إمدادات الطاقة في العالم مهددة بسبب العقوبات الغربية على روسيا

وزير الطاقة السعودي يؤكد أن أهم الدروس المستفادة من التحركات في سوق الطاقة خلال العام الماضي هو الثقة بتحالف أوبك+.
الأحد 2023/02/05
الأمير عبدالعزيز بن سلمان يؤكد أن حظر النفط الروسي مجازفة تنطوي على مخاطر كبيرة

الرياض – حذر وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان من مغبة أن تؤدي العقوبات الغربية على روسيا إلى نقص إمدادات الطاقة في المستقبل، مشيرا إلى أن أكبر درس مستفاد من التحركات في سوق الطاقة خلال عام 2022 هو الثقة بتحالف أوبك+.

وردا على سؤال عن تأثير الإجراءات التجارية على سوق الطاقة، أضاف الوزير "كل ما يسمى