إيران تحرس سفنها التجارية في البحر الأحمر وسط ترقب رد إسرائيلي

طهران تؤكد استعدادها لصد أي هجوم من الدولة العبرية خلال استعراض قوتها العسكرية.
الأربعاء 2024/04/17
استنفار إيراني

طهران – قال قائد القوات البحرية الإيرانية اليوم الأربعاء إن الأساطيل ترافق السفن التجارية الإيرانية إلى البحر الأحمر، فيما أعلنت طهران أن جيشها مستعد لصد أي هجوم من إسرائيل، فيما أكدت القوات الجوية أنها على أهبة الاستعداد.

وتأتي هذه التصريحات الإيرانية في وقت تتحسب فيه طهران لضربة عسكرية إسرائيلية ردا على جوم انتقامي إيراني غير مسبوق في 13 أبريل الجاري.

ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن الأدميرال شهرام إيراني قوله اليوم الأربعاء إن البحرية الإيرانية ترافق السفن التجارية الإيرانية إلى البحر الأحمر.

وقال إيراني "أساطيل الجيش تنفذ مهمة مرافقة سفننا التجارية، والآن المدمرة جماران متواجدة في خليج عدن، وستستمر هذه المهمة حتى البحر الأحمر".

وأضاف "نرافق سفننا من خليج عدن إلى قناة السويس ومستعدون لحماية سفن الدول الأخرى أيضا".

وشهد البحر الأحمر اضطرابا كبيرا في حركة الشحن المتجهة إلى إسرائيل بسبب هجمات جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.

وهددت إيران الملاحة البحرية في المنطقة، فيما أعلنت شركة إم.إس.سي التي احتجزتها السلطات الايرانية الشهر الحالي سلامة طاقم السفينة إم.إس.سي أريس المكون من 25 فردا وأضافت أن مناقشات تجري مع السلطات الإيرانية لإطلاق سراحهم.

واحتجزت إيران السفينة التي ترفع علم البرتغال في 13 أبريل وقالت فيما بعد أن السبب هو "انتهاكها لقوانين الملاحة البحرية".

وقالت الشركة، ومقرها سويسرا، في بيان "نعمل أيضا مع السلطات الإيرانية للإفراج عن الشحنة".

واحتجز الحرس الثوري الإيراني سفينة الحاويات في مضيق هرمز بعد أيام من تعهد طهران بالرد على هجوم يُشتبه بأن إسرائيل شنته على قنصليتها في دمشق في الأول من أبريل. وقالت إيران إنها قد تغلق طريق الشحن الحيوي.

وذكر الاتحاد الدولي لعمال النقل، وهو النقابة الرئيسية للبحارة، اليوم الأربعاء أن سلامة البحارة على متن السفينة تشكل أولوية له.

وقال ستيف تروسديل منسق مفتشية الاتحاد لرويترز "أستطيع أن أؤكد أن الاتحاد على تواصل مع عائلات أفراد الطاقم الموجودين على متن السفينة إم.إس.سي أريس والذين قالوا اليوم إنهم بخير ويعاملون معاملة معقولة".

وأضاف "مستمرون في دعوة السلطات الإيرانية إلى إطلاق سراح الطاقم والسفينة بشكل عاجل".

واستدعت البرتغال سفير إيران الثلاثاء للتنديد بهجوم نفذته طهران على إسرائيل مطلع الأسبوع وللمطالبة بالإفراج الفوري عن السفينة التي ترفع علمها.

واحتجزت إيران سفنا أخرى في المياه الدولية خلال السنوات القليلة الماضية مما زاد من المخاطر على الشحن التجاري في المنطقة.

وقالت شركة زودياك ماريتايم في بيان إن شركة خطوط الشحن الدولية إم.إس.سي استأجرت السفينة أريس من شركة جورتال شيبنج التابعة لزودياك مضيفة أن شركة إم.إس.سي مسؤولة عن جميع أنشطة السفينة. ويمتلك رجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر حصة في زودياك.

كما أثرت أحدث هجمات لحركة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن على النقل البحري العالمي.

ولا يزال الحوثيون يحتجزون سفينة غالاكسي ليدر التجارية وطاقمها المكون من 25 فردا بعد أن صعدت قوات خاصة تابعة للحركة على متن السفينة في البحر يوم 19 نوفمبر.

وفي خضم التوتر بين إسرائيل وإيران، جدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تحذيراته لإسرائيل من مغبة مهاجمة بلاده قائلا "إن الهجوم الأخير كان عقابيا ومحدودا".

