إيران تختزل الأزمة مع السعودية في بعدها الدبلوماسي

الرئيس الإيراني يؤكد على أن بلاده تواصل العمل على تصحيح العلاقات مع دول الجوار.
الثلاثاء 2022/08/30
إبراهيم رئيسي: سبيل وحيد لعودة العلاقات مع الرياض

الرياض - تقول أوساط سياسية خليجية إن إيران تحاول اختزال الأزمة مع السعودية في بعدها الدبلوماسي، في سياق مساعيها للتملص من أي التزامات، لاسيما في علاقة بضرورة وقف طهران دعمها لتنظيمات إرهابية تستهدف الأمن القومي للمملكة.

وتشير هذه الأوساط إلى أن التصريحات الصادرة حتى الآن من طهران تتمحور حول وجوب الارتقاء بالمفاوضات مع الرياض، التي ترعاها بغداد، إلى البعد السياسي بعد أن انحصرت خلال جولات التفاوض الماضية في الجانب الأمني والاستخباري.

وتوضح الأوساط ذاتها أن إيران تعتمد أسلوب المخاتلة والمناورة، وهي ليست في وارد تقديم أي تعهدات ملموسة من شأنها أن تخفف من الهواجس السعودية حيال سياساتها في المنطقة، الأمر الذي يطرح تساؤلات عما إذا كانت المملكة على استعداد للقبول بإعادة العلاقات الدبلوماسية، على هذا الأساس، أملا في أن ينتج عن ذلك تخفيف حدة التوترات.

أبوالفضل عموئي: الهدف الرئيسي من المفاوضات هو فتح السفارات بشكل نهائي

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الاثنين إن بلاده تواصل العمل على تصحيح العلاقات مع دول الجوار، وإن عودة العلاقات مع السعودية “ممكنة” في حال نفّذت الرياض ما تعهّدت به خلال مفاوضات بغداد.

وأوضح رئيسي في مؤتمر صُحفي أن سياسة تعزيز العلاقات مع دول الجوار مستمرة، مؤكداً أن طهران تسعى لإحداث حالة من التوازن بينها وبين دول الجوار والمنطقة.

ولم يقدم الرئيس الإيراني أي تفاصيل حول ما تعهدت به السعودية خلال المفاوضات التي امتدت حتى الآن على خمس جولات.

وشهدت العلاقات بين طهران والرياض قطيعة دبلوماسية في عام 2016، بعد تعرض سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد لاعتداءات من قبل محتجين على إعدام الرياض رجل الدين السعودي الشيعي المعارض نمر النمر.

لكن قبل ذلك كانت العلاقة بين الغريمين الإقليميين متوترة إلى حد بعيد بسبب أجندات إيران في المنطقة، والتي ألحقت ضررا مباشرا بالمملكة، وهو ما ترجم في الانقلاب الحوثي في اليمن عام 2014، وتعرض السعودية على مدار السنوات الماضية لهجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة على أيدي الجماعة الموالية
لطهران.

وفي تطور لافت دخل الجانبان الإيراني والسعودي العام الماضي في حوار برعاية الحكومة العراقية. وعلى عكس المسؤولين الإيرانيين الذين أبدوا تحمّسا للتعليق على هذه المفاوضات، كان نظراؤهم السعوديون حذرين جدّا أثناء الإدلاء بالمواقف.

وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني أبوالفضل عموئي الأحد “إن الهدف الرئيسي من المفاوضات الجارية مع السعودية هو فتح السفارات”.

إيران تعتمد أسلوب المخاتلة والمناورة، وهي ليست في وارد تقديم أي تعهدات ملموسة من شأنها أن تخفف من الهواجس السعودية حيال سياساتها في المنطقة

وأضاف عموئي في تصريحات لوكالة فارس الإيرانية أن الغاية هي “إحياء العلاقات الثنائية، وإعادة فتح السفارات بشكل نهائي”، موضحاً أنّه “تم اتخاذ خطوات تنفيذية لهذا المسار، وأبدى الطرفان وجهات نظرهما حول القضايا الثنائية”.

وبالنسبة إلى خطوات تنفيذ هذا الأمر أكد المتحدث الإيراني أنّه تم “تحديد مسار، وعند استكمال هذا المسار سيشهد البلدان حواراً دبلوماسياً بينهما”.

وأضاف “المسار الذي سيُتَّبع في النهاية هو إعادة فتح السفارات، طبعاً لدينا انتقادات لبعض المواقف الإقليمية والدولية من قِبَل السعودية، وأثرنا ذلك في المفاوضات، لكننا لا نعتبر ذلك مناقضاً للتعاون ووجود علاقات ثنائية بين الشعبين المسلمين”.

ورأى عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى أن “انعقاد هذه اللقاءات الثنائية يمكن أن يساعد على اتخاذ خطوات في مسار خفض تأثير القوى الآتية من خارج الإقليم إلى المنطقة وإجهاض بعض المخططات في المنطقة”.

3