إنهاء عمالة الأطفال مهمّة شاقة تنتظر إثيوبيا قبل 2025

أديس أبابا - تواجه إثيوبيا مهمة شاقة للوفاء بالموعد النهائي للأمم المتحدة للقضاء على عمالة الأطفال بحلول عام 2025، حيث لا يزال الملايين من الأطفال يعملون في مختلف القطاعات في الدولة غير الساحلية الواقعة في القرن الأفريقي.
وقبيل اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال، الذي يوافق الثاني عشر من يونيو من كل عام، قال الباحث في علم النفس الاجتماعي إنديشو يماني إن “عدد الأطفال العاملين في البلاد ينذر بالخطر”.
وأضاف يماني “وفقا لنتائج المسح الوطني لعمل الأطفال لعام 2018، يعمل ما يقرب من 16 مليون طفل من سن 5 إلى 17 عاما”.
وألزمت أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة جميع الدول الأعضاء بالقضاء على عمل الأطفال “بجميع أشكاله” بحلول عام 2025.

جاي رايدر: لا بد من معالجة الأسباب الجذرية لعمالة الأطفال
وفي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وغيرها من المراكز الحضرية الإقليمية، يُشاهد أطفال من الذكور والإناث يعملون في تلميع الأحذية وبيع الخبز الإثيوبي التقليدي، والعلكة.
وأشار يماني إلى أن “أسوأ أشكال عمالة الأطفال هو الاتجار بالفتيات في العاصمة الإثيوبية ومدن أخرى، حيث ينتهي بهن المطاف إما في صناعة الجنس، أو كعاملات منازل بأجرة زهيدة”.
وقال رئيس قسم حماية حقوق الأطفال في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الإثيوبية بيليت دانغ إن “الأعمال الخطرة والاستغلالية، التي يقوم بها القُصّر، تؤثر سلبا على رفاهيتهم وحياتهم بشكل عام”.
وأوضح المسؤول الإثيوبي أن حكومة بلاده وضعت الحد الأدنى لسن العمل ليكون 15 عاما، والحد الأدنى لسن العمل الخطر بـ18 عاما.
وأضاف أن البلاد “حظرت أيضا العمل القسري، والاستغلال الجنسي للأطفال، وصادقت على الاتفاقيات الدولية بشأن عمالة الأطفال”.
واختتم دانغ “نعمل على زيادة الوعي العام، ولدينا خطة لخلق فرص العمل، إلا أن الأطفال استمروا في التدفق على المدن بحثا عن عمل”.
وقال أيالو ديستا (13 عاما) عامل قطع خردة، إنه يعمل من الفجر حتى الغسق لإعالة أسرته وأمه المريضة.
160
مليون طفل، أي ما يقرب من واحد من كل عشرة أطفال في جميع أنحاء العالم، لا يزالون معرضين لعمالة الأطفال
وأضاف “في معظم الحالات، أكسب حوالي دولارين في الأسبوع، وإذا طلبت أجرا عادلا، يسيء المشترون إليّ، ويضربونني أحيانا”.
أما أنيماوو بيسوفيكاد (12 عاما) الذي يبيع تذاكر اليانصيب في الشوارع على مدار العامين الماضيين، فقد أجبره والده على العمل لإعالة الأسرة.
وقال بيسوفيكاد “أكسب لقمة العيش وأعيل عائلتي الفقيرة، لكن بيع تذاكر اليانصيب في أديس أبابا هو عمل محفوف بالمخاطر”.
وأضاف “في مناسبات عديدة، تعرضت أنا والعديد من الأصدقاء للسرقة والإيذاء”.
ويرى دانغ ويماني أن “الفقر هو العامل الأساسي الذي يدفع الأطفال إلى سوق العمل”.
ورغم أن البنك الدولي قال إن اقتصاد إثيوبيا هو أحد أسرع الاقتصادات نموا في المنطقة، حيث حقق نموا بنسبة 6.3 في السنة المالية 2020 – 2021، إلا أن ما يقرب من 29 في المئة من أصل 120 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر.
وأوضح يماني أن “النزاعات، والعدد الكبير من الأطفال، والتفكك الأسري هي عوامل أخرى تساهم في المشكلة”.
وقال رئيس قسم حماية حقوق الأطفال في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الإثيوبية بيليت دانغ “رغم بحث الخبراء ومسؤولي وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إمكانية القضاء على عمالة الأطفال بحلول عام 2025، إلا أن حجم المشكلة وبطء التقدم في الحد من محنة الضحايا يجعلان من الصعب على حكومة البلاد الالتزام بالموعد النهائي”.
الحكومة الإثيوبية وضعت الحد الأدنى لسن العمل ليكون 15 عاما، والحد الأدنى لسن العمل الخطر بـ18 عاما
ويرى يماني أنه “من المستحيل القضاء على عمالة الأطفال خلال ثلاث سنوات، إنما الإجراء الممكن تطبيقه حاليا هو مساعدة الأطفال في السوق”.
وحذر تقرير لمنظمة العمل الدولية أن 160 مليون طفل، أي ما يقرب من واحد من كل عشرة أطفال في جميع أنحاء العالم، لا يزالون معرضين لعمالة الأطفال، لافتا إلى أن الأرقام آخذة في الارتفاع. وأن جائحة كورونا تهدد بارتفاع عمالة الأطفال بشكل خاص في الفئة العمرية من 5 إلى 11 سنة.
وجاء ذلك على خلفية انعقاد المؤتمر العالمي للقضاء على عمالة الأطفال للمرة الأولى في أفريقيا وهي المنطقة ذات الأعداد الأعلى في عمالة الأطفال والتي تشهد أبطأ تقدم في التخلص من هذه الظاهرة.
ووفق العمل الدولي تتم معظم هذه العمالة في القارة حوالي 70 في المئة، في مجال الزراعة، وغالبا في الأماكن التي يعمل فيها الأطفال جنبا إلى جنب مع أسرهم.
وقال المدير العام لمنظمة العمل الدولية جاي رايدر “لا بد من معالجة الأسباب الجذرية لعمالة الأطفال مثل الفقر الأسري، ويجب أن يكون هدفنا عدم تضرر أي طفل في أي مكان، لا يمكننا أن نرتاح حتى يحدث ذلك”.
وحث أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على مضاعفة الجهود لحماية الأطفال من الاستغلال.
وكتب غوتيريش على موقع تويتر الأحد “ليس لعمالة الأطفال مكان في عالم اليوم، ولكنها للأسف تبقى واقعا لـ160 مليون طفل”.
ولفتت الأمم المتحدة إلى أن القضاء على عمالة الأطفال يتطلب سياسات فعالة لتعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية والتعليم وفرص العمل اللائق للآباء، ومقدمي الرعاية لمعالجة الظروف التي تدفع إلى عمالة الأطفال.
وتحتل أفريقيا المرتبة الأولى في ما يتصل بعدد الأطفال الملتحقين بأعمال، حيث يصل عددهم إلى 72 مليون طفل.
وتحتل منطقة آسيا والمحيط الهادئ المرتبة الثانية حيث يصل العدد إلى 62 مليون طفل.