إنتاج قياسي من الحبوب في السودان رغم الإكراهات

إنتاج السودان هذا العام من الحبوب يزيد عن حاجة البلاد الذي يحتاج إلى ما بين 5.5 و6 ملايين طن من الحبوب لتغطية احتياجاته الغذائية.
الخميس 2025/03/13
وفرة على غير العادة

بورتسودان (السودان)- حقق السودان إنتاجا قياسيا من الحبوب بجميع أنواعها تجاوز الستة ملايين طن بما يلبي احتياجات السودان على الرغم من الإكراهات، وهو أعلى معدل إنتاج خلال خمسة أعوام مضت.

وقال وزير الزراعة والغابات السوداني أبوبكر البشري الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي بمدينة بورتسودان “بلغ إنتاجنا من الحبوب بجميع أنواعها 6.6 مليون طن، وهذا أعلى بنسبة 62 في المئة من إنتاج العام الماضي، وأعلى بنسبة 7 في المئة من متوسط إنتاج5 سنوات.”

وتتعلق الإحصائية بالحبوب الرئيسية التي تشكل غذاء غالبية السكان، وهي الذرة، والدخن، وهو نوع من الحبوب النباتية يشبه الذرة الرفيعة يستخدم كغذاء وخاصة في غرب البلاد، وأيضا القمح.

6.6

مليون طن حجم إنتاج الموسم الحالي بارتفاع قدره نحو 62 في المئة بمقارنة سنوية

ووفق البشري، فإن هذه الإنتاجية متعلقة بمحاصيل الموسم الصيفي الذي تمت زراعته منتصف العام الماضي، وتم حصاده في فبراير ومارس من هذا العام.

وأوضح أن إجمالي المساحات المزروعة خلال الموسم الصيفي بلغت نحو 39 مليون فدان (16.4 مليون هكتار)، منها أكثر من 12 مليون فدان (5.04 مليون هكتار)، خصصت لزراعة محصولي الذرة والدخن.

وشدد الوزير على أن إنتاج هذا العام يزيد عن حاجة بلده الذي يحتاج إلى ما بين 5.5 و6 ملايين طن من الحبوب لتغطية احتياجاته الغذائية، حيث تعتمد مناطق الوسط على الذرة، والشمال على القمح، والغرب على الدخن، وفقا لتقارير سابقة للأمم المتحدة.

وتقوم إستراتيجية وزارة الزراعة على رفع إنتاجية الفدان وفقا لرؤية تنتهج استخدام التقنيات الحديثة لزيادة إنتاجية الفدان، حيث تشير تقديرات إنتاج الفدان الواحد من الذرة الرفيعة، مثلا، بلغ 63 طنا، وأعلى بنسبة 64 في المئة من إنتاج العام 2023.

ويملك البلد الذي كان في فترة ما يوصف بـ”سلة المنطقة العربية” مقومات الاستثمار في القطاع مع وفرة الأراضي الصالحة للزراعة بمساحات شاسعة غير مستغلة.

ولكنه أصبح بفعل تتالي الأزمات وسوء إدارة المسؤولين لهذا المجال الحيوي غير قادر على تحقيق الاكتفاء الذاتي من حاجاته للمواد الغذائية الاستهلاكية في ظل نقص الدعم الحكومي والجفاف.

ومع ذلك، يحدو المسؤولين تفاؤُلٌ من أن موسم حصاد حبوب الموسم المقبل سيكون وافرا، وهو ما قد يجعل السلطات تلتقط أنفاسها، خاصة مع تواصل الاضطرابات في الأسواق العالمية بسبب الحروب التجارية وأيضا التغيرات المناخية.

أبوبكر البشري: المحصول يزيد عن حاجتنا وهي بين 5.5 و6 ملايين طن

وكشف البشري عن خطة الوزارة لزراعة أكثر من 40 مليون فدان خلال الموسم الصيفي القادم، والذي يبدأ في يونيو ويوليو المقبلين.

وقال إن “الوزارة حريصة علي التوسع في الزراعة، ولاسيما في المواسم الصيفية من أجل ضمان توفر مخزون إستراتيجي من الحبوب التي تشكل غذاء أغلبية السكان.”

وبلغ الإنتاج المحلي من الحبوب للموسم الصيفي 2023 – 2024، نحو 4.1 مليون طن، منها 3 ملايين طن من الذرة الرفيعة و683 ألف طن من الدخن.

وأدى الصراع المسلح في البلاد والمستمر منذ ثلاث سنوات إلى خروج مشاريع زراعية إنتاجية مهمة، وفقا لوزارة الزراعة السودانية.

وتوقفت أنشطة الزراعة خلال الموسم الصيفي الماضي بالمناطق التي كانت تسيطر عليها قوات الدعم السريع في الجزيرة وسنار جنوب العاصمة الخرطوم، بسبب نهب الآليات الزراعية والتقاوي والأسمدة.

وفي الجزيرة المعروفة بخصوبة تربتها تظهر التقديرات خروج نحو 250 ألف هكتار من الأراضي الزراعية من الخدمة، ما أدى إلى انخفاض بنسبة 70 في المئة في إنتاج السودان من القمح الذي كان يبلغ 800 ألف طن سنويا.

وسادت الخشية بين السودانيين والخبراء من أن يتعرض مشروع الجزيرة لتهديدات أكبر كونه من الركائز الأساسية للاقتصاد والأمن الغذائي في بالبلاد منذ إنشائه، لما ينتجه من محاصيل مهمة تسهم في توفير غذاء سكان البلاد.

وفي مختلف أنحاء البلاد لا تزال 37 في المئة فقط من الأراضي مزروعة، وفق تقرير أصدره مركز الأبحاث (فكرة) العام الماضي.

ويعمل نحو 80 في المئة من القوة العاملة في قطاع الزراعة والرعي الذي يساهم بنسبة 32.7 في المئة من إجمالي الناتج المحلي الذي بلغ 34.3 مليار دولار في نهاية 2021، وفقا لتقديرات البنك الدولي.

وأشارت إحصائيات سابقة لمفوضية العون الإنساني الحكومية بالسودان أن هناك 28.9 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات بسبب تأثيرات الحرب.

ووفقا للأمم المتحدة، فإن لدى السودان أعلى معدل نزوح داخلي في العالم. وبحسب إحصائية صادرة عن منظمة الهجرة الدولية في أكتوبر الماضي فإن العدد الإجمالي للفارين بسبب الحرب في السودان بلغ أكثر من 14 مليون شخص.

وهناك حوالي 11 مليون شخص من النازحين داخل البلاد، و3.1 مليون شخص عبروا الحدود إلى دول مجاورة.

11