إندونيسيا تمنع إجبار الفتيات على ارتداء الحجاب في المدارس

الحكومة الإندونيسية تقرر فرض عقوبات على المدارس في حال لم تلتزم بقرار إنهاء إجبارية الحجاب وتعتبر أن اللباس الديني خيار شخصي ولا يمكن جعله إلزاميا.
السبت 2021/02/06
خطوة إيجابية باتجاه حماية حقوق المرأة

جاكرتا- منعت إندونيسيا المدارس من إجبار الفتيات على ارتداء الحجاب، بعدما أثارت قضية تلميذة مسيحية أرغمت على تغطية شعرها غضبا في أكبر دولة مسلمة في العالم.

ورحب نشطاء في مجال حقوق الإنسان الجمعة بهذا القرار، مؤكدين أن الفتيات غير المسلمات يرغمن منذ سنوات على وضع الحجاب في المناطق المحافظة من البلاد.

وستواجه المدارس الرسمية في الأرخبيل الواقع في جنوب شرق آسيا والذي يبلغ عدد سكانه 270 مليون نسمة، عقوبات في حال لم تلتزم بقرار وزير التعليم نديم مكارم.

وقال الوزير إن اللباس الديني خيار شخصي ولا يمكن للمدارس جعله “إلزاميا”، بينما أكد أندرياس هارسونو الباحث في منظمة هيومن رايتس ووتش في جاكرتا أن “المرسوم خطوة إيجابية باتجاه حماية حقوق المرأة في إندونيسيا”.

وأضاف هارسونو أن المدارس الرسمية أجبرت الملايين من الفتيات والنساء من المعلمات على وضع الحجاب، ما أثار حالات من “التنمر والترهيب والضغط الاجتماعي وفي بعض الأحيان الطرد أو الإرغام على الاستقالة” في حال عدم الالتزام.

الإجراءات الجديدة لن تطبق في إقليم أتشيه المحافظ الذي يتمتع بحكم ذاتي ويطبق الشريعة الإسلامية

ويسود قلق من تزايد التعصب الديني في البلاد التي يشكّل المسلمون 90 في المئة من سكانها.

وأثارت قضية الحجاب جدلا واسعا بعدما أجبرت فتاة مسيحية في بادنغ في سومطرة في غرب البلاد على تغطية رأسها، لكن الفتاة رفضت ثم سجل والداها بشكل سري لقاء مع مسؤول في المدرسة شدد على أن قواعد المؤسسة تتطلب من كل الفتيات وضع الحجاب بغض النظر عن ديانتهن.

وأصدرت المدرسة اعتذارا بعدما انتشر هذا الفيديو على نطاق واسع، فيما وصف وزير الشؤون الدينية ياقوت شوليل كوماس ما حصل في سومطرة بأنه “جزء بسيط مما يحصل”. وقال كوماس “لا يجب أن يكون الدين سبب خلاف أو مبررا لفعل غير عادل تجاه من يملكون معتقدات مختلفة”.

ولن تطبق الإجراءات الجديدة في إقليم أتشيه المحافظ الذي يتمتع بحكم ذاتي ويطبق الشريعة الإسلامية ومنها الفصل بين الجنسين في المدارس.

وأتشيه هو الإقليم الوحيد في إندونيسيا التي تقطنها أغلبية مسلمة، الذي يطبق تفسيرا صارما لأحكام الشريعة الإسلامية، ما يجعله على خلاف مع الأقاليم الأخرى التي تلتزم فيها الأغلبية الكبيرة من الناس بشكل وسطي للإسلام.
وتعتبر إندونيسيا دولة ديمقراطية تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم، وهي رسميا علمانية ومعروفة منذ فترة طويلة بالتسامح، لكن خلال 22 عاما منذ الإطاحة بالدكتاتور سوهارتو، تحولت البلاد بشكل متزايد نحو إسلام أكثر محافظة.

وسنت الحكومات المحلية أكثر من 600 إجراء لفرض تعاليم الشريعة، بما في ذلك إلزام النساء بارتداء الحجاب لإخفاء شعرهن.
وكانت أقلية صغيرة من المسلمين تبنت وجهات نظر متطرفة ونفذ بعضها تفجيرات قاتلة، بما في ذلك هجوم كنيسة سورابايا عام 2018 الذي أودى بحياة العشرات من المارة.

الفتيات غير المسلمات يرغمن منذ سنوات على وضع الحجاب في المناطق المحافظة
الفتيات غير المسلمات يرغمن منذ سنوات على وضع الحجاب في المناطق المحافظة 

وكانت من ضمن الانتحاريين امرأة، مما دفع بالعديد من الإندونيسيين إلى الحذر من النساء اللواتي يرتدين النقاب الذي يخفي كامل الجسد بما في ذلك الوجه.

ودفعت المخاوف من ارتباط النقاب بالإرهاب وزير الشؤون الدينية الإندونيسي السابق فخرول الرازي، وهو جنرال سابق بالجيش، إلى الدعوة إلى حظر ارتداء النقاب للموظفين والزائرين في المباني الحكومية.

ويرى سيدني جونز، الخبير البارز في شؤون الإرهاب في جنوب شرقي آسيا، أنه من المهم التمييز بين المتطرفين الذين يشكلون تهديدا وأتباع الجماعات الإسلامية المحافظة التي تروج لأسلوب حياة إسلامي تقليدي، مثل جماعة التبليغ.

ويؤكد جونز، مدير معهد تحليل السياسات للنزاع ومقره جاكرتا “يجري الخلط بينهم وبين المتطرفين بسبب ملابسهم، لكنهم ضد العنف، فهم مثال لكيف يمكن أن يكون اللباس مضللا”.

5