إيران تحتج لدى العراق بعد حرق قنصليتها في كربلاء

بغداد - احتجت إيران لدى العراق بسبب هجوم تعرضت له قنصليتها في مدينة كربلاء، وطالبت السلطات العراقية بالقيام بواجبها في حماية مقراتها الدبلوماسية.
وسلمت إيران سفير العراق لديها مذكرة احتجاج بعد حرق محتجين قنصليتها في كربلاء، على خلفية اغتيال الناشط إيهاب الوزني.
وأضرم المئات من المتظاهرين النار في إطارات سيارات فارغة وغرف الحراس أمام مبنى القنصلية، احتجاجا على اغتيال الناشط بالحراك الشعبي إيهاب الوزني، متهمين الفصائل العراقية المرتبطة بإيران بالوقوف خلف تصفيته.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة إنه يدين بشدة "الاعتداء" على البعثات الدبلوماسية الإيرانية في العراق، وفق وكالة "فارس" للأنباء.
وأضاف أنه تم تسليم سفارة بغداد في طهران مذكرة احتجاج بشأن ما جرى أمام القنصلية الإيرانية.
وتابع "تم الاتصال على الفور من قبل القنصلية والسفارة الإيرانية في بغداد مع المراجع العراقية المعنية، وجرى التصدي لهم (المحتجين) من قبل القوات الأمنية".
وفجر الأحد اغتال مسلحون مجهولون رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء إيهاب الوزني، قرب منزله بكربلاء ذات الغالبية الشيعية، وفق بيان لخلية الإعلام الأمني التابعة لوزارة الدفاع.
وكان الوزني من أبرز الأصوات المناهضة للفساد وسوء إدارة الدولة، والمنادية بالحدّ من نفوذ إيران والجماعات المسلّحة في المدينة المقدّسة لدى الشيعة.
وأحدث اغتيال الوزني صدمة بين مؤيّدي الحراك الاحتجاجي الذين خرجوا في تظاهرات في كربلاء ومدن جنوبية أخرى بينها الديوانية والناصرية، تنديدا بالاغتيال.
وتنديدا بالاغتيال، خرجت احتجاجات في مناطق عديدة بالعراق، بينها كربلاء وذي قار والعاصمة بغداد، فيما أمر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بإجراء تحقيق عاجل وتقديم الجناة للعدالة.
ويبدو أن البلاد تشهدت عودة موجة الاغتيالات، فبعد 24 ساعة على مقتل الناشط الوزني يصارع الصحافي العراقي المعروف أحمد حسين الموت، إثر تعرضه لمحاولة اغتيال أسفرت عن إصابته بجروح خطرة.
ويعمل حسن مراسلا لقناة الفرات التلفزيونية العراقية.
وقال طبيب إنّ الصحافي يرقد في العناية الفائقة بعدما "أصيب برصاصتين في رأسه وبرصاصة ثالثة في كتفه"، في حين قال شاهد عيان كان برفقة حسن حين تعرّض لمحاولة الاغتيال إنّ الصحافي "استُهدف أثناء نزوله من سيارته للعودة إلى منزله".
وجاءت محاولة الاغتيال بعد يوم على مقتل إيهاب الوزني، رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء، برصاص مسلّحين أردوه أمام منزله بمسدسات مزودة بكواتم للصوت.
وخلال سنوات، تعرض العشرات من الناشطين إلى عمليات اغتيال أو اختطاف في بغداد، ولا يزال بعضهم في عداد المفقودين، كما اغتال مسلحون مجهولون العشرات من الناشطين والإعلاميين والخبراء الأمنيين.
وغالبا لا تعلن أي جهة مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال، لكن يشار بأصابع الاتهام إلى ميليشيات تابعة لقوى سياسية نافذة موالية لإيران.
واتخذ قتل الناشطين ومحاولات اغتيالهم صورة منظمة، حيث تشير إحصائيات المنظمات والناشطين إلى قتل 29 ناشطا خلال الأشهر الأربعة الأخيرة من العام الماضي، إلى جانب محاولة اغتيال 30 آخرين، وأدى قمع الناشطين إلى إثارة موجة من السخط.
وتشير منظمة العفو الدولية إلى مقتل ما لا يقل عن 600 متظاهر وأفراد من قوات الأمن وإصابة أكثر من 18 ألفا في احتجاجات تشرين، التي نجحت في الإطاحة بحكومة عادل عبدالمهدي.
وتعهدت الحكومة الحالية برئاسة مصطفى الكاظمي، التي تولت المسؤولية في مايو الماضي، بمحاكمة المتورطين في قتل المتظاهرين والناشطين.
وأعلن الكاظمي في تغريدة على تويتر "عصابة الموت التي أرعبت أهلنا في البصرة ونشرت الموت في شوارعها الحبيبة وأزهقت أرواحا زكية، سقطت في قبضة أبطال قواتنا الأمنية تمهيدا لمحاكمة عادلة علنية، قتلة جنان ماذي وأحمد عبدالصمد اليوم، وغدا القصاص من قاتلي ريهام والهاشمي وكل المغدورين.. العدالة لن تنام".