إنجلترا تخطط لإنهاء مغامرة الدنمارك في المربع الأخير

منتخب إنجلترا يحلم  ببلوغ نهائي أول بطولة كبرى منذ مونديال 1966 على أرضه فيما تعتزم الدنمارك الاستفادة من التبديلات الخمس للحفاظ على نسق القوة المرتفع.
الأربعاء 2021/07/07
خطوات متباينة

يلتقي المنتخب الإنجليزي مع نظيره الدنماركي الأربعاء على ملعب ويمبلي في لندن، في المباراة الثانية للدور نصف النهائي من بطولة كأس أمم أوروبا. وتسعى إنجلترا إلى بلوغ نهائي أول بطولة كبرى منذ مونديال 1966 على أرضها وفي ويمبلي أيضا، عندما توج باللقب على حساب ألمانيا الغربية بعد التمديد.

لندن- رفعت إنجلترا مستوى التوقعات وتحشد جماهيرها الأربعاء على ملعب ويمبلي في محاولة لإيقاف القصّة الجميلة-الصادمة للدنمارك، في نصف نهائي كأس أوروبا.

وسيحظى منتخب الأسود الثلاثة بحصة الأسد من الجماهير المسموح بدخولها إلى ملعب ويمبلي في لندن والبالغة 60 ألفا من أصل 90 ألف متفرج، بسبب بروتوكول فايروس كورونا، إذ أشارت الصحف الدنماركية إلى حصول جاليتها على حصة 8 آلاف متفرج.

وخاضت إنجلترا بطولة مثالية حتى الآن، ففازت أربع مرات وتعادلت مرة دون أن تهتز شباك الحارس جوردان بيكفورد، لتصبح أول منتخب يحافظ على نظافة شباكه في أول خمس مباريات من البطولة القارية.

هاري ماغواير: ربما سنكون ضد الدنمارك أكثر ثقة من مواجهة كرواتيا

يحلم الإنجليز ببلوغ نهائي أول بطولة كبرى منذ مونديال 1966 على أرضهم وفي ويمبلي أيضا، عندما توجوا باللقب على حساب ألمانيا الغربية بعد التمديد. لكن آخر نصف نهائي خاضه الإنجليز في مونديال روسيا 2018 لم يكن ورديا، فقد سقطت تشكيلة المدرب غاريث ساوثغيت أمام الفورة الكرواتية، ثم اكتفت بمركز رابع أمام بلجيكا.

قال قائد مانشستر يونايتد هاري ماغواير “ربما سنكون ضد الدنمارك أكثر ثقة من مواجهة كرواتيا”.  وأضاف قلب الدفاع “آنذاك كنا قد غبنا طويلا عن المباريات نصف النهائية، ولم تكن الثقة موجودة. أنا متأكد من أن الجماهير تثق بنا أكثر الآن”. وعوّلت إنجلترا في بداية البطولة على نجاعة رحيم سترلينغ الذي عوّض صيام هاري كاين، قبل أن ينجح هداف المونديال الأخير في استعادة مستوياته في الأدوار الإقصائية.

واستهلت إنجلترا التي لم تتوّج في تاريخها باللقب القاري، مشوارها بفوز على كرواتيا بهدف، ثم تعادل سلبي مع جارتها أسكتلندا، قبل تخطي تشيكيا بهدف سترلينغ. وكانت أبرز مواجهاتها في ثمن النهائي أمام غريمتها التاريخية ألمانيا، فتخطتها بهدفين متأخرين لسترلينغ وكاين، قبل أن تلتهم أوكرانيا برباعية في ربع النهائي، حصد كاين ثنائية منها وهدفين لماغواير وجوردان هندرسون.

إعادة الشهية

من خلال تأهل إنجلترا إلى ثاني نصف نهائي لها على التوالي في بطولة كبرى، وضع المدرب غاريث ساوثغيت بلاده على “خارطة كرة القدم” ببراغماتية وثقة كبيرة في لاعبيه، ولكن أيضا بخيارات جريئة.

وأضاف ساوثغيت “أحبّ أن يتكلم اللاعبون أثناء الاجتماعات، أحبّ أن يكون لديهم رأي في المباراة، لأنه في الدقيقة 85، عندما يكون لديهم قرار لاتخاذه لحسم الفوز من عدمه، لن نكون قادرين على اتخاذ هذا القرار من مقاعد البدلاء”. إلى جانب إدارته البشرية، رسّخت هذه البطولة أيضا خياراته التكتيكية.

فكان قراره بإعادة صياغة خطة اللعب مع ثلاثة في قلب الدفاع خلال دوري الأمم الأوروبية الأخير، بعدما كان يلعب بأربعة في ما اعتُبر مفاجأة بعد كأس العالم. ثم أوضح أن فريقه لا يمكن أن يظهر بشكل جيد في البطولة القارية إذا لم يتقن أنماط لعب عدة.

