إيران تبحث استئناف العلاقات مع السودان في أوج الحرب

باكو – تستغل إيران الانفراجة التي شهدتها علاقاتها مع عدة دول في المنطقة وفي الشرق الأوسط لتعرض على السودان المشتعل حربا منذ أكثر من شهرين ونصف استئناف العلاقات الدبلوماسية، في وقت يتحرك قادة سياسيون مدنيون في جميع الاتجاهات للدفع نحو إنهاء القتال.
زذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء اليوم الخميس أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان التقى مع وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق علي للمرة الأولى منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل سبع سنوات.
وقال أمير عبداللهيان في تغريدة "على هامش اجتماع حركة عدم الانحياز، التقى وفدنا مع وزير الخارجية السوداني وناقش سبل استئناف العلاقات الدبلوماسية على الفور بين الخرطوم وطهران".
وقالت الوكالة عن الاجتماع الذي عقد في العاصمة الأذرية باكو "في هذا الاجتماع، استهدفت المحادثات حل سوء التفاهم بين البلدين وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين طهران والخرطوم".
وقطع السودان العلاقات الدبلوماسية مع إيران في عام 2016 بعد اقتحام السفارة السعودية في طهران، عقب إعدام الرياض رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر بتهم منها الإرهاب.
واتفقت السعودية وإيران على استئناف العلاقات في مارس بموجب اتفاق توسطت فيه الصين، مما زاد التوقعات باستعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بين طهران ودول عربية أخرى.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية "سونا" أن الوزيران استعرضا خلال اللقاء تطورات الأحداث الداخلية في السودان".
وأكد الوزير السوداني المكلف لنظيره الإيراني أن "القوات المسلحة قادرة على حسم التمرد في مدى زمني قصير، إلّا أنّ ما يؤخر الحسم العسكري حاليا هو تواجد المتمردين داخل المرافق الحكومية ومنازل المواطنين"
وأضاف وأن الجيش السوداني لا يرغب في انتهاج سياسة الأرض المحروقة بالعاصمة بهدم كافة المباني التي يختبئون فيها".
ومن جانبه، أعرب عبداللهيان عن عميق أسفه لما آلت اليه الأوضاع في السودان، مشدداً على أن الحكومة الإيرانية تعتبر ان ما يحدث في البلاد شأنا داخليا وأن الحل يجب أن يكون سودانيا دون أي تدخلات خارجية.
وتدور منذ 15 أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق، بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي" في مناطق متفرقة من السودان، تركزت معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين، في حين لا يوجد إحصاء رسمي عن ضحايا العسكريين من طرفي النزاع العسكري.
وشهدت أذربيجان، مساء الأربعاء، محادثات سعودية سودانية لبحث سبل اللجوء إلى التهدئة بين الأطراف المتنازعة في السودان منذ أبريل الماضي.
وقادت السعودية محاولات عديدة لرأب الصدع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ونجحت في إتمام أكثر من هدنة عقب استضافة اجتماعات للمتنازعين بمدينة جدة غرب المملكة.
ووفق بيان للخارجية السعودية، "التقى نائب وزير الخارجية وليد الخريجي الأربعاء، وزير خارجية السودان بالنيابة السفير علي الصادق علي".
وتم اللقاء على هامش مشاركة الجانبين في الاجتماع الوزاري للمكتب التنسيقي لحركة عدم الانحياز المنعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو.
وجرى خلال اللقاء "بحث مستجدات الأوضاع في السودان، وسبل دعم كافة الحلول السياسية واللجوء إلى التهدئة ووقف التصعيد العسكري بما يضمن أمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق".
ويتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتهامات ببدء القتال، وارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية لاشتباكات خلَّفت أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد على 2.2 مليون نازح داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.
ونقل موقع سودان تربيون عن مصادر –لم يسمها قولها الخميس، إن وفد القادة السياسيين الذي ابتدر جولة إقليمية لوقف الحرب في السودان أرجأ زيارته المقررة اليوم للسعودية وسيتوجه إلى أثيوبيا.
ويحاول مجموعة من القادة في ائتلاف الحرية والتغيير وقوى مؤيدة للديمقراطية الضغط على طرفي الحرب في السودان – الجيش والدعم السريع- لإنهاء القتال الذي اندلع منذ منتصف أبريل الماضي مخلفا دمارا هائلا في الخرطوم ودارفور.
وأفادت المصادر أن الوفد الذي كان مقررا وصوله الرياض لبحث إمكانية استئناف المفاوضات الإنسانية "أرجأ الزيارة لأسباب متعلقة بالترتيبات السعودية".
وقالت إن الوفد "سيزور أديس أبابا اليوم الخميس لإجراء مباحثات مع المسؤولين الأثيوبيين للدفع بالدور الأفريقي العربي – الأميركي".
وفي اتجاه آخر وصل إلى تشاد وفد حركات الكفاح المسلح بقيادة رئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي الهادي إدريس ورئيس تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر، ونائبه عبدالله يحيي ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم .
وينتظر أن يصل حاكم دارفور مني اركو مناوي اليوم الخميس لبدء مباحثات مع الرئيس محمد ديبي.
وتشمل زيارات الوفود كل من إثيوبيا، السعودية، مصر وتنتهي بجنوب السودان.
وكان الوفد أجرى الاثنين الماضي مشاورات في "عنتبي" وأجرى محادثات مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني حول تطورات الأوضاع في السودان.
وطرح الاتحاد الأفريقي أواخر الشهر الماضي خارطة طريق لإنهاء الأزمة في السودان نصت على الوقف الفوري والدائم والشامل للأعمال العدائية، والاستجابة الإنسانية الفعالة لتداعيات النزاع، مع حماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، مع الالتزام الكامل بالقانون الدولي الإنساني، واستكمال العملية السياسية الشاملة بمشاركة جميع الأطراف السودانية، تنتهي بتشكيل حكومة مدنية ديمقراطية.