إيران تخفي ارتباكها بالترويج للصمود أمام العقوبات الأميركية

طهران- مع الاقتراب العد التنازلي عن موعد سريان الحزمة الجديدة من العقوبات الأميركية التي أعادت واشنطن فرضها على طهران، يحاول المسؤولون الإيرانيون التقليل من تأثير العقوبات المفروضة على بلادهم في تصريحات تعكس حجم الارتباك الواضح الذي تعيشه الجمهورية الإسلامية.
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني الميجر جنرال محمد علي جعفري في تجمع في طهران الأحد إن الجمهورية الإسلامية ستقاوم ما وصفها بـ“الحرب النفسية” والعقوبات الأميركية على قطاعها النفطي وستتغلب عليها.
وأضاف “أميركا شرعت في حرب اقتصادية ونفسية كملاذ أخير… لكن مؤامرات أميركا وخططها للعقوبات سيجري التغلب عليها عن طريق المقاومة المستمرة”.
من جانبه قال نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي:”اليوم هو يوم عظيم بالنسبة للشعب الإيراني، فأميركا قالت في البداية إنها تريد تصفير صادرات النفط الإيراني، ولكنها غيرت ذلك لأنها أدركت أنها لا يمكنها تنفيذ هذا عمليا، وقد شاهدتم أنها استثنت ثماني دول من حظرها المفروض على إيران”.
واعتبر أن “الضغوط الأميركية بلغت حدها الأقصى” وأنه لم تعد لديها القدرة لفعل أكثر من ذلك. وتساءل ساخرا :”هل تمكنت الولايات المتحدة من منع تأثير الجمهورية الإسلامية وقوتها المعنوية في المنطقة أو الحد منها؟ وهل تمكنت من تغيير سلوكنا السياسي من خلال الحظر الاقتصادي الواسع؟ وهل تمكنت من إقناعنا بالجلوس معها إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى؟”.

ومن المقرر أن تدخل عند منتصف الليل عقوبات أميريكية على قطاع النفط الإيراني حيز التنفيذ، بحيث يصبح أي طرف يحصل على النفط من إيران عرضة لإجراءات من جانب الحكومة الأميركية.
أما رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني فقد اعتبر الأحد أن ترامب “أقل شأنا من أن يستطيع إرغام إيران على الانصياع″، وذلك قبل ساعات من دخول عقوبات أمريكية جديدة على إيران حيز التنفيذ.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن لاريجاني القول :”الشعب الإيراني أقوى من أن يستطيع ترامب إرغامه على الركوع والانصياع″، مضيفا أن “الشعوب سئمت الهيمنة الأميركية وتسعى للخلاص منها”.
وتشهد إيران احتجاجات واسعة في ذكرى اقتحام السفارة الأمريكية في طهران عام 1979 .
واحتشد إيرانيون الأحد لإحياء ذكرى الاستيلاء على السفارة الأميركية في طهران أثناء الثورة الإسلامية عام 1979 وللتنديد باستئناف الولايات المتحدة عقوبات تستهدف قطاع النفط الحيوي في الجمهورية الإسلامية.
وردد المشاركون في التجمع الحاشد الذي نظمته الحكومة بالعاصمة وبثه التلفزيون الرسمي على الهواء هتافات معادية للولايات المتحدة منها “الموت لأمريكا”. وأحرق الآلاف من الطلاب الأعلام الأميركية ومجسما للعم سام وصورا للرئيس دونالد ترامب خارج المجمع الذي كان يضم ذات يوم السفارة الأميركية.
واقتحم طلاب من التيار المحافظ السفارة في الرابع من نوفمبر 1979 بعد قليل من سقوط الشاه المدعوم من الولايات المتحدة واحتجزوا 52 أميركيا رهائن لمدة 444 يوما. ويتناصب البلدان العداء منذ ذلك الحين ويقفان على طرفي نقيض من الصراعات في الشرق الأوسط.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الملايين خرجوا للمشاركة في مسيرات وتجمعات في معظم المدن والبلدات في أنحاء البلاد، مجددين الولاء للمؤسسة الدينية وعلى رأسها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
وتنظم المسيرات والتجمعات التي تضج بهتاف “الموت لأمريكا” في ذكرى الاستيلاء على السفارة كل عام. لكن مشاعر الضغينة تجاه واشنطن كانت أقوى هذه المرة في أعقاب قرار ترامب في أيار الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته القوى العالمية الكبرى مع طهران عام 2015 ومعاودته فرض العقوبات على طهران.
وكان خامنئي قال في كلمة السبت إن سياسات ترامب تواجه معارضة في أنحاء العالم.
وأضاف “هدف أميركا هو إعادة الهيمنة التي كانت تفرضها (قبل 1979) لكنها فشلت. أمريكا هُزمت من قبل الجمهورية الإسلامية طيلة الأربعين عاما الماضية”.