أندرياس كريستنسن: لدينا تشجيع هائل في إنجلترا

ويأتي الانتصار التاريخي على ألمانيا في ثمن النهائي (2-0) بثلاثة لاعبي قلب دفاع، قبل الفوز على أوكرانيا في ربع النهائي بأربعة لاعبين في قلب الدفاع، ليثبت مرة أخرى أنه كان محقا. ولا يستبعد ساوثغيت أن يعود فريقه إلى 3-4-3 في الجولة المقبلة ضد الدنمارك.

وقال بعد مباراة أوكرانيا “إذا كنا متواجدين في الدور نصف النهائي، فهذا بفضل هذه الروح. من الواضح أن جودة اللاعبين مهمة، لكنني رأيت الكثير من الفرق تخرج من هذه البطولة لأنها لم تكن تمتلك تلك الروح التي تتمتع بها هذه المجموعة”.

ورغم ذلك، يبقى الجزء الأصعب الذي يتعين القيام به هو كسر حاجز نصف النهائي ليكمل فريق ساوثغيت مشواره الانتقالي من خاسر رائع إلى آلة انتصارات. والتقى المنتخبان 21 مرة في مختلف المسابقات، ففازت إنجلترا 12 مرة مقابل 4 للدنمارك و5 تعادلات.

بطولة رائعة

أما الدنمارك، فقد خاضت بطولة رائعة بعد الحادثة الصادمة في مباراتها الافتتاحية التي خسرتها ضد فنلندا، عندما توقف قلب نجمها كريستيان إريكسن عن الخفقان، قبل إنقاذه وابتعاده عن المنافسات من أجل تعافيه.

وقال مدافعها أندرياس كريستنسن الذي يحمل ألوان نادي تشيلسي اللندني بطل أوروبا “لدينا تشجيع هائل في إنجلترا، وكنا ثاني أفضل فريق لديهم، لكن الآن سنكون أعداءهم”.

وبعد دراما الافتتاح والرعب الذي تسبب به توقف قلب إريكسن، بطل إيطاليا مع نادي إنتر، لملمت الدنمارك جراح خسارتها مع فنلندا بهدف ثم سقوطها أمام بلجيكا القوية 1-2، بفوز كبير على روسيا 4-1، منحها وصافة “محظوظة” لمجموعتها بثلاث نقاط.

لكن بدءا من ثمن النهائي، كشرت عن أنيابها، واكتسحت ويلز برباعية، مع ظهور مهاجمها البديل كاسبر دولبرغ على الساحة التهديفية بثنائية، ثم تخطت تشيكيا 2-1 في ربع النهائي. وكانت الدنمارك أحرزت لقب 1992 في ظروف غريبة أيضا، عندما دُعيت في اللحظات الأخيرة لتعويض غياب يوغوسلافيا لأسباب سياسية.

وحاول مدرب الدنمارك كاسبر هيولماند إبقاء أقدام لاعبيه على الأرض قائلا “لا ننسى أبدا من أين أتينا. سنبقى متواضعين، وهذا لا يحرج اللاعبين”. وأضاف هيولماند الذي يقتدي بفلسفة الهولندي الطائر الراحل يوهان كرويف ويذكره في معظم مؤتمراته الصحافية “نريد أن نهاجم، أعتقد أن إيطاليا وحدها هاجمت أكثر منا في كأس أوروبا”.

من خلال تأهل إنجلترا إلى ثاني نصف نهائي لها على التوالي في بطولة كبرى، وضع المدرب غاريث ساوثغيت بلاده على “خارطة كرة القدم” ببراغماتية وثقة كبيرة في لاعبيه، ولكن أيضا بخيارات جريئة

وكان المنتخب الأحمر والأبيض عاد بنقاط الفوز من ويمبلي، بفوزه على الإنجليز 1-0 من ركلة جزاء لإريكسن، ضمن دوري الأمم الأوروبية. نجح بديله ميكيل دامساغارد في خطف الأضواء، ويتألق معه دولبرغ، الظهير يواكيم مايهلي، المدافع الصلب كريستنسن، لاعب الوسط بيار-إميل هويبييرغ، بالاضافة إلى حارس المرمى كاسبر شمايكل.

حذّر حارس “دانيس دايناميات” شمايكل، نجل بيتر المتوج مع بلاده بلقب 1992 في مفاجأة كبرى آنذاك، قائلا “يمكننا تشكيل الخطر ضد أي كان”. ويشرح المدرب هيولماند طريقة لعب منتخب بلاده، قائلا “يرتكز أسلوبنا على القوة، نستخدم لاعبينا كثيرا، نغيّر الفريق كثيرا، نستفيد من التبديلات الخمس لنحافظ على نسق القوة المرتفع”. يؤكّد ذلك لاعب الوسط توماس ديلايني “نحن مرهقون، نفرغ خزانات وقودونا في كل مباراة”. وأضاف اللاعب المولود لأب أميركي “عندما تخوض مباريات كثيرة، يجب أن تلجأ للمناوبة”.

23