إنفيديا تطلق رقائق ذكاء اصطناعي جديدة أرخص للصين

وحدة معالجة الرسومات (جي.بي.يو) ستكون جزءا من أحدث جيل من معالجات الذكاء الاصطناعي من إنفيديا والمبنية على معمارية بلاكويل.
الثلاثاء 2025/05/27
الصين لا تزال سوقا ضخمة لشركة إنفيديا

بكين/تايبيه - كشفت مصادر مطلعة الاثنين أن شركة إنفيديا ستطلق شريحة ذكاء اصطناعي جديدة في الصين بسعر أقل بكثير من طراز أتش 20 الذي تم تقييده مؤخرا، وتخطط لبدء الإنتاج الضخم في يونيو.

وستكون وحدة معالجة الرسومات (جي.بي.يو) جزءا من أحدث جيل من معالجات الذكاء الاصطناعي من إنفيديا والمبنية على معمارية بلاكويل.

ومن المتوقع أن يتراوح سعرها بين 6500 و8 آلاف دولار أميركي، وهو أقل بكثير من سعر أتش 20 الذي يتراوح بين 10 آلاف و12 ألف دولار أميركي، وفقا لمصدرين. ويعكس انخفاض السعر ضعف مواصفاتها ومتطلبات تصنيعها البسيطة.

وأضاف المصدران أن الشريحة ستعتمد على معالج الرسومات آر.تي.إكس برو 6000 دي من إنفيديا، وهو معالج رسومات من فئة الخوادم، وستستخدم ذاكرة جي.دي.دي.آر 7 التقليدية بدلا من ذاكرة النطاق الترددي العالي الأكثر تطورا.

وتقول الشركة إنها لن تستخدم تقنية التغليف المتطورة “رقاقة على رقاقة على ركيزة” من شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات.

نوري تشيو: التقنيات الصينية ستدمج أداء الحوسبة الأقل تطورا
نوري تشيو: التقنيات الصينية ستدمج أداء الحوسبة الأقل تطورا

ولم يُعلن سابقا عن سعر الشريحة الجديدة أو توقيت إنتاجها أو تفاصيل حول الخطوة. ورفضت المصادر الثلاثة التي تحدثت إليها رويترز الكشف عن هويتها لعدم امتلاكها تصريحا بالتحدث إلى وسائل الإعلام.

وصرح متحدث باسم إنفيديا بأن الشركة لا تزال تُقيّم خياراتها “المحدودة”. وأضاف “إلى أن نستقر على تصميم منتج جديد ونحصل على موافقة الحكومة الأميركية، سنكون فعليا خارج سوق مراكز البيانات الصينية البالغة قيمتها 50 مليار دولار.”

ولا تزال الصين سوقا ضخمة لشركة إنفيديا، حيث استحوذت على 13 في المئة من مبيعاتها في السنة المالية الماضية.

وهذه هي المرة الثالثة التي تضطر فيها إنفيديا إلى تصميم وحدة معالجة رسومية لثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد قيود فرضتها السلطات الأميركية التي تسعى جاهدة لعرقلة التطور التكنولوجي الصيني.

ومن المتوقع أن تحافظ وحدة معالجة الرسومات الجديدة من إنفيديا، رغم ضعف قدرتها الحاسوبية مقارنة برقاقة أتش 20، على قدرتها التنافسية رغم فقدانها حصة كبيرة بسبب قيود التصدير أمام منافسها الرئيسي في الصين هواوي، المنتجة لشريحة أسكيند 910 بي.

وصرح نوري تشيو، الخبير في أشباه الموصلات ومدير الاستثمار في شركة وايت أوك كابيتال بارتنرز السنغافورية “من المتوقع أن تلحق التقنيات الصينية المحلية، مثل هواوي، بأداء الحوسبة للإصدارات الأقل تطورا في غضون عام إلى عامين.”

وأضاف أن “ميزة إنفيديا المتبقية تكمن في قدرتها على دمج مجموعات الذكاء الاصطناعي مع منصة سي.يو.دي.أي الخاصة بها.”

