إيران تتهم مراكز تفكير أجنبية بمحاولة اغتيال الكاظمي

بغداد - في حين تشير أصابع الاتهام بمحاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي إلى ميليشيات موالية لإيران، سعت طهران الأحد إلى النأي بنفسها وتوجيه اللوم إلى "مراكز فكر أجنبية"، في هجوم بطائرات مسيّرة أدانته العديد من الدول والمنظمات والسياسيين العراقيين.
وكشفت وزارة الداخلية العراقية الأحد أن محاولة الاغتيال نُفذت فجرا بثلاث طائرات مسيرة. وأوضح مدير إعلام وزارة الداخلية اللواء سعد معن في تصريح لوكالة الأنباء العراقية أن استهداف رئيس الوزراء "عمل إرهابي مرفوض جملة وتفصيلا".
وأوضح معن أن "أصوات إطلاق النار التي سُمعت سابقا كانت بهدف إسقاط الطائرات، وبالفعل تم إسقاط طائرتين"، لافتا إلى أن "الطائرة الثالثة هاجمت منزل الكاظمي، لكنه لم يصب بأذى، إلا أن هناك بعض الإصابات للموجودين في منزله وهم يتلقون العلاج".
وقال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني في تغريدة على تويتر الأحد، "إن محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي هي فتنة جديدة يجب التحري عنها في مراكز الفكر الأجنبية، والتي لم تجلب منذ سنوات، من خلال خلق ودعم الجماعات الإرهابية واحتلال البلاد، سوى انعدام الأمن والخلافات وعدم الاستقرار للشعب العراقي المظلوم".
وتمثل تغريدة شمخاني أول ردّ فعل إيراني رسمي على محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الكاظمي فجر الأحد.
ونفى مسؤول في كتائب حزب الله العراقية، المدعومة من إيران، اتهامات بالمسؤولية عن الهجوم على رئيس الوزراء الكاظمي.
وكان الكاظمي طمأن الجميع بعد محاولة الاغتيال، قائلا إنه "بخير وسط شعبه"، داعيا إلى "التهدئة وضبط النفس من الجميع، من أجل العراق"، فيما أشار إلى أن الصواريخ والطائرات المسيّرة "لا تبني أوطاننا ولا مستقبلنا".
ولقيت محاولة الاغتيال الفاشلة إدانات عربية وغربية، إذ أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانتها بشدة "العمل الإرهابي الجبان، الذي استهدف رئيس مجلس الوزراء العراقي".
وأدانت الإمارات استهداف مقر إقامة الكاظمي، مؤكدة أن "هذه الأعمال الإرهابية تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في العراق الشقيق، وتتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية".
إلى ذلك، أدان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي العملية قائلا "تابعت بقلق بالغ أنباء محاولة الاغتيال الآثمة التي تعرض لها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي فجر اليوم، وإذ أدين هذه المحاولة الغاشمة أدعو الله أن يحفظه وأن يتحقق الأمن والاستقرار للعراق وشعبه".
وكذلك، أدان الرئيس اللبناني ميشال عون محاولة الاغتيال التي تعرض لها الكاظمي، قائلا إنها "تستهدف ليس شخصه فقط، بل كذلك الاستقرار والأمن في العراق".
وأدان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في تغريدة له عبر حسابه على تويتر محاولة اغتيال الكاظمي، وقال "ندين بأشد العبارات محاولة اغتيال رئيس وزراء العراق الشقيق مصطفى الكاظمي، ونعتبرها جريمة إرهابية نكراء وعدوانا جبانا ضد العراق واستقراره".
وأعربت الكويت عن إدانتها واستنكارها "الشديدين لمحاولة الاغتيال الآثمة التي تعرض لها الكاظمي".
كما أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لمحاولة الاغتيال التي استهدفت الكاظمي، واعتبرت وزارة الخارجية في بيان "هذه المحاولة عملا إرهابيا يستهدف الدولة العراقية الشقيقة"، مشددة على ضرورة ملاحقة الضالعين فيها وتقديمهم إلى العدالة.
وكانت الولايات المتحدة سارعت بإدانة الهجوم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان "لقد شعرنا بارتياح عندما علمنا أن رئيس الوزراء لم يصب بأذى. هذا العمل الإرهابي الواضح، الذي ندينه بشدّة، استهدف صميم الدولة العراقية".
وأدان مجلس التعاون الخليجي المحاولة "الآثمة" التي استهدفت الكاظمي، وقال الأمين العام لمجلس التعاون نايف الحجرف في بيان إن المجلس يرفض "مثل هذه الاعتداءات الإجرامية والتي استهدفت أمن واستقرار العراق"، لافتا إلى أن أمن العراق من أمن دول المجلس الست.
وأدانت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق "يونامي" الأحد بأشد العبارات محاولة اغتيال الكاظمي.
وأدانت منظمة التعاون الإسلامي "بأشد العبارات محاولة الاغتيال الدنيئة التي تعرض لها الكاظمي، وقالت في بيان على لسان أمينها العام يوسف العثيمين إن "هذا الهجوم عمل إرهابي يستهدف وحدة العراق وأمنه واستقراره".
وفي العراق وصف الرئيس العراقي برهم صالح استهداف رئيس الوزراء بـ"تجاوز خطير وجريمة نكراء بحق العراق".
واعتبر رئيس إقليم كردستان شمالي العراق نيجيرفان بارزاني محاولة الاغتيال "تطورا خطيرا يهدد أمن واستقرار البلد".
ووصف مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري بالعراق، الأحد محاولة اغتيال الكاظمي بأنها "عمل إرهابي". وقال الصدر في تغريدة له عبر تويتر إن "محاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقية هو استهداف للعراق وشعبه وأمنه واستقراره، وإرجاعه إلى حالة الفوضى لتسيطر عليه قوى اللا دولة ليعيش العراق تحت طائلة الشغب والعنف والإرهاب".
وأكد رئيس تحالف قوى الدولة عمار الحكيم أن "استهداف منزل رئيس الوزراء عمل مدان ومستنكر، ومن شأنه تأزيم المواقف وتعريض هيبة الدولة للخطر والعصف بسمعة العراق أمام الرأي العام العالمي".
وكانت الميليشيات الشيعية المنضوية تحت الحشد الشعبي قد شككت في الحادثة واعتبرتها مسرحية من إخراج الكاظمي، لإشغال الرأي العام عمّا حدث في اعتصامهم قرب المنطقة الخضراء اعتراضا على نتائج الانتخابات.
وقبل ساعات معدودة على تلك المحاولة الفاشلة، أطلق العديد من قادة الميليشيات الإيرانية الموالية لطهران بالعراق، العديد من التهديدات بحق الكاظمي والحكومة العراقية، زاعمين تزوير الانتخابات.
وجاءت محاولة اغتيال الكاظمي في وقت تشهد فيه البلاد توترات سياسية شديدة على خلفية نتائج الانتخابات النيابية المبكرة التي عقدت في العاشر من أكتوبر، إذ ترفض الكتل السياسية الممثلة للحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل موالية لإيران ومنضوية في القوات المسلحة، النتائج الأولية التي بيّنت تراجع عدد مقاعدها.