إيرادات سوق الفنون تتخطى ما قبل الوباء

مبيعات الأعمال الفنية العالمية ارتفعت بنسبة ثلاثة في المئة خلال عام 2022 بمقارنة سنوية.
الأربعاء 2023/04/05
انتعاشة ملحوظة

جنيف - رصد المحللون زيادة في إيرادات سوق الفنون خلال العام الماضي متخطية مستويات ما قبل الأزمة الصحية، في منحى قد يعطي المزيد من التفاؤل لهذا القطاع لجني أموال أكثر خلال 2023.

وبحسب التقرير السنوي الصادر عن آرت بازل/يو.بي.أس الثلاثاء فقد نمت سوق الفنون بشكل طفيف العام الماضي مقارنة بعام 2021، في سياق اقتصادي ضبابي مع عودة الحرب في أوروبا، وبلغت قيمتها 67.8 مليار دولار.

وارتفعت مبيعات الأعمال الفنية العالمية بنسبة ثلاثة في المئة خلال عام 2022 بمقارنة سنوية، وتجاوزت مستوى ما قبل الجائحة في عام 2019، الذي تسبب في اضطراب السوق بشدة مثل بقية قطاعات الاقتصاد العالمي.

ويشير التقرير إلى أن “2022 يمكن وصفه بأنه عام الاختلاف”. وسجلت هذه السوق رابع أفضل نتيجة في تاريخها بعد 2011 بعوائد بلغت 18.5 مليار دولار، و2014 بعائدات عند 18 مليار دولار، و2021 الذي شهد طفرة كبيرة في المبيعات عبر الإنترنت بسبب الأزمة الصحية.

67.8

مليار دولار قيمة مبيعات القطاع في 2022 بارتفاع بنسبة 3 في المئة على أساس سنوي

وأتى نمو السوق مدفوعا خصوصا بمبيعات المنتجات الفاخرة، بينما انخفضت المبيعات في السوقين الصينية وهونغ كونغ بسبب السياسات المتشددة لمكافحة تفشي وباء كوفيد.

ومن ناحية أخرى، يؤكد التقرير أن “السوق الأميركية تعافت بقوة، لتحتل المرتبة الأولى مرة أخرى” في سوق الفنون العالمية.

ورغم الضبابية السائدة، “بقي هواة الجمع متمسكين بالسوق”، وفق الدراسة التي تشير إلى أن “هذا النمو الحذر بمواجهة الضبابية العميقة يشهد على قوة سوق الفنون ما بعد الجائحة، ويعطي مبررات للاقتناع بقدرتها على الصمود”.

ويلاحظ نواه هوروفيتز، المدير الإداري لمؤسسة آرت بازل التي تنظم أحد أكبر معارض الفن المعاصر في العالم وأقامت مقرا أيضا لها في باريس العام الماضي، أن الأرقام تتحسن على صعيد الفن الرقمي، رغم الانخفاض الحاد في العملات المشفرة التي كانت تعزز نتائج هذه الشريحة.

ويشير إلى أن “شعبية الفن الرقمي والأفلام والفيديو زادت بشكل كبير، من واحد في المئة من المبيعات في عام 2021 إلى خمسة في المئة بنهاية العام الماضي”.

ويقول هوروفيتز إن الفن الرقمي المدعوم من مبيعات تكنولوجيا أن.أف.تي وهي شهادات رقمية لتوثيق أصالة المحتوى عبر الإنترنت شهدت طفرة قوية قبل حوالي عامين، “مسؤول إلى حد كبير عن هذا التغيير ويظهر كيف تستمر السوق في التطور والتكيف”.

Thumbnail

لكنّ هذه السوق سجلت العام الماضي “اختلالا ظرفيا غير مسبوق بين آسيا، حيث شهدت انكماشا قويا، وبين الغرب حيث بلغت مستويات قصوى”، وفق ما قال رئيس آرت برايس تييري إيرمان لوكالة الصحافة الفرنسية.

ووصلت كثافة المبيعات في سوق المزادات الفنية إلى “مستوى تاريخي”، مع بيع 705 آلاف قطعة، في مقابل 672 ألف قطعة عام 2021.

وأوضح إيرمان أن قبل عشرين عاما، كانت إعادة بيع عمل فني تستغرق أشهرا عدة. أما اليوم، فيعاد بيعها في غضون أيام قليلة.

وأشار مسح أجرته مؤسسة آرت بازل إلى أن خلال العام الماضي، أنفق جامعو التحف الأثرياء مبالغ تفوق تلك التي أنفقوها قبل الجائحة، ويتطلعون بإيجابية إلى عام 2023، “مع خطط إنفاق قوية”.

وتوقع 77 في المئة من الأثرياء الذين استطلعت آراؤهم نمو السوق، وأبدى معظمهم نية لشراء الأعمال الفنية في العام الحالي.

11