إيران ترسل ثلاثة أقمار اصطناعية إلى المدار وسط قلق غربي

الحكومات الغربية تخشى من أن تشمل أنظمة الإطلاق هذه على تكنولوجيات قابلة للاستخدام لصنع صواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية.
الأحد 2024/01/28
تواتر عملية الإطلاق في تجاهل للعقوبات الأميركية

طهران - أعلنت إيران الأحد إرسالها للمرة الأولى ثلاثة أقمار اصطناعية إلى المدار في وقت واحد، في خطوة تدخل في إطار تطوير أنشطتها للصناعات الفضائية، على الرغم من العقوبات الغربية.

وجاءت هذه الخطوة الأحدث وسط قلق الحكومات الغربية التي تخشى من أن تشمل أنظمة الإطلاق هذه على تكنولوجيات قابلة للاستخدام لصنع صواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية.

كما جاءت وسط توترات متصاعدة تشهدها المنطقة جراء الحرب التي تفجرت بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر، إذ تحركت عدة فصائل مدعومة إيرانياً سواء في العراق أو سوريا وحتى الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان.

وقال التلفزيون الرسمي إنّ "ثلاثة أقمار اصطناعية إيرانية تم إطلاقها بنجاح إلى مدارها للمرة الأولى، بواسطة الصاروخ سيمرغ الذي صنعته وزارة الدفاع".

وبحسب وكالة "إرنا"، فإن القمر الاصطناعي "مهدا" الذي يزن حوالي 32 كيلوغراما، وطورته وكالة الفضاء الإيرانية، مصمم لاختبار أنظمة فرعية للأقمار الاصطناعية المتقدمة.

وذكرت الوكالة أن القمرين الآخرين، كيهان 2 وهاتف، ووزن كل منهما أقل من 10 كيلوغرامات، يهدفان إلى اختبار تكنولوجيا تحديد المواقع الفضائية والاتصالات بالنطاق الضيق.

والأسبوع الماضي، أطلقت إيران القمر الاصطناعي "ثريا" الذي طوّرته منظمة الفضاء الإيرانية، "بواسطة صاروخ قائم-100 من قبل الحرس الثوري".

وانتقدت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في بيان مشترك هذا الإطلاق.

وذكر البيان المشترك، الذي نشرته الحكومة البريطانية، أن إيران "مستمرة في تطوير برنامجها الصاروخي، رغم الدعوات الدولية المتكررة لوقفه، وبعد سنوات من تجاهل قيود الأمم المتحدة".

وأوضح البيان أن "هذا الإطلاق من شأنه أن يسمح لإيران باختبار تكنولوجيا يمكن أن تُستخدم في مواصلة تطوير برنامجها للصواريخ البالستية، الأمر الذي يشكل تهديداً كبيراً على الأمن الإقليمي والدولي".

وأشارت الدول الثلاث إلى أن لديها مخاوف منذ فترة طويلة "بشأن نشاط إيران المتعلق بتقنيات الصواريخ البالستية القادرة على حمل أسلحة نووية"، لافتة إلى أن تلك المخاوف "تزداد بسبب التصعيد النووي الإيراني المستمر بما يتجاوز كل المبررات المقنعة للاستخدام المدني".

وشدد البيان المشترك على التزام حكومات بريطانيا وفرنسا وألمانيا باتخاذ كل الخطوات الدبلوماسية اللازمة لمنع إيران من "تطوير أسلحة نووية ومحاسبتها على أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وعلى الصعيد الدولي".

وتعمل إيران منذ سنوات على تطوير أنشطتها الفضائية الجوية، مؤكدة أنّها سلمية وتراعي قرارا صادرا عن مجلس الأمن الدولي.

وتخضع الجمهورية الإسلامية في إيران لعقوبات أميركية منذ انسحاب واشنطن في العام 2018 من الاتفاق النووي الذي كان من المفترض أن يحدّ من الأنشطة النووية الإيرانية في مقابل رفع العقوبات الدولية.