نيويورك - تفوّقت إنفيديا الأميركية العملاقة لأشباه الموصلات على شركة أبل لتصبح الشركة الأعلى قيمة في العالم للمرة الثانية في غضون أربعة أشهر، مع مواصلة تأثر بورصة “وول ستريت” بطفرة الذكاء الاصطناعي.

وارتفع سعر سهم الشركة في تداولات يوم الثلاثاء بنسبة 2.9 في المئة، ليصل إلى 139.93 دولار، مما رفع قيمتها إلى 3.43 تريليون دولار، متقدمة على أبل البالغة قيمتها 3.38 تريليون دولار.

وتضاعفت أسهم إنفيديا ثلاث مرات تقريبا خلال عام 2024، حيث أظهر المستثمرون ثقة مستمرة في قدرة الشركة على الحفاظ على معدل نمو سريع من وحدات معالجة الرسومات، أو وحدات معالجة الرسومات، ومكانة قيادية في سوق الذكاء الاصطناعي.

وصعدت أسهم أبل بنحو 17 في المئة هذا العام، رغم أن محللين يقولون إن الإصدار الأخير لمجموعة ميزات أنتليجنس لأجهزة آيفون يمكن أن تزيد المبيعات وتضع الشركة في مكانة قيادية في “الذكاء الاصطناعي الحافة”، والذي يعتمد بشكل أقل على الخوادم القائمة على وحدات معالجة الرسومات.

وإنفيديا هي المورد المهيمن لوحدات معالجة الرسومات، والتي تُستخدم لتطوير ونشر برامج الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل تشات جي.بي.تي التي طورتها شركة أوبن أي.آي ونظام جيميناي من غوغل.

وبعملية حسابية ارتفع سهمها الآن بأكثر من 2700 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية، وتضاعفت الإيرادات بأكثر من الضعف في كل من الأرباع الخمسة الماضية، وتضاعفت ثلاث مرات في ثلاثة منها.

وكانت إنفيديا قد أصبحت في يونيو الماضي أكبر شركة تجارية في العالم بعدما انضمت إلى نادي الثلاثة تريليونات دولار، مع العلم أنها احتفظت بالرقم القياسي ليوم واحد فقط. وتتخطّى قيمتها حاليا قيمتي أمازون وميتا مجتمعتين.

وتعتبر أبل أول شركة تصل إلى قيمة تبلغ تريليون دولار ومن ثم تريليوني دولار، وهي في المرتبة الثانية من حيث القيمة الآن.

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت الشركة زيادة بنسبة 6 في المئة في الإيرادات للربع الأخير من العام المالي المنتهي في شهر سبتمبر الماضي، لكنّها أشارت إلى نمو أضعف مما توقعه المحللون في الفترة الحالية. ومن المقرر أن تعلن إنفيديا عن نتائجها في وقت لاحق هذا الشهر.

وينظر بعض المستثمرين إلى أبل على أنها متخلفة عن شركات التكنولوجيا ذات الوزن الثقيل الأخرى، حيث يسارعون إلى بناء ميزات الذكاء الاصطناعي في منتجاتهم وخدماتهم.

وبالنسبة إلى مايكروسوفت التي احتلت المرتبة الثالثة بقيمة تقترب من 3.1 تريليون دولار، فتعد زبونا رئيسيا لوحدات معالجة الرسومات إنفيذيا لتغذية شراكتها مع أوبن أي.آي بالإضافة إلى طموحات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

واستثمرت كبرى شركات التكنولوجيا في العالم العشرات من المليارات في تقنية الذكاء الاصطناعي القوية لإنفيديا التي تأسست في 1991 لإنتاج رقائق لتشغيل الألعاب ثلاثية الأبعاد، حيث تعد العنصر المركزي لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية.

وستنضم إنفيديا الجمعة المقبل إلى مؤشر داو جونز إنداستريال أفريدج، مما يؤكد التقدم الكبير للشركة التي ارتفع سعر سهمها بأكثر من 850 في المئة منذ نهاية عام 2022 عندما أثار إصدار تشات جي.بي.تي سباقا في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وعلى مدار العقد الماضي، اكتشف الباحثون أن نفس تصميمات شرائح إنفيديا التي يمكنها تقديم مضلعات ورسومات الكمبيوتر كانت مثالية لنوع المعالجة المتوازية اللازمة للذكاء الاصطناعي. ثم طورت برامج ورقائق أكثر قوة خصيصا للذكاء الاصطناعي.