إيران تتوعد برد حاسم ومدروس دون خشية تصاعد التوتر بالمنطقة

جماعة الحوثي تعلن رصد بنك أهداف في إسرائيل لاستهدافها، ردا على قصف طال ميناء الحديدة.
الاثنين 2024/08/26
عباس عراقجي: لا نريد التصعيد لكن لا نهابه

طهران – بعد تأكيد زعيم حزب الله حسن نصرالله أن الجولة الأولى من رده الانتقامي على اغتيال أكبر قيادييه فؤاد شكر انتهت، كشفت إيران وجماعة الحوثي في اليمن أنهما ستردان أيضا على طريقتهما.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لنظيره الإيطالي أنطونيو تاياني إن طهران لا تسعى إلى زيادة التوتر في الشرق الأوسط.

لكنه أوضح في الوقت عينه أن رد إيران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسماعيل هنية في طهران سيكون "حاسما ومحسوبا".

وتقول إيران إن إسرائيل تقف وراء اغتيال هنية في 31 يوليو، والذي وصفه عراقجي في تعليقات نقلتها وسائل إعلام إيرانية رسمية بأنه "انتهاك لا يغتفر لأمن إيران وسيادتها".

ولم تعلن إسرائيل أو تنف مسؤوليتها عن مقتل هنية في العاصمة الإيرانية.

وقال عراقجي لنظيره الإيطالي تاياني عبر الهاتف، وفقا لبيان حول الاتصال نشرته وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الاثنين "إيران لا تسعى إلى تصعيد التوتر. ومع ذلك فإنها لا تهابه".

وأضاف أن رد إيران سيكون "حاسما ومحسوبا ودقيقا"، وفقا للبيان.

وأتى ذلك، فيما رجح العديد من المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين أن تكون هجمات حزب الله التي وقعت صباح الأحد مجرد جولة أولى.

كما اعتبروا أن إيران لم تنتقم بعد لاغتيال هنية، مرجحين أن "يأتي الرد على الرغم من تأجيله لعدة أسابيع حتى الآن، خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة"، وفق ما نقل موقع "أكسيوس".

ولا يريد الإيرانيون المغامرة بالرد السريع في وقت تعيش فيه إسرائيل حالة استنفار وتأهب، وكذلك تتجهز الولايات المتحدة للرد من مواقع مختلفة في الشرق الأوسط على أي استهداف إيراني لأهداف إسرائيلية، لذلك تعمل طهران على استنزاف الإسرائيليين وحلفائهم بالترقب.

وقد يفضي الرد مع الاستنفار الحالي إلى نتيجة عكسية مثل إسقاط صواريخ إيران وطائراتها المسيرة قبل أن تصل إلى إسرائيل كما حصل في الهجوم السابق ردا على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق وقتل قيادي كبير في الحرس الثوري.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد حذر طهران الأحد من أن تلك الضربات التي استهدفت حزب الله ليست سوى البداية، في رسالة تهديد مبطن من التصعيد.

ويذكر أن المسؤولين الإيرانيين كانوا دأبوا على مدى الأسابيع الماضية على التأكيد بأن ردهم الانتقامي على اغتيال هنية آت لا محال.

إلا أن العديد من المصادر المطلعة أشارت إلى أن طهران لا تسعى إلى توسيع الصراع لعدة أسباب داخلية وخارجية، لاسيما في ظل التواجد العسكري الأميركي الكبير في المنطقة.

كما أن حزب الله والجانب الإسرائيلي تبادلا رسائل الطمأنة الأحد بأن جولة التصعيد انتهت عند هذا الحد، وفق ما كشفت مصادر دبلوماسية لرويترز.

ومنذ أواخر الشهر الماضي تصاعدت المخاوف الدولية من توسع الصراع في المنطقة، بين إسرائيل من جهة وإيران وأذرعها من جهة أخرى خاصة بعد اغتيال هنية في 31 يوليو، واغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية بضربة إسرائيلية، وتوعد كل من المسؤولين الإيرانيين وحزب الله برد موجع.

وأعلنت جماعة الحوثي، الأحد، رصد بنك أهداف في إسرائيل لاستهدافها، ردا على قصف إسرائيلي طال ميناء الحديدة غربي اليمن في 20 يوليو الماضي، وأوقع قتلى وجرحى.
وقال وزير دفاع الجماعة محمد العاطفي، خلال اجتماع عسكري موسع في العاصمة اليمنية صنعاء، "القوات المسلحة (التابعة للجماعة) بمختلف تشكيلاتها في أعلى درجات الجهوزية لتوجيه ضربات موجعة في عمق الكيان الصهيوني". وفق قناة المسيرة التابعة للحوثيين.

وأوضح أنه "تم رصد أهم نقاط بنك الأهداف الصهيونية وتحديدها بعناية ودقة وفق قواعد اشتباك لا تضع أي اعتبار لسقوف المواجهة أو أي خطوط حمراء".

وأضاف أن "القوة الصاروخية وسلاح الطيران المسيّر والقوات البحرية تمتلك من القدرات والإمكانات ما يوفر لها التنفيذ الدقيق والمحكم في التصويب".

وفي 20 يوليو الماضي، شنت مقاتلات إسرائيلية غارات على ميناء الحديدة وخزانات الوقود ومحطة الكهرباء فيه؛ ما أسفر عن 9 قتلى وأكثر من 80 جريحا.

وجاءت الغارات غداة هجوم شنه الحوثيون بطائرة مسيرة على تل أبيب، وأسفر عن مقتل شخص وإصابة 10 آخرين.

و"تضامنا مع غزة" في مواجهة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر2023، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر ، استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات.

ومنذ مطلع العام الجاري، بدأت واشنطن ولندن شن غارات جوية وهجمات صاروخية على "مواقع للحوثيين" باليمن، وهو ما قابلته الجماعة بإعلان أنها باتت تعتبر كافة السفن الأمريكية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية، وتوسيع هجماتها إلى السفن المارة بالبحر العربي والمحيط الهندي أو أي مكان تصل إليه أسلحتها.