إي.إي تطلق الجيل الخامس في بريطانيا بلا هواوي

هواوي تنقل معركتها مع واشطن إلى القضاء الأميركي لإبطال الحظر الذي أصدرته إدارة ترامب بدعوى أنها لم تقديم أي دليل يبرر القيود "غير الدستورية" التي تستهدف الشركة.
الجمعة 2019/05/31
استخدام معدات هواوي والاستغناء عن هواتفها

اتسعت مظاهر الابتعاد عن شركة هواوي الصينية وتُرجمت إلى أرض الواقع بإعلان شركة إي.إي البريطانية إطلاق شبكة الجيل الخامس للاتصالات دون طرح الهواتف الذكية التي تنتجها الشركة الصينية.

لندن - أصبحت شركة الاتصالات البريطانية إي.إي أمس أولى شركة تطلق شبكة إنترنت الجيل الخامس الفائقة السرعة في البلاد، لكنها اكتفت بنشر الخدمة في 6 مدن فقط هي لندن ومانشستر وبرمنغهام وإدنبرة وبلفاست وكارديف.

وكان من أبرز ملامح الخطوة هو استبعاد الهواتف الذكية التي تنتجها شركة هواوي، بسبب غموض مستقبل حظر التعامل معها من قبل الولايات المتحدة.

لكن إي.إي استخدمت معدات للبنية التحتية لشبكة إنترنت الجيل الخامس التي تنتجها المجموعة الصينية، في دليل على صعوبة الاستغناء عن معدات هواوي، التي تنفرد في صدارة الشركات المصنعة لتلك المعدات.

وقالت إي.إي التابعة لمجموعة الاتصالات البريطانية العملاقة “بي.تي” في بيان إنها سوف تطلق خدمة الجيل الخامس للاتصالات في مدن أخرى في وقت لاحق.

ويجد بعض المحللين في محدودية الإطلاق علامة على حذر إي.إي من توسيع الاعتماد على معدات هواوي خشية اتساع أزماتها في خضم الحرب التجارية المستعرة بين الولايات المتحدة والصين.

نحو الاستغناء عن معدات هواوي
استخدام معدات هواوي والاستغناء عن هواتفها

وأعلنت شركات أوروبية وبريطانية ويابانية عن مقاطعة هواوي في أعقاب وضعها من قبل الإدارة الأميركية في لائحة سوداء، تحظر تعامل الشركات الأميركية معها.

وتنتظر اتضاح آفاق الحظر، لمعرفة مستقبل العلاقة مع هواوي، خاصة بعد أن لوح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين يشمل مستقبل العلاقة مع هواوي.

وتوفر شبكات اتصالات الجيل الخامس المتطورة إمكان نقل البيانات بشكل شبه فوري ما يعني أنها ستتحول إلى عصب الاقتصاد العالمي في قطاعات استراتيجية على غرار الطاقة والنقل والصيرفة والرعاية الصحية.

وأعلنت إي.إي في الأسبوع الماضي أنها ستوفر شبكتها من الجيل الخامس لزبائنها، لكنها لن تبيع هواتف هواوي التي تستخدم تقنية الجيل الخامس مثل ميت 20 اكس 5 جي، بسبب تداعيات حرمانها من البرامج الأميركية وخاصة تحديثات نظام التشغيل أندرويد الذي تنتجه غوغل.

بدورها، ستطلق منافسة “إي.إي” في بريطانيا “فودافون” خدماتها المرتبطة بالجيل الخامس في 3 يوليو المقبل في سبع مدن بريطانية، لكنها جمدت أيضا بيع هواتف هواوي “ميت 20 إكس 5 جي” الذكية.وتواجه هواوي رفضا في أوساط بعض الأسواق الغربية على خلفية المخاوف من إمكان تجسس بكين على الاتصالات ونجاحها في الوصول إلى بنى تحتية مهمة في حال سُمح لها بتطوير شبكات الجيل الخامس التي تتيح نقل البيانات عبر الهواتف الذكية بشكل فوري.

وتنفي الشركة الصينية الاتهامات الموجهة إليها. وقد عرضت على دول الاتحاد الأوروبي توقيع اتفاقات عدم تجسس لطمأنتها على سلامة استخدام معداتها.

وتتركز المشكلة الكبرى في قرار مجموعة غوغل الأميركية العملاقة فصل أجهزة هواتف هواوي عن بعض الخدمات على نظام تشغيل أندرويد، رغم أن هواوي ستتمكن من مواصلة النسخة المفتوحة المصدر من ذلك النظام.

ونقلت هواوي هذا الأسبوع معركتها مع واشطن إلى القضاء الأميركي لإبطال الحظر الذي أصدرته إدارة ترامب بدعوى أنها لم تقديم أي دليل يبرر القيود «غير الدستورية» التي تستهدف الشركة.

وأكدت أنها قدّمت طلبها لدى المحكمة باللجوء إلى القضاء المستعجل، ما يعني أنّ الحكم في هذه القضية سوف يصدر عن قاض منفرد وبالتالي لن تضطر هواوي لخوض محاكمة كاملة.

وقال المسؤول القانوني في الشركة سونغ ليوبينغ إن «الإدارة الأميركية لم تقدم دليلا يظهر أن هواوي تمثل تهديدا للأمن وأن «القضاء هو الملجأ الأخير لتحقيق العدالة وأن هواوي تثق بنزاهة القضائي الأميركي».

10