إيران أقرب من أي وقت مضى إلى صنع القنبلة النووية

طهران - سرّعت إيران في عمليات تخصيب اليورانيوم إلى مستوى قريب من الحد المطلوب لإنتاج المادة الأساسية لصنع سلاح نووي، وفق ما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ومن شأن هذا التصعيد أن يفاقم التوتر مع الغرب مع سعي كلا الجانبين إلى استئناف المحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي، وسط جمود المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن والتي لم تحرز أي تقدم.

وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن طهران وضعت آلية جديدة لتسريع وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المئة في منشأة نطنز، وأوضحت الوكالة أنّ الآلية الجديدة تقوم على استخدام "مجموعتين من أجهزة الطرد المركزي" بدلا من مجموعة واحدة، مشيرة إلى أنّ طهران أطلقت بالفعل هذه الآلية.

وكانت إيران لوحت في أوقات كثيرة بقدرتها على تخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء تصل إلى 90 في المئة إذا احتاجت إلى ذلك.

وأكدت وكالة الطاقة الذرية أن إيران أحرزت تقدما في عملها على تخصيب اليورانيوم، على الرغم من اعتراضات القوى الغربية.

وتقول طهران إنها تطور وقودا لمفاعل أبحاث، إلا أن دولا غربية ترى في ذلك محاولة للحصول على معرفة عملية لإنتاج رؤوس حربية نووية، مصنوعة من مواد من معدن اليورانيوم.

وعلق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة على تقرير الوكالة مؤكدا أن البرامج والإجراءات النووية لبلاده، مطابقة تماما لمعاهدة حظر الانتشار النووي "أن.بي.تي" والتزاماتها في إطار اتفاقية الضمانات.

وقال خطيب زادة الأربعاء "خطوات إيران التخفيضية والتعويضية في ما يتعلق بالاتفاق النووي جرت في إطار الاتفاق النووي نفسه، ومثلما تم الإعلان عنه مرارا فإنها جاءت ردا على الانتهاك الواسع للاتفاق النووي والقرار الأممي 2231 من قبل الولايات المتحدة، وعدم الالتزام الكامل من قبل جميع أطراف الاتفاق الأخرى، خاصة الدول الأوروبية الثلاث، بالتزاماتها الواردة في الاتفاق".

وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحبت بشكل أحادي في مايو 2018 من الاتفاق، وردت عليه إيران بسلسلة انتهاكات لالتزاماتها.

وأعربت الولايات المتّحدة عن قلقها إزاء ما أعلنته الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخّرا من تصعيد إيران النووي ومضيها قدما في إنتاج اليورانيوم المخصّب، مطالبة طهران بالعودة إلى طاولة المفاوضات.

وبحسب تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، فإن إيران أنتجت مئتي غرام من اليورانيوم المعدني المخصّب بعدما كانت قد أعلنت في وقت سابق من هذا العام أنّها بدأت بإنتاج اليورانيوم المعدني لأغراض بحثية، وهو موضوع حسّاس لأنّ هذه المادة يمكن استخدامها في تصنيع أسلحة نووية.