إيران تحذر وإسرائيل تتوعد حزب الله بعد عملية مجدل شمس

دعوات أممية ودولية إلى ضبط النفس وسط مخاوف متجددة من اتساع نطاق التصعيد.
الأحد 2024/07/28
وزير الدفاع الإسرائيلي يتفقد مكان الحادث

مجدل شمس - توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد "بضرب العدو بقوة" بعد أن أدى سقوط صاروخ حمّل مسؤوليته إلى حزب الله اللبناني، لمقتل 12 من الفتيان في مرتفعات الجولان المحتلة وإثارة مخاوف من توسع حرب غزة.

وفي حين نفى حزب الله الحليف لإيران مسؤوليته عن الضربة الصاروخية على بلدة مجدل شمس، حذّرت طهران إسرائيل من أن أي "مغامرات" عسكرية جديدة في لبنان قد تسبب "تداعيات غير متوقعة".

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد إنه لا يريد رؤية تصعيد في الصراع بعد اتهام إسرائيل جماعة حزب الله اللبنانية بقتل 12 طفلا وفتى في هجوم صاروخي على هضبة الجولان المحتلة، مضيفا إن واشنطن تجري محادثات مع إسرائيل حول هجوم الجولان.

ووصف الجيش الإسرائيلي الواقعة بأنها "الهجوم الأكثر دموية على مدنيين إسرائيليين" منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر الذي أطلق شرارة الحرب في غزة وأثار تبادلا منتظما للقصف عبر الحدود اللبنانية.

واتهمت الدولة العبرية حزب الله بإطلاق الصاروخ، لكن الحزب الذي يستهدف يوميا مواقع عسكرية إسرائيلية، قال إن "لا علاقة" له بالحادثة.

وأشارت السلطات الإسرائيلية الى أن صاروخاً سقط السبت على ملعب كرة قدم في بلدة مجدل شمس التي تقطنها غالبية درزية، ما أدى الى مقتل 12 شخصاً تراوح أعمارهم بين 10 و16 عاماً، بينما أصيب نحو 30 بجروح.

وأتت الضربة في الجولان بعد ساعات من إعلان مسؤولين في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي آلاف النازحين الفلسطينيين أسفرت عن مقتل 30 شخصا على الأقل. وقالت إسرائيل إنها استهدفت "إرهابيين" يعملون انطلاقا من المدرسة.

وشارك الآلاف الأحد في مراسم تشييع قتلى الضربة في مجدل شمس، حيث بدت عليهم علامات الحزن والتأثر. وتجمعت نسوة تدثرن بالعباءة السوداء ووشاح الرأس الأبيض التقليدي لدى الدروز، حول نعوش مغطاة بالأبيض.

دفعت ضربة مجدل شمس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى العودة مبكرا من الولايات المتحدة لعقد اجتماع لمجلسه الوزاري الأمني المصغر.

وقال نتنياهو في بيان أصدره مكتبه "إسرائيل لن تدع هذا الهجوم الوحشي يمر دون رد، وحزب الله سيدفع ثمنا باهظا لم يسبق أن دفعه من قبل".

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن حزب الله "تجاوز كل الخطوط الحمر".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب خلال ليل السبت الأحد أهدافا لحزب الله "في عمق الأراضي اللبنانية وفي جنوب لبنان"، مشيرا الى أنه استهدف "مخازن أسلحة وبنى إرهابية".

وأطلقت طائرة إسرائيلية مسيّرة صاروخين على بلدة طاريا في شرق لبنان، ما أدى إلى تدمير مستودع ومنزل من دون وقوع إصابات، وفق ما أفاد مصدر أمني لبناني.

ويؤكد حزب الله أن القصف الذي ينفذه عبر الحدود يأتي "إسناداً" لحركة حماس التي تقاتل الجيش الإسرائيلي في غزة منذ السابع من أكتوبر.

اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر وأسفر عن 1197 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لتعداد يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

وخطف المهاجمون 251 شخصا ما زال 111 منهم محتجزين في غزة، بما في ذلك 39 يقول الجيش إنهم قُتلوا.

وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وهجمات برية أسفرت عن سقوط 39324 قتيلا على الأقل، معظمهم مدنيون ولا سيما من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة في القطاع.

وبعد الضربة الصاروخية في الجولان، تفقد مسؤولون عسكريون إسرائيليون يتقدمهم رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي ليل السبت الأحد، بلدة مجدل شمس ذات الغالبية الدرزية.

كما زار غالانت مكان الحادثة في وقت مبكر الأحد، ووقف مع قوات الأمن بجوار سياج ملعب كرة القدم المحطم.

وفي أعقاب القصف، شوهد مسعفون يحملون ضحايا على نقالات في الموقع، حيث تجمع العشرات من السكان.

ودعت الأمم المتحدة الأحد إلى "أقصى درجات ضبط النفس"، وذلك في بيان مشترك للمنسقة الخاصة للبنان جينين هينيس بلاسخارت ورئيس قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) أرولدو لازارو.

وجاء في البيان أن "التبادل المكثف والمستمر لإطلاق النار قد يشعل صراعاً أوسع نطاقاً من شأنه أن يغرق المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن تصورها".

ووسط تصاعد التوتر بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.أكدت مصر اليوم الأحد على أهمية دعم لبنان و"تجنيبه ويلات الحرب"، كما حذرت القاهرة، التي تلعب دور الوسيط في اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، من "مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان".

ودان مجلس الأمن القومي الأميركي ما وصفه بـ"الهجوم الرهيب" في مجدل شمس.

وندد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بالهجوم الصاروخي على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل والذي تسبب في مقتل 12 طفلا وفتى، معبرا عن قلقه من أن يؤدي ذلك إلى إشعال المزيد من العنف.

وقال لامي في بيان على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "تندد المملكة المتحدة بالهجوم على هضبة الجولان الذي أودى بحياة 12 شخصا على الأقل على نحو مأساوي".

وأضاف "نحن قلقون للغاية إزاء خطر المزيد من التصعيد وزعزعة الاستقرار. لقد أوضحنا أن حزب الله يجب أن يوقف هجماته".

أما وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك فدانت الأحد الهجوم "المروع"، داعية إلى "التصرف بهدوء".

وجاء سقوط الصاروخ على مجدل شمس بعد أن أدت غارة إسرائيلية إلى مقتل أربعة من مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان. وردّ الحزب بالإعلان عن سلسلة من الهجمات الصاروخية الانتقامية على الجولان وشمال إسرائيل.

من جهتها، دعت الحكومة اللبنانية إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية على كل الجبهات".

لكن حدة الخطاب تصاعدت مجددا بعد الهجوم الصاروخي، وسط مخاوف متجددة من اتساع نطاق التصعيد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن "أي خطوة تنمّ عن جهل من النظام الصهيوني قد تؤدي الى توسيع عدم الاستقرار وعدم الأمن والحرب في المنطقة"، مشدداً على أن إسرائيل ستتحمل مسؤولية "التداعيات غير المتوقعة وردود الفعل على تصرف أحمق كهذا".

ووصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية القصف على مجدل شمس بأنه "مجزرة" تعد "تجاوزا لكل الخطوط الحمر من قبل حزب الله" الذي اتهمته "باستهداف المدنيين عمدا".

ومجدل شمس هي بلدة درزية لم يقبل العديد من سكانها الجنسية الإسرائيلية منذ استيلاء إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية عام 1967.

وأسفرت أعمال العنف منذ أكتوبر عن مقتل 527 شخصا على الأقل في لبنان. ومعظم القتلى من المقاتلين، لكن الحصيلة تشمل 104 مدنيين على الأقل.

على الجانب الإسرائيلي، قُتل 18 عسكريا و24 مدنيا، وفق السلطات الإسرائيلية.

وتسبب التصعيد منذ أشهر بنزوح عشرات الآلاف من السكان من المناطق الحدودية في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.

وفي خطاب ألقاه أمام الكونغرس الأميركي الأربعاء، قال نتنياهو إن إسرائيل ستفعل "كل ما في وسعها" لتأمين حدودها الشمالية.

وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله مجددا هذا الشهر إن الحزب سيوقف الهجمات عبر الحدود إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وبعد فشل العديد من المحاولات السابقة للتهدئة في قطاع وابرام اتفاق للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، يعقد الأحد في روما اجتماع جديد بين مسؤولين إسرائيليين وآخرين من دول الوساطة، أي الولايات المتحدة وقطر ومصر.

في غضون ذلك، تتوصل المعارك في القطاع المحاصر الذي يعاني أزمة انسانية حادة جراء الحرب.

وأفادت مصادر فلسطينية السبت عن غارة دامية على مدرسة تضم مستشفى ميدانيا في دير البلح وسط قطاع غزة، في هجوم هو الثامن على الأقل يطال مدرسة منذ السادس من يوليو.

ودفع الهجوم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى الدعوة إلى "حل سياسي" لإنهاء "الجنون" في غزة، فيما قال رئيس الوزراء الإيرلندي سيمون هاريس إن "استهداف منطقة مأهولة بالعائلات النازحة هو أمر غير إنساني وشنيع".

وفي مدينة خان يونس جنوب القطاع، قتل نحو 170 شخصا وأصيب المئات في عملية إسرائيلية مستمرة منذ الاثنين، بحسب الدفاع المدني في غزة.