إيران ترسل إشارات متناقضة إلى السعودية

محاولة طهران تحميل المملكة مسؤولية ما يجري على أراضيها وإلقاء التهم بدون أي براهين تعكس عدم وجود أي تغير في سلوك إيران حيال السعودية.
الثلاثاء 2022/11/15
كنعاني: ملتزمون بالحوار لتصحيح نهج المملكة غير الودي

الرياض - يتسم خطاب المسؤولين الإيرانيين حيال السعودية بالكثير من التناقض، فمن جهة يتهم هؤلاء المسؤولين المملكة بلعب دور في الاحتجاجات التي تشهدها بلادهم منذ أكثر من شهرين، ومن جهة ثانية يتحدثون عن تمسكهم بالحوار مع الرياض.

ويرى متابعون أن الإشارات المتناقضة التي ترسلها إيران إلى السعودية لا تخدم بالمطلق جهود تحسين العلاقات، وأن محاولة طهران تحميل المملكة مسؤولية ما يجري على أراضيها وإلقاء التهم بدون أي براهين أو أدلة تعكس في الواقع عدم وجود أي تغير في سلوك طهران حيال الرياض.

واندلعت في إيران اعتبارا من السادس عشر من سبتمبر الماضي احتجاجات واسعة في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.

وقضى العشرات، بينهم عناصر من قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات واعتبر مسؤولون جزءا كبيرا منها “أعمال شغب”. ووجّه القضاء تهما لأكثر من ألفي موقوف على خلفية التحركات.

كنعاني نفى تقارير صحافية عن توقف الوساطة العراقية بين البلدين بعد تولي محمد شياع السوداني رئاسة الوزراء خلفا للكاظمي في أكتوبر

واتهم مسؤولون إيرانيون “أعداء” الجمهورية الإسلامية، تتقدمهم الولايات المتحدة، بالضلوع في الاحتجاجات. كما تحدّثوا عن دور سعودي خصوصا عبر وسائل إعلام ناطقة بالفارسية خارج البلاد تعتبرها طهران “معادية” وتتهمها بتلقي تمويل من الرياض.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الاثنين “لا نسعى لزيادة التوتر في المنطقة وملتزمون بالحوار مع الرياض والتفاهمات التي توصلنا إليها” وذلك في رده خلال مؤتمر صحافي على سؤال بشأن حوار إيراني – سعودي بدأ برعاية بغداد العام الماضي.

وأكد أن طهران “تعتبر أمن جيرانها من أمنها”.

وكانت الرياض قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران مطلع عام 2016، في أعقاب تعرض بعثات دبلوماسية تابعة لها لاعتداء من محتجين على إعدامها لرجل الدين الشيعي المعارض نمر النمر.

وبدأ البلدان العام الماضي حوارا يهدف إلى تحسين العلاقات بينهما. واستضاف العراق برعاية رئيس وزرائه السابق مصطفى الكاظمي خمس جولات حوار بين جارَيه، آخرها في أبريل 2022.

وعلى رغم إعلان بغداد في يوليو الماضي التحضير للقاء علني بين وزيري الخارجية الإيراني والسعودي، لم يتم إلى الآن تحديد موعد للقاء كهذا، أو الكشف علنا عن جولات حوار إضافية.

ونفى كنعاني تقارير صحافية عن توقف الوساطة العراقية بين البلدين بعد تولي محمد شياع السوداني رئاسة الوزراء خلفا للكاظمي في أكتوبر.وقال كنعاني إن الجمهورية الإسلامية “ستحاول استنفاد الدبلوماسية من أجل تصحيح التصرفات غير الودية للمملكة العربية السعودية، وتأمل في أن يحضّر الطرف المقابل الأرضية لذلك أيضا”.

واتهم واشنطن بالسعي لـ”تعكير الحوار البنّاء” بين طهران والرياض.

الإشارات المتناقضة التي ترسلها إيران إلى السعودية لا تخدم بالمطلق جهود تحسين العلاقات

وكرر مسؤولون إيرانيون تصريحاتهم المنتقدة للرياض منذ بدء الاحتجاجات التي تقترب من إتمام شهرها الثاني.

وقال وزير الأمن (الاستخبارات) إسماعيل خطيب إن الاحتجاجات “كانت فيها يد الكيان الصهيوني أكثر وضوحاً في التنظيم والتنفيذ، وكانت يد الثعلب البريطاني أكثر وضوحاً في تنظيم الدعاية، وكانت يد النظام السعودي تُشاهد بوضوح في إنفاق الأموال”، وذلك في حوار مع الموقع الإلكتروني للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي نشر في التاسع من نوفمبر.

وأضاف بشأن السعودية “إنّ مصيرنا وسائر دول المنطقة مترابط”، محذرا من أن “أي انعدام للاستقرار في دول المنطقة يُمكن أن يسري إلى الدول الأخرى، وإنّ أي زعزعة للاستقرار في إيران قد تسري إلى دول المنطقة”.

وشدد على أنه إذا أرادت إيران التعامل مع هذه الدول “بالمثل”، فإنّ “قصورها الزجاجيّة ستنهار ولن ترى هذه الدول وجه الاستقرار والثبات”.

كما وجّه قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي أواخر أكتوبر تحذيرا إلى “آل سعود ووسائل الإعلام تحت سيطرتهم”، مضيفا “أنتم الذين تحرّضون الناس وتزرعون بذار الفتنة (…) فكروا بما يمكن أن يحصل لكم”.

3