إنجاز البنزرتي مع الرجاء يحفز مدربي العرب في مونديال الأندية

المدرب الشاب للترجي الرياضي التونسي معين الشعباني يرفع راية العرب في المحفل العالمي.
الثلاثاء 2019/12/10
حضور مشرف

كتب المدربون العرب تاريخا في مجمل مشاركاتهم بالنسخ الماضية من كأس العالم للأندية، وأكدوا حضورهم وقدرتهم على تحقيق الآمال والطموحات في المحفل العالمي. ويتمثل التواجد التدريبي العربي في مونديال الأندية قطر 2019، من خلال التونسي معين الشعباني، الذي يتولى القيادة الفنية للترجي بطل دوري أبطال أفريقيا.

الدوحة – تنطلق فعاليات بطولة كأس العالم للأندية في أحضان المنطقة العربية الأربعاء بنسخة مثيرة تستضيفها قطر للمرة الأولى وتشهد مشاركة ثلاثة ممثلين للكرة العربية هم السد القطري والهلال السعودي والترجي التونسي.

وأقيمت نسخ البطولة في أحضان اليابان التي تولت رعاية البطولة لسنوات لم يقطعها سوى عامين في الإمارات وذلك في 2009 و2010، ومثلهما في المغرب وذلك في 2013 و2014 إضافة إلى نسختي العامين الماضيين في أبوظبي فيما تقام نسختا العامين الحالي والمقبل في قطر.

وتجتذب الدوحة أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة على مدار الأيام المقبلة لمتابعة بطولة العالم السادسة عشرة (الخامسة عشرة رسميا) للأندية والتي تقام من 11 إلى 21 ديسمبر الحالي. وتقام فعاليات البطولة تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وبمشاركة سبعة أندية من القارات الست. وخلال تاريخ البطولة سطر العديد من المدربين أسماءهم بحروف من ذهب في سجلات تاريخ المسابقة، ويستعرض “اليوم السابع” في السطور القادمة أبرز 5 مدربين نجحوا في ترك بصمة لا تنسى من ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة.

وقاد الترجي التونسي المدرب الوطني نبيل معلول في مونديال الأندية 2011 باليابان، في مشاركة لم تكن قوية كما كان متوقعا لها، إذ خسر الترجي أمام السد القطري (2-1)، ولعب بعدها على تحديد صاحب المركز الخامس ضد مونتيري المكسيكي ولكنه سقط بفخ الهزيمة ( 3-2)، لتصبح محصلة الفريق التونسي بتلك النسخة المركز السادس.

وحل التونسي فوزي البنزرتي مدربا للرجاء المغربي خلفا لمحمد فاخر، قبل ساعات قليلة من انطلاق نسخة 2013 على الأراضي المغربية، واستطاع بخبرته وعشقه للتحديات قيادة الفريق للفوز على أوكلاند سيتي (1-2)، ثم تجاوز مونتيري المكسيكي بنفس النتيجة. وتأهل الرجاء لملاقاة أتلتيكو مينيرو البرازيلي بقيادة رونالدينيو في قبل نهائي تلك النسخة، وحقق مفاجأة قوية بتفوقه عليه (1-3)، وبلوغ نهائي البطولة لملاقاة بايرن ميونخ، ولكنه خسر بهدفين دون مقابل، وأنهى البطولة وصيفا على أرضه ووسط جماهيره، ونال إشادة الجميع بتحقيق هذا الإنجاز التاريخي.

التواجد التدريبي العربي في مونديال الأندية، يتمثل من خلال التونسي معين الشعباني، الذي يتولى القيادة الفنية للترجي

بعدما حضر كمدرب مساعد للبرتغالي مانويل جوزيه مع الأهلي المصري بنسخ مونديال الأندية (2005، 2006، 2008)، تولى المصري حسام البدري القيادة الفنية للمارد الأحمر في نسخة 2012 باليابان عقب التتويج بدوري أبطال أفريقيا. وافتتح مشواره بالانتصار على مستضيفه سانفريس هيرشيما الياباني (1-2)، وتأهل لمواجهة كورينثيانز البرازيلي بنصف النهائي وخسر بهدف نظيف، واختتم مسيرته بتلك النسخة بملاقاة مونتيري المكسيكي على تحديد صاحب المركز الثالث وخسر (2-0)، لتصبح محصلته النهائية المركز الرابع.

كما قاد المصري محمد يوسف الأهلي في نسخة 2013 بالمغرب، ولكنه واجه صعوبة بخسارة المباراة الأولى أمام غوانغزو إيفرغراند الصيني بطل آسيا (2-0)، قبل أن يتعرض لخسارة ثانية على يد مونتيري المكسيكي (5-1) في مباراة تحديد المركز الخامس، وينهي الفريق القاهري البطولة سادسا.

وقاد الجزائري خيرالدين مضوي وفاق سطيف لإحراز لقب دوري أبطال أفريقيا والتأهل لكأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخه بنسخة 2014 بالمغرب، وخسر في مباراته الافتتاحية بالمونديال أمام أوكلاند سيتي النيوزيلندي بهدف نظيف، قبل أن ينجح في تخطي نظيره ويسترن سيدني الأسترالي بركلات الترجيح (4-5)، ويحصد الفريق الجزائري المركز الخامس. وتواجد المغربي حسين عموتة مع الوداد المغربي في نسخة 2017 بالإمارات، فتلقى هزيمة أولى ضد باتشوكا المكسيكي بهدف نظيف، قبل أن يخسر بصعوبة أمام أوراوا ريد دايموندز الياباني (3-2) في مباراة تحديد المركز الخامس، ويحل سادسا في نهاية المطاف.

مدرب شاب
مدرب شاب

وحضر معين الشعباني رفقة الترجي الرياضي التونسي في النسخة المونديالية الماضية 2018، واستهل مشواره بالخسارة أمام مستضيفه العين الإماراتي بثلاثية نظيفة، ليلعب عقبها مع ديبورتيفو غوادالاخارا المكسيكي في مباراة تحديد المركز الخامس، وينجح في تحقيق الفوز بركلات الترجيح (5-6) بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1-1.

قبل عام واحد، سيطر الاعتقاد على جماهير الترجي بأن تعيين المدرب الشاب معين الشعباني مدربا مؤقتا لفريق الترجي العريق ليس إلا مجازفة خطيرة ومغامرة غير محسوبة العواقب خاصة وأن الفريق كان على موعد مع مواجهة حاسمة في دوري أبطال أفريقيا بموسم 2018. ولكن إدارة النادي لم يكن لديها خيار آخر سوى تصعيد الشعباني من منصب المدرب المساعد إلى منصب المدير الفني للفريق بصفة مؤقتة بعد الإطاحة بالمدرب خالد بن يحيى.

وارتدى الشعباني عباءة المنقذ وقاد الفريق إلى انتزاع اللقب الأفريقي الغالي على حساب الأهلي ليؤكد من خلال هذا اللقب جدارته بالاستمرار مع الفريق. وأثبت الشعباني عمليا أن الطموح والحماس والعمل الجاد هي العوامل الأساسية لتعويض نقص الخبرة. والحقيقة أن الشعباني تمتع بخبرة هائلة مع الترجي كلاعب في صفوف الفريق لسنوات طويلة حصد فيها مع الفريق لقب الدوري المحلي ست مرات ولقب الكأس المحلية ثلاث مرات.

وعلى الرغم من رحيل عدد من النجوم المهمين عن صفوف الفريق في صيف 2019، فإن الشعباني قاد الفريق لبداية قوية في رحلة الدفاع عن كل من اللقبين المحلي والقاري.

22