إيران تحذر من تشكيل قوة مدعومة أميركيا في البحر الأحمر

طهران - ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية اليوم الخميس أن وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني حذر من أن مقترح تشكيل قوة متعددة الجنسيات مدعومة من الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر سيواجه "مشكلات استثنائية".
وجاءت تصريحات أشتياني بعد أن قالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إنها تجري محادثات مع دول أخرى لتشكيل تلك القوة في أعقاب سلسلة من الهجمات نفذها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن على سفن في البحر الأحمر.
وقال أشتياني لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية الرسمية في تصريحات نشرتها اليوم الخميس "إذا اتخذوا مثل هذه الخطوة غير العقلانية، فسوف يواجهون مشكلات استثنائية".
وأضاف "لا يمكن لأحد أن يتحرك في منطقة نهيمن عليها" في إشارة إلى البحر الأحمر.
ولم يحدد أشتياني أي إجراءات لدى إيران الاستعداد لترد بها على تشكيل قوة للبحر الأحمر تدعمها الولايات المتحدة.
وتحاول الولايات المتحدة احتواء توسع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتدعو حلفاءها لتوسيع قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات في البحر الأحمر مع تصاعد تهديدات الحوثيين في اليمن باستهداف السفن في خليج عدن.
لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة وشركاؤها سيكونون قادرين على ردع الحوثيين أو إخماد مطالب إسرائيل باتخاذ إجراء قوي. إذ أن إجراءات مثل الضربات العسكرية أو تصنيف الحوثيين كإرهابيين يمكن أن تؤدي إلى تعقيد الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والولايات المتحدة وآخرون لإنهاء الحرب الأهلية الكارثية في اليمن.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان للصحافيين الأسبوع الماضي إن واشنطن تجري محادثات مع "دول أخرى" بشأن تشكيل "قوة عمل بحرية... لضمان المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر" لكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.
ونسبت صحيفة "واشنطن بوست" لمسؤول أميركي كبير في إدارة الرئيس جو بايدن، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، قوله إن خطة إدارة بايدن هي توسيع قوة المهام المشتركة 153، وهي وحدة عسكرية تركز على البحر الأحمر وخليج عدن، وهي مجموعة تضم 39 دولة ومقرها البحرين، ويتولى قيادتها الدورية ضابط في البحرية الأميركية.
ويتولى قيادة فرقة العمل CTF-153 ضابط في البحرية الأميركية ولكن المسؤولية تتغير. وأشرف عليها قائد مصري سابقا. وتقدم الوحدة تقاريرها إلى قائد الأسطول الخامس للبحرية الأميركية، نائب الأدميرال براد كوبر، والمقيم أيضًا في البحرين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي أميركي مطلع على الموضوع قوله إن العديد من الدول لديها مصلحة في منع تعطيل الشحن التجاري عبر هذا الجزء من العالم، وهي نقطة أكدها مسؤولو الإدارة للدول الأخرى مع تقدم المحادثات.
ووصف المسؤول الجهود بأنها "طموحة" في معظمها، مع جدول زمني غير واضح حتى الآن حيث يقوم الحلفاء والشركاء بتقييم كيفية مشاركتهم. وقد شكك المسؤول الكبير في الإدارة في هذا التوصيف، قائلاً إن المناقشات نشطة.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين في البيت الأبيض الاثنين "إن تركيزنا هو على ضمان وجود قوة عسكرية كافية لردع تهديدات الحوثيين للتجارة في البحر الأحمر وفي المياه المحيطة به. لقد سمعنا بالفعل بعض الاهتمام من العديد من الشركاء الرئيسيين".
وناقش وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز الخميس الماضي "تهديدات الحوثيين لحرية الملاحة في البحر الأحمر".
وقد أجرى الجنرال تشارلز براون جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، محادثة مماثلة مع نظيره الفرنسي.
وقال ميك مولروي، الذي كان مسؤولا في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب إن استخدام قوة أمن بحرية لحماية الممرات المائية في المنطقة فكرة جيدة، لكن العثور على عدد كاف من السفن لتنفيذ المهمة بفعالية قد يمثل تحديا.
ويقول محللون إن علاقات إيران بالحوثيين تعززت على مدار الصراع، حيث أصبحت طهران مصدرا حاسما للأسلحة والتمويل للمسلحين.
وتدخل الحوثيون في اليمن، المتحالفون مع إيران، في الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) من خلال مهاجمة السفن في ممرات شحن حيوية وإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل على بعد أكثر من ألف ميل من مقرهم في العاصمة اليمنية صنعاء.
وعززت القوات البحرية الأميركية والفرنسية تواجدها في البحر الأحمر لحماية السفن من خطر استيلاء أو هجوم الحوثيين عليها.
وتوعّد الحوثيون مراراً باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، داعين الدول إلى "سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن".
ويعرقل الحوثيون، الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء، مرور تلك السفن عبر مضيق باب المندب.
في 31 أكتوبر الماضي، أعلنت جماعة الحوثي للمرة الأولى استهداف إسرائيل بعدد كبير من الصواريخ والمسيّرات، أعقب ذلك الكشف عن أكثر من عملية أخرى.
واستولى الحوثيون، في 19 نوفمبر الماضي، على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر"، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، وجرى اقتيادها إلى الساحل اليمني، تضامناً مع "المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة"، بحسب المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع.
وجاءت هذه الواقعة ضمن سلسلة من الهجمات استهدفت بها جماعة الحوثي المتمركزة في شمال اليمن سفناً تقول إنها مملوكة لإسرائيل أو متجهة إليها.