهران في الماضي على سياسات طرحتها السعودية، قائلة إن الرياض قريبة جدا من واشنطن.
وقال زنغنه للصحفيين" ليس لدي مشكلة مع خفض الإنتاج. التحدي الرئيسي لأوبك هو الأحادية. على الأعضاء أن يتناقشوا ويتخذوا القرار معا".
مضيفا "ليس من معايير أوبك أن يتخذ شخصان قرارا خارج أوبك ثم توافق المنظمة بعد ذلك على القرار. هذا أكبر تهديد لأوبك".
وعبر عن خيبة أمله من إعلان بوتين الاتفاق خلال قمة مجموعة العشرين في أوساكا قبل انتظار اجتماع دول أوبك في فيينا.
وقال زنغنه "الشئ المهم بالنسبة لي أن تظل أوبك كما هي. لقد فقدت صلاحياتها وهي على شفا الانهيار.. إيران لن تغادر أوبك لكنني أعتقد أن أوبك ستنتهي بهذه الأساليب".
وانخفضت صادرات إيران إلى 0.3 مليون برميل يوميا في يونيو من 2.5 مليون برميل يوميا في أبريل 2018 بسبب العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن.
وتأتي تصريحات زنغنه بعد أن قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مطلع الأسبوع أن روسيا اتفقت مع السعودية على تمديد اتفاق مع أوبك لخفض إنتاج النفط لفترة ما بين ستة وتسعة أشهر.
وقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة مجموعة العشرين التي عقدت في اوساكا اليابانية يومي الجمعة و السبت، أن موسكو والرياض اتفقتا على تمديد الاتفاق الذي يحدّ من إنتاج النفط، نظراً لوفرة الإمدادات في العالم.
وقال بوتين للصحافيين عقب قمة مجموعة العشرين في أوساكا "سنمدد الاتفاق، (نحن) روسيا والسعودية. بالنسبة للمدة، سنفكر في الأمر. ربما لستة أو تسعة أشهر. يرجح أن يكون ذلك حتى تسعة أشهر".
واتفق المنتجون من داخل "منظمة الدول المصدرة للنفط" (أوبك) وخارجها في ديسمبر على خفض الإنتاج اليومي بـ1,2 مليون برميل.
وتعقد أوبك، التي تضم 14 دولة تضخ نحو ثلث إمدادات النفط العالمية اجتماعًا غاية في الأهمية في فيينا الثلاثاء.
ويأتي الاجتماع على وقع الوفرة في إمدادات النفط العالمية، وفق أوبك والوكالة الدولية للطاقة.
وخفضت الوكالة توقعاتها للنمو في الطلب للعام 2019 للشهر الثاني على التوالي.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إنّ بلاده "تُفضّل" تمديد خفض إنتاج النفط لمدة تسعة أشهر. وأضاف "سنتحدث عن ذلك" في اجتماعات الدول المصدرة للنفط التي تبدأ الاثنين في العاصمة النمسوية.
وقال أيضا إنّ الطّلب على البترول "بدأ يخفّ قليلاً، لكن أعتقد أنّهُ لا يزال قويًّا"، معبّرًا عن الأمل بأن تتوازن السّوق خلال "ما بين ستّة وتسعة أشهر".
من جهته، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي، في حسابه على تويتر، إنه يأمل في نتائج مثمرة وهو في طريقه إلى فيينا لحضور اجتماعات أوبك وحلفائها.
وكتب المزروعي "نتوقع اجتماعات مثمرة توصلنا إلى قرار يعيد للسوق البترولية توازنها عند مستويات المخزون المطلوبة".
وتوقع وزير النفط العراقي ثامر الغضبان الأحد تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي ما بين ستة أشهر وتسعة.
وقال الوزير في بيان: "منتجو النفط الرئيسيون يمضون صوب قرار لتمديد اتفاق إنتاج النفط بين ستة إلى تسعة أشهر".
وتضع العقوبات إيران تحت ضغوط غير مسبوقة. وحتى في 2012 عندما انضم الاتحاد الأوروبي إلى واشنطن في فرض عقوبات على طهران، ظلت صادرات البلاد عند حوالي مليون برميل يوميا. ويسهم النفط بالجانب الأكبر من إيرادات الميزانية.
وتقول واشنطن إنها تريد تغيير ما تصفه بأنه نظام "فاسد" في طهران. ونددت إيران بالعقوبات واعتبرتها غير شرعية وتقول إن البيت الأبيض يديره أشخاص "معاقون ذهنيا".
وقالت آن لويز هيتل، نائبة الرئيس في وود ماكنزي الاستشارية "التوترات المتفاقمة بين الولايات المتحدة وإيران تزيد من احتمال حدوث تقلبات في أسعار النفط قد يكون من الصعب على أعضاء أوبك إدارتها".
وأضافت "المخاطر الجيوسياسية تعني توقعات بشح متزايد في المعروض وهي تبطل أثر الضعف المتوسط في نمو الطلب على النفط منذ بداية العام".