إيران تتحدى إسرائيل بصاروخ باليستي بمدى ألفي كيلومتر

فرنسا تندد باختبار طهران للصاروخ طويل المدى، وتؤكد أن الأنشطة هي الأكثر إثارة للقلق في ضوء التوسع المتواصل للبرنامج النووي الإيراني.
الخميس 2023/05/25
خطوة نوعية في سباق التسلح

طهران - كشفت وزارة الدفاع الإيرانية الخميس النقاب عن صاروخ بالستي من طراز "خيبر" يبلغ مداه ألفي كيلومتر ويمكن لرأسه الحربي أن يزن أكثر من طن، في خطوة من شأنها أن تشكل تهديدا للمنطقة وخصوصا إسرائيل، قد تدفع إلى سباق نحو التسلح دون ضوابط، رغم خفض التصعيد بعد توقيع اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران في شهر مارس الماضي برعاية صينية.

ويأتي هذا الإعلان بعد يومين من إثارة رئيس الأركان الإسرائيلية لاحتمال "تحرك" ضد طهران بسبب برنامجها النووي.

والصاروخ الجديد هو الجيل الرابع من صاروخ خرمشهر الذي يعد أبعد مدى في ترسانة الصواريخ البالستية الإيرانية، وتم كشف النقاب عنه في مراسم بثها التلفزيون الرسمي مباشرة، وعرض خلالها مجسم للمسجد الأقصى.

وقال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا اشتياني إن كشف الصاروخ يأتي في سياق "توفير دعم شامل لأصدقائنا والدول" التي تتشارك والجمهورية الإسلامية مواجهة "الهيمنة" العالمية.

وأوضحت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" ان الصاروخ الجديد "يعمل بالوقود السائل بمدى 2000 كلم ورأس حربي 1500 كغم"، وله ميزات تكتيكية عدة منها توفر نظام توجيه وتحكم في المرحلة الوسطى من مسيره والقدرة على التحكم في حالة الرأس الحربي وتصحيح مساره خارج الغلاف الجوي للأرض.

وأشارت الى أن سرعته "تصل إلى 16 ماخ (16 ضعفا سرعة الصوت) خارج الغلاف الجوي و 8 ماخ داخل الغلاف الجوي".

وأتى كشف النقاب عن الصاروخ غداة إحياء الجمهورية الإسلامية الذكرى الحادية والأربعين لتحرير مدينة خرمشهر التي احتلها القوات العراقية خلال الحرب بين البلدين (1980-1988).

ونددت فرنسا اليوم الخميس بالاختبار الذي أجرته إيران لصاروخ بالستي طويل المدى، وقالت إن هذه الخطوة تنتهك قرار الأمم المتحدة رقم 2231 لعام 2015.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "هذه الأنشطة هي الأكثر إثارة للقلق في ضوء التوسع المتواصل للبرنامج النووي الإيراني".

ويرى مراقبون أن الإعلان عن اختبار هذا الصاروخ هو دليل إضافي على أن إيران صارت عنصرا مهددا للأمن الإقليمي والدولي، معتبرين أن منطقة الشرق الوسط ليست وحدها التي ستقع تحت تهديد تعاظم الإمكانيات العسكرية الإيرانية، وإنما العالم كله سيكون عرضة لتحركات دولة لا تقِيم للضوابط القانونية الدولية والأعراف الدبلوماسية وزْنا.

وتقول إيران، التي تمتلك أحد أكبر برامج الصواريخ في الشرق الأوسط، إن أسلحتها قادرة على الوصول إلى إسرائيل والقواعد الأميركية في المنطقة.

ورغم معارضة الولايات المتحدة والدول الأوروبية قالت طهران إنها ستواصل تطوير برنامجها الصاروخي "الدفاعي".

وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها إيران عن ترسانتها الصاروخية، فقد سبق أن كشفت عن أنواع مختلفة من الصواريخ، كما تسعى طهران إلى الحصول على أنظمة الدفاع الجوي أس – 400 الروسية، يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنها سوف تقلص فرصة تل أبيب لشن هجوم محتمل يستهدف البرنامج النووي لطهران.   

وتعتبر إسرائيل إيران تهديدا وجوديا لها. وتقول طهران إن صواريخها البالستية هي قوة ردع مهمة في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل وخصوم إقليميين محتملين آخرين.

وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن الجيش ليس لديه تعليق على مثل هذه الأمور.

والثلاثاء، أثار رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي احتمال اتخاذ "إجراء" ضد إيران في الوقت الذي تتعثر فيه منذ سبتمبر الماضي جهود القوى العالمية الست لإحياء اتفاق طهران النووي المبرم عام 2015 وسط مخاوف غربية متزايدة بشأن تقدم طهران النووي المتسارع.

وفرض الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه واشنطن في 2018، قيودا على أنشطة إيران النووية مما أدى إلى تمديد الوقت الذي تحتاجه لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية إذا ما سعت إلى ذلك.

وتنفي طهران أنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وتعهدت برد مدمر على أي هجوم. وأثيرت تكهنات بأن إسرائيل قد تعتمد على دول على حدود إيران كنقاط انطلاق لشن ضربات.