وقال رئيسي لدى مشاركته في العرض العسكري التقليدي بهذه المناسبة، والذي جرى في قاعدة عسكرية في ضاحية طهران، إن الهجوم الذي نفذته إيران بالصواريخ والمسيرات في 14 أبريل "أثبت أن الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت، وكسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر"، وفق ما نقلت وكالة إرنا الرسمية.

وأكد أن الهجوم الإيراني كان "إجراءً دقيقا ومحدودا وعقابيا" رداً على الضربة التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل ونسبت إلى إسرائيل، وتسببت بسقوط سبعة عناصر من الحرس الثوري، بينهم اثنان من كبار الضباط.

وتابع رئيسي في خطاب ألقاه أمام قادة الجيش والحرس الثوري أن الهجوم الإيراني "أظهر أن قواتنا المسلحة في حال تأهب" مؤكداً أنه "إذا قام الكيان الصهيوني بأدنى هجوم على الأراضي الإيرانية، فسيتم التعامل معه بشدة وصرامة".

وشنت إيران أول هجوم مباشر على الإطلاق على إسرائيل في مطلع الأسبوع ردا على غارة يشتبه في أن إسرائيل شنتها على مجمع دبلوماسي إيراني في دمشق في أول أبريل.

وتوعدت إسرائيل بالرد ويجتمع مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي اليوم الأربعاء لبحث الخيارات.

وحذر قائد القوات الجوية في نفس الحدث من أن الطائرات الحربية، بما في ذلك طائرات سوخوي 24 روسية الصنع، على "أهبة الاستعداد" لمواجهة أي هجوم إسرائيلي.

وقال البريغادير جنرال أمير وحيدي "لدينا الجاهزية الكاملة في كافة المجالات بما في ذلك تغطيتنا الجوية وقاذفاتنا ومستعدون لأي عملية".

والهجوم المباشر على قواعد الحرس الثوري أو منشآت الأبحاث النووية داخل إيران هو أحد خيارات الرد الإسرائيلي. ومن الممكن أيضا قصف أهداف خارج إيران.

وعرض الجيش الإيراني خلال العرض العسكري عددا كبيرا من المعدات التي تم تطويرها مؤخرا من بينها مسيّرات متفجرة وصواريخ بالستية بعيدة المدى، كما نظمت عروض عسكرية في العديد من المدن الكبرى الإيرانية.

وبعد محادثات في القدس مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ الأربعاء، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، إنه من الواضح أن إسرائيل اتخذت قراراً بالتحرك بعد الهجوم الإيراني.

وأضاف أن بلاده "تريد أن ترى عقوبات منسقة ضد إيران"، مشيراً إلى أن مجموعة السبع "يجب أن توجه رسالة واضحة لا لبس فيها إلى إيران"، معرباً عن أمله في أن تتصرف إسرائيل بطريقة لا تؤدي إلى تصعيد الأمر قدر الإمكان.

وتأمل واشنطن وحكومات غربية أخرى أن تساعد العقوبات الاقتصادية الجديدة على إيران في إقناع إسرائيل بالحد من نطاق ردها على الهجوم الإيراني. وقال كاميرون إن بريطانيا تأمل في فرض عقوبات منسقة على إيران من دول مجموع السبع التي تجتمع هذا الأسبوع في إيطاليا.

وأضاف أن الإيرانيين "بحاجة إلى رسالة واضحة لا لبس فيها من مجموعة السبع".

ومن المتوقع أن تناقش إسرائيل ردها على إيران في اجتماع لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي تضم أيضا منافسين من تيار الوسط جرى ضمهم إلى الحكومة في استعراض للوحدة بعد أن هاجمت حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في بيان مساء الثلاثاء إن واشنطن تعتزم فرض عقوبات جديدة على برنامج الصواريخ والطائرات المسيرة في الأيام المقبلة وتتوقع أن يحذو حلفاؤها حذوها.

وفي وقت سابق قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إن الولايات المتحدة ستستخدم العقوبات وستعمل مع حلفائها لمواصلة عرقلة "نشاط إيران الخبيث والمزعزع للاستقرار".

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، متحدثا في بروكسل بعد مؤتمر طارئ عبر الفيديو لوزراء خارجية الاتحاد، إن بعض الدول الأعضاء طلبت توسيع العقوبات على إيران.

وأضاف بوريل أن الاقتراح سيوسع نظام العقوبات الذي يسعى إلى الحد من توريد الطائرات الإيرانية المسيرة إلى روسيا بحيث يشمل أيضا إمدادات الصواريخ، ويمكن أن يشمل كذلك عمليات التسليم إلى وكلاء إيران في الشرق الأوسط.