ويستخدم مهندسو هندسة البرمجة في الشركة سي.يو.دي.أي لبناء نماذج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي على وحدات معالجة الرسومات الخاصة بها. واستخدامها الواسع والنظام البيئي المبني عليها يجعلان المطورين حريصين على الاستمرار مع إنفيديا.

ومع ذلك، صرّح نيكولاس غودوا، رئيس أبحاث التكنولوجيا بآسيا في بنك يو.بي.أس السويسري، بأن وحدة معالجة الرسومات الجديدة ذات الذاكرة التقليدية لن تكون كافية لبعض استخدامات تدريب الذكاء الاصطناعي والاستدلال.

وانخفضت حصة إنفيديا في الصين من 95 في المئة قبل عام 2022، عندما بدأت قيود التصدير الأميركية التي أثرت على منتجاتها، إلى 50 في المئة حاليا، وفقا لما صرّح به الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جنسن هوانغ، للصحافيين في تايبيه الأسبوع الماضي.

إنفيديا تُطوّر شريحة أخرى بهندسة بلاكويل للصين، ومن المقرر أن يبدأ إنتاجها في وقت مبكر من سبتمبر

كما حذّر هوانغ من أنه في حال استمرار قيود التصدير الأميركية، سيزداد عدد العملاء الصينيين الذين سيشترون شرائح هواوي.

ووفقا لمصدرين تحدثا لرويترز، تُطوّر إنفيديا أيضا شريحة أخرى بهندسة بلاكويل للصين، ومن المقرر أن يبدأ إنتاجها في وقت مبكر من سبتمبر. ولم تتمكن رويترز من معرفة مواصفات هذه الشريحة فورا.

وبعد أن حظرت الولايات المتحدة شريحة أتش 20 فعليا في أبريل، فكرت إنفيديا في البداية في تطوير نسخة مُخفّضة من أتش 20 للصين، وفقا لمصادر، لكن هذه الخطة لم تُفلح.

وأكّد هوانغ أن بنية هوبر القديمة للشركة، التي تستخدمها شريحة أتش 20، لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من التعديلات في ظل قيود التصدير الأميركية الحالية.

وأفادت شركة الوساطة الصينية جي.أف سيكيوريتيز في مذكرة نُشرت الأسبوع الماضي أنه من المرجح أن يُطلق عليها اسم دي 6000 أو بي 40، على الرغم من أنها لم تكشف عن السعر أو تُشير إلى مصادر المعلومات.

وأجبر حظر أتش 20 إنفيديا على شطب 5.5 مليار دولار من مخزونها، وصرح هوانغ لبرنامج “ستراتشري” الأسبوع الماضي أن الشركة اضطرت أيضا إلى التخلي عن مبيعات بقيمة 15 مليار دولار.

وفرضت قيود التصدير الأخيرة قيودا جديدة على عرض النطاق الترددي لذاكرة وحدة معالجة الرسومات، وهو مقياس أساسي لقياس سرعات نقل البيانات بين المعالج الرئيسي وشرائح الذاكرة.

وتُعد هذه القدرة مهمة بشكل خاص لأحمال عمل الذكاء الاصطناعي التي تتطلب معالجة بيانات مكثفة.

ويُقدر بنك جيفريز الاستثماري أن اللوائح الجديدة تُحدد عرض النطاق الترددي للذاكرة عند 1.7 – 1.8 تيرابايت في الثانية. وهذا يُقارن بنحو 4 تيرابايت في الثانية التي تستطيع أتش 20 تقديمها.

وتتوقع شركة جي.أف سيكيوريتيز أن تصل وحدة معالجة الرسوميات الجديدة إلى سرعة تبلغ حوالي 1.7 تيرابايت في الثانية باستخدام تكنولوجيا ذاكرة جي.دي.دي.آر 7، وهو ما يقع ضمن حدود مراقبة التصدير.

11