إمدادات الغاز الجزائري تقفز بأسرع مما تتوقع إيطاليا

الجزائر - قال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الاثنين إن بلاده ستوقع اتفاقا قيمته أربعة مليارات دولار لتصدير "كميات كبيرة جدا من الغاز" الى ايطاليا التي وصف رئيس وزرائها الزائر ماريو دراغي الخطوة بأنها "أسرع مما كنا نتوقع".
ويأتي الاتفاق المقرر توقيعه الثلاثاء في وقت باتت فيه إمدادات الغاز الجزائرية أكثر أهمية لأوروبا بسبب انخفاض الصادرات من روسيا بعد غزوها لأوكرانيا.
وقال مصدر جزائري رسمي الأسبوع الماضي إن شركة سوناطراك الجزائرية للطاقة المملوكة للدولة ستزيد إمدادات الغاز إلى إيطاليا بأربعة مليارات متر مكعب إضافية فوق الواحد والعشرين مليار متر مكعب المخططة سابقا.
ومتحدثا بعد اجتماعه مع تبون في العاصمة الجزائرية، قال دراغي إن إيطاليا "شريك مميز" للجزائر وإن الزيادة البالغة أربعة مليارات متر مكعب في إمدادات الغاز تمثل "نقلة أسرع مما كنا نتوقع."
وأضاف قائلا "في الأشهر القليلة الماضية، أصبحت الجزائر الموًرد الرئيسي للغاز إلى بلدنا." وكانت 45% من واردات الغاز الايطالية تأتي من روسيا.
وقال ايضا إن الجزائر وإيطاليا ستعملان أيضا معا من الآن لتطوير مصادر للطاقة المتجددة تشمل الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية.
وسوناطراك موًرد مهم أيضا للغاز إلى فرنسا وإسبانيا. لكن روابط الجزائر مع إسبانيا تضررت هذا العام بسبب الخلاف حول قرار مدريد مساندة موقف المغرب في نزاع الصحراء مع الجزائر.
وأعلن تبون من جهته أنّه سيتم التوقيع الثلاثاء على "اتفاقية مهمة" بين شركة أوكسيدنتال الأميركية والمجموعة الإيطالية إيني والفرنسية توتال "ستمكن من إمداد إيطاليا بكميات كبيرة إضافية من الغاز".
وقال مصدر حكومي لوكالى فرانس برس ان هذا العقد سيمكن من "تطوير حقل يقع في محيط بيركين في الصحراء على ان ينتج اكثر من مليار برميل" من المحروقات.
ومنذ مطلع العام، أرسلت الجزائر لايطاليا 13,9 مليار متر مكعب من الغاز، أي أكثر بـ113% من الكميات المتوقّعة. وتتوقع أن تزودها بستة مليارات مكعّبة إضافية بحلول نهاية العام، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.
وإيني موجودة في الجزائر منذ 1981 وتدير مع الشركة الجزائرية العملاقة "سوناطراك" خط أنابيب "ترانسميد" الذي يربط الجزائر بإيطاليا، عبر تونس.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذا الخط 32 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الطبيعي. وأكّد الخبير عبد المجيد عطار وزير البيئة الجزائري السابق في نيسان/أبريل ان "الجزائر تصدر 22 مليار متر مكعب عبر خط انابيب ترانسميد"، ما يبقي إمكانية لتصدير 10 مليارات متر مكعب اضافية.
وكان دراغي أعلن في زيارته الأخيرة إلى الجزائر في نيسان/أبريل عن اتفاق لزيادة شحنات الغاز التي تصدّرها الجزائر، لكنّه لم يُعطِ أيّ أرقام حينها.
وكانت مجموعة "إيني" لفتت في نيسان/أبريل إلى أنّ هذا الاتفاق سيستخدم "قدرات النقل في خط أنابيب ترانسميد لتأمين مرونة أكبر في إمدادات الطاقة والتزويد التدريجي بأحجام متزايدة من الغاز اعتبارًا من العام 2022، من أجل الوصول إلى 9 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز سنويًا في 2023-2024".
وتم تجديد عقد الغاز بين البلدين في أيار/مايو 2019 لثماني سنوات حتى عام 2027، بالإضافة إلى عامين اختياريين إضافيين.
وقال رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن في افتتاح المنتدى الاقتصادي الثنائي الذي عقد خلال زيارة دراغي، إنّ التجارة بين الجزائر وإيطاليا تجاوزت 4,3 مليار دولار في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2022.
وأضاف ان "الجزائر هي الشريك التجاري الأول لإيطاليا في منطقتي إفريقيا والشرق الأوسط"، مذكرا بأن التبادلات التجارية بلغت العام الماضي 8,5 مليار دولار "وهو مبلغ يتوقع أن يرتفع هذا العام".
من جهته أعرب وزير الخارجية الإيطالية لويدجي دي مايو عن أمله في أن "تتوسع المجالات التي يتعاون فيها بلدانا وتتنوع"، مرحّباً بالتزامات الجزائر بـ"تحسين مناخ الأعمال" للمستثمرين.
وقال دراغي إنه وتبون اتفقا على العمل من أجل السلام في منطقة البحر المتوسط وناقشا الأزمة في ليبيا والصعوبات التي تواجه تونس.