إيران تبني سفينة متطورة تمكنها من التواجد في مياه بعيدة

السفينة تهدف إلى تدعيم الوجود البحري الإيراني وتوجيه رسائل إلى الولايات المتحدة وإلى دول الخليج بأن طهران قادرة على تنفيذ تهديداتها بشأن عرقلة حركة الملاحة.
السبت 2022/05/28
طهران تسعى لإثبات وجودها في المياه الإقليمية

دبي – يستعد الحرس الثوري الإيراني لبناء سفينة عائمة ومتطورة تكون قادرة على نشر زوارق سريعة لمواجهة البحرية الأميركية وأيّ قوات أخرى موجودة في المنطقة. وتقول إيران إن الهدف من بناء هذه السفينة، التي تطلق عليها اسم “مهدوي”، هو توسيع وجودها العسكري في المياه البحرية وحماية إمدادات الطاقة، وإن نشاطها لن يقف عند حدود مضيق هرمز، وإنه قد يمتد إلى البحر الأحمر.

وتأتي هذه السفينة المتطورة والقادرة على التواجد في مياه بعيدة للتغطية على سلسلة من النكسات كان تعرض لها الحرس الثوري والبحرية الإيرانية، بما في ذلك خسارة أكبر سفنها الحربية قبل أقل من سنة.

ويعتقد محللون أن وجود هذه السفينة يهدف إلى تدعيم الوجود البحري الإيراني وتوجيه رسائل إلى الولايات المتحدة وإلى دول الخليج بأن إيران قادرة على تنفيذ تهديداتها بشأن عرقلة حركة السفن التي تنقل النفط، وأنها فاعل أساسي في المياه الإقليمية ويقرأ لها حساب كما يقرأ حساب للأسطول الأميركي.

السفينة يمكن أن تؤدي دورا في عمليات التجسس والتخريب، كما يمكن تجهيزها بصواريخ بعيدة المدى

وقال فرزين نديمي، الزميل المشارك في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الذي يدرس تحرّكات الجيش الإيراني، “إنهم ينظرون إلى ما وراء الخليج وإلى مياه بحر العرب والبحر الأحمر وشمال المحيط الهندي”.

وأضاف أن هذه السفينة يمكن أن تؤدي دورا مماثلا في عمليات التجسس والتخريب التي تتورط فيها القوات الخاصة. كما يمكن تجهيزها بصواريخ بعيدة المدى أيضا. وحذّر من أن “أشياء سيئة يمكن أن تحدث مع هذه السفينة”.

ويبدو أن السفينة تجسّد تحديثا لسفينة شحن إيرانية تُعرف باسم “سارفين”، حسب ما تدلّ عليه صور سابقة للسفينة التي كانت ذات هيكل مماثل.

ووصلت “سارفين” من بندر عباس في أواخر يوليو من العام الماضي ثم أوقفت تشغيل أجهزة تتبعها. وبحلول التاسع والعشرين من يناير الماضي، أظهرت صور الأقمار الصناعية من بلانيت لابز التي حللتها وكالة أسوشيتد برس السفينة في حوض في مجمع شهيد دارفيشي للصناعات البحرية الذي يتبع وزارة الدفاع الإيرانية غرب بندر عباس.

وانتشرت صورة السفينة أولا على مواقع التواصل الاجتماعي. ويبدو أنها كانت تحمل أسلحة مضادة للطائرات في مقدمتها ومؤخرتها، وفقا لإتش آي ساتون، خبير السفن الحربية الذي حدد لأول مرة أن السفينة كانت بالقرب من بندر عباس. وترفع السفينة علم الحرس الثوري الذي يحمل شعار القبضة التي تمسك بندقية. وتظهر الآية القرآنية “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة” وخلفها كرة أرضية.

وأظهرت صورة عالية الدقة السبت الماضي أن السفينة لا تزال في طور البناء، وبجوارها إحدى الغواصات الإيرانية الهجومية من طراز “كيلو” التي تعمل بالديزل تخضع لعملية إصلاح شامل.

Thumbnail

ومع انتشار صورة السفينة على الإنترنت، نشرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية خبرا عنها، ووصفتها بأنها “مدينة بحرية متنقلة” قادرة على “ضمان أمن الخطوط التجارية الإيرانية، وكذلك حقوق البحارة والصيادين الإيرانيين في أعالي البحار”.

واعتُمدت مثل هذه القواعد العائمة في المنطقة سابقا، ولاسيما من البحرية الأميركية خلال الثمانينات فيما يسمّى “حرب الناقلات” بعد غزو العراق لإيران. وعندما انفجرت الألغام الإيرانية ضد سفن النفط الخام خلال تلك الحرب، بدأت البحرية الأميركية في مرافقة السفن خلال خروجها من الخليج عبر مضيق هرمز.

وكان الأسطول الخامس الأميركي في الشرق الأوسط يضمّ سفينة “يو إس إس لويس بي بولير”، وهي سفينة ضخمة مصممة من ناقلة نفط يمكنها حمل جنود وطائرات هليكوبتر هجومية.

وقال مايكل كونيل، الخبير في شؤون إيران في مركز التحاليل البحرية ومقرّه فرجينيا، “يبدو أن السفينة ستكون قاعدة انطلاق أمامية”.

ونظّم الحرس الثوري دوريات في مضيق هرمز والخليج لسنوات، بينما تواصلت دوريات البحرية الإيرانية في البحار والمحيطات وراءها. ومن المحتمل أن يمنح بناء السفينة الحرس الثوري القدرة على توسيع وجوده في تلك المياه التي كانت تخضع لدوريات البحرية الأميركية.

والتاريخ مسألة لا تهملها إيران، فقد تم إطلاق اسم نادر مهدوي على هذه السفينة، وهو من رجال الحرس الثوري الإيراني والذي قتلته البحرية الأميركية سنة 1987 خلال “حرب الناقلات”.

1