إنشاء أول شركة مصرية لتجارة الكربون في الأسواق الأفريقية

القاهرة - انضمت مصر الأحد إلى موجة الدول التي دخلت سباق تجارة الكربون وتداوله، وذلك بالتزامن مع افتتاح قمة المناخ (كوب 27)، والتي يحتضنها منتجع شرم الشيخ على مدار 12 يوميا.
ودخلت الشركة القابضة لتنمية الأسواق المالية التابعة للبورصة المحلية والبنك الزراعي ومجموعة ليبرا كابيتال في شراكة لإنشاء أول كيان مصري يستهدف تداول البصمة الكربونية وخاصة في الأسواق الأفريقية.
ومن المتوقع أن تقوم الشركة الناشئة بتطوير وإدارة وإصدار شهادات الكربون والتي تستهدف التعاون مع المشاريع المحلية والإقليمية كافة، سواء من القطاع الخاص أو الحكومة.
وأوضح محمود محيي الدين رائد المناخ للرئاسة المصرية لقمة كوب 27 أنَّ حجم التعامل المرتبط بعقود الكربون يتزايد بمقدار 20 ضعفاً سنويا، لكنه يرى أنه يجب أن يكون هناك حد أدنى للسعر في دول أفريقيا.
وبرر ذلك بوجود تشوّه وتباين في الأسعار، حيث “نجدها مرة بين 2 و3 دولارات للطن، وأحياناً أُخرى بين 80 و100 دولار للطن”، وأنه في حال ضبط هذا المعطى فإن السوق في القارة ستنشط بشكل أكبر.
ويختلف سعر طن ثاني أكسيد الكربون تماما من نظام لآخر، إذ يبلغ 32 دولارا في نظام تبادل الحصص الأوروبية، و17 دولارا في كاليفورنيا، في حين حدد سعر ضرائب الكربون في بولندا بنحو 0.08 دولار، بينما في السويد يعد الأعلى سعرا بنحو 121 دولارا.
ويشير خبراء معهد الاقتصاد للمناخ إلى أن قرابة 75 في المئة من الانبعاثات المنظمة بضريبة الكربون تتم تغطيتها بسعر يقل عن 10 دولارات.
ولم يتم الإفصاح عن أي تفاصيل مالية أو تنظيمية للشركة الجديدة أو موعد بدء عملها أو حتى تكلفة تأسيسها من حيث رأس المال.
وأشار رامي الدكاني رئيس مجلس إدارة البورصة على هامش توقيع الشراكة إلى أنَّ الاتفاق الإطاري لتأسيس الشركة التي سيشمل نشاطها أيضاً السوق الإقليمية، يستهدف إيجاد آفاق جديدة للتعاون على الصعيدين القاري والإقليمي لتشجيع الاستثمار الأخضر.
وقال إن ذلك “سيعمل على تنويع الخيارات أمام المستثمرين، خاصة وأن هذا المشروع المشترك يندرج ضمن جهود البورصة لتطوير منصة طوعية أفريقية لتداول شهادات أرصدة الكربون”.
ويدرك الخبراء المتخصصون في المناخ ضرورة التقاط كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الهواء في العالم للوصول الى الحياد الكربوني خلال العقود الثلاثة المقبلة، لأن الحد من انبعاثات غازات الدفيئة لن يكون كافيا.
واعتبر مدير ليبرا كابيتال شريف الجبلي أن تأسيس أول كيان لإدارة وتطوير سوق المنتجات البيئية والكربون في مصر يعزز الجهود في مجال الطاقة الخضراء وخفض الانبعاثات والحفاظ على البيئة.
وأشار إلى أن شركة إنارة التابعة لشركته نفذت العديد من محطات الطاقة الشمسية داخل مصر، وأنه يجري التشاور حاليا بشأن تنفيذ مشاريع أخرى.
75
في المئة من الانبعاثات المنظمة بضريبة الكربون تتم تغطيتها بسعر يقل عن 10 دولارات
ويراقب خبراء تزايد جنوح شركات القطاع الخاص ولاسيما الكيانات الناشئة إلى استكشاف فرص تثبيت أقدامها في سوق تجارة البصمة الكربونية والتي باتت أحد الاتجاهات الرئيسية لتقليل الانبعاثات الضارة الناتجة بالخصوص عن الصناعات المستهلكة للوقود.
وأكد محيي الدين أن عدداً كبيراً من المؤسسات يدعم مبادرة السوق الأفريقية للكربون لوضع المعايير والقواعد والنظم الرقابية، وتطويع القواعد الدولية في أسواق الكربون للاحتياجات الأفريقية.
ولفت إلى أنَّ أوروبا هي الأفضل في المعايير والنشاط في مجالات أسواق الكربون، واستفادت منها الصين وطوّعتها لاحتياجاتها.
وخلال السنوات القليلة الماضية انضمت العديد من الشركات حول العالم إلى السباق المحتدم حول سوق الكربون وطالت قطاعات عديدة مثل الطيران وشركات النقل البحري ناهيك عن مجال تصنيع السيارات الصديقة للبيئة.
ووفق البنك الدولي، فإن هذه المبادرات المحلية أو الإقليمية القائمة أو تلك التي سيتم إنشاؤها في المستقبل تغطي فقط 20 في المئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم.