إيران المرتبكة توسع دائرة المؤامرة من الغرب إلى الخليج

اتهام استخبارات خليجية يظهر أن إيران تبحث عن عدو مفترض لإلقاء المسؤولية عليه بدل الاعتراف بفشلها.
الأربعاء 2022/11/30
اتهامات لم تفض سوى إلى توسيع دائرة المظاهرات

طهران - أربك استمرار الاحتجاجات لأكثر من شهرين المسؤولين الإيرانيين الذين لم تقف اتهاماتهم عند حدود “التآمر الغربي” بل توسعت لاتهام “استخبارات من دولة خليجية”، في إشارة إلى السعودية.

يأتي هذا في موقف يعتبر مراقبون أن هذا الاتهام يظهر أن إيران تحاول البحث عن عدو مفترض لإلقاء المسؤولية عليه بدل الاعتراف بفشل خياراتها في التعامل مع المحتجين، وأن التعاطي الأمني لا يوقف التظاهرات بل يساعد على انتشارها.

واستغرب المراقبون اتهام طهران لجهات خليجية، خاصة أن الخليجيين هم آخر من يمكن أن توجه له الاتهامات بالتدخل في شؤون الآخرين على عكس إيران التي تتدخل بشكل سافر أحيانا ومن وراء الستار أحيانا أخرى.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني الثلاثاء اعتقال شخص “يعمل لصالح جهاز استخبارات تابع لدولة خليجية”.

300

شخص قتلوا خلال الاضطرابات التي شهدتها البلاد منذ منتصف سبتمبر بحسب السلطات الإيرانية

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “مهر” أن العلاقات العامة للحرس الثوري في مدينة بندر لنجه قالت في بيان إن هذا الشخص “كان ينوي القيام بأعمال تخريبية” في هرمزكان جنوبي البلاد.

وأشار البيان إلى أن عملية الاعتقال جاءت بعد تعقب جهاز مخابرات الحرس الثوري لهذا الشخص.

وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن الاثنين اعتقال المسؤول الرئيسي بقناة “إيران إنترناشونال” في مدينة خوي بمحافظة أذربيجان الغربية.

وأوضح أن المسؤول بالقناة يقوم “بتحريض الآخرين على أعمال الشغب والإخلال بالأمن عبر نشر العديد من الدعوات في الفضاء الافتراضي”.

وأضاف أنه كان يعتزم “ارتكاب أعمال تخريب وتقويض الأمن العام في المدينة”، فتم اعتقاله في عملية استخباراتية معقدة.

ومن الواضح أن إيران تسعى لإضفاء مسحة استعراضية على إيقاف مراسل صحافي لقناة إيرانية في المهجر للإيغال في نظرية المؤامرة.

وتتهم إيران السعودية بالوقوف وراء هذه القناة التي تعمل من لندن وتمويلها.

الحرس الثوري يتهم المسؤول بقناة "إيران إنترناشونال" بالتحريض على أعمال الشغب والإخلال بالأمن من خلا الفضاء الافتراضي

وشبّه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في مؤتمره الأسبوعي قبل أيام، تغطية القناة للاحتجاجات الأخيرة بـ”غرفة حرب” و“غرفة عمليات ضد دولة جمهورية إيران الإسلامية”.

وكانت إيران لوحت بأن صبرها بدأ ينفد تجاه المملكة، في بيان تصعيدي لا مبرر له على أرض الواقع.

وقال وزير المخابرات في إيران في العاشر من الشهر الحالي إنه لا يوجد ما يضمن استمرار طهران في “إستراتيجية الصبر”.

وأضاف “تبنت إيران حتى الآن إستراتيجية الصبر بعقلانية ثابتة، لكنها لا تقدم أيّ ضمان لاستمرار ذلك في حالة وقوع أعمال عدائية”.

وأضاف خطيب “إذا قررت إيران الرد والعقاب، فسوف تتداعى القصور الزجاجية ولن تشهد هذه الدول استقرارا بعد الآن”.

ولم تفض اتهامات المحتجين بالتحرك بأوامر من الخارج سوى إلى توسيع دائرة المظاهرات. كما فشل الخيار الأمني في مواجهتها.

وأعلنت السلطات الإيرانية الثلاثاء، للمرة الأولى منذ الاحتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق في طهران، مقتل أكثر من 300 شخص خلال الاضطرابات التي شهدتها البلاد منذ منتصف سبتمبر.

إيران تتهم السعودية بالوقوف وراء "إيران إنترناشونال" التي تعمل من لندن وتمويلها

وقال قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده في تسجيل مصوّر نشرته وكالة “مهر” الإخبارية إن “الجميع في البلاد تأثّروا بوفاة هذه السيّدة. لا أملك الأرقام الأخيرة، لكنني أعتقد أن أكثر من 300 شهيد سقط في البلاد بينهم أطفال، منذ وقعت هذه الحادثة”.

وتشمل الحصيلة العشرات من عناصر الأمن الذين قتلوا في المواجهات مع المتظاهرين أو في اغتيالات، بحسب السلطات الإيرانية.

وتعد الحصيلة الرسمية الأخيرة الأقرب إلى عدد 416 شخصا “قتلوا في قمع الاحتجاجات في إيران” التي نشرتها منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها أوسلو.

وتفيد المنظمة بأن حصيلتها تشمل ضحايا أعمال العنف المرتبطة بالاحتجاجات على خلفية وفاة أميني واضطرابات شهدتها محافظة سيستان بلوشستان (جنوب شرق).

وأوقف الآلاف من الإيرانيين ونحو 40 أجنبيا ووُجّهت تهم إلى أكثر من ألفَي شخص، بحسب السلطات القضائية في إيران.

وتتحدث منظمات حقوقية مقراتها خارج إيران عن عدد أكبر من الموقوفين.

ومن بين المتّهمين، حُكم على ستة بالإعدام في الدرجة الأولى، بانتظار أن تفصل المحكمة العليا في الاستئناف.

والثلاثاء أعلن القضاء الإيراني الإفراج عن أكثر من 1100 سجين، بعد فوز المنتخب الإيراني على منتخب ويلز في مباريات كأس العالم.

وأعلن موقع “ميزان أونلاين” التابع للسلطة القضائية الإيرانية “بناءَ على أمر رئيس السلطة القضائية بعد فوز المنتخب الوطني، أُفرج عن 1156 سجينا من سجون 20 محافظة من محافظات البلاد”، موضحا أن هذا الرقم يشمل موقوفين في إطار الحركة الاحتجاجية.

وكان الموقع قد أعلن الاثنين إفراج السلطات عن 709 أشخاص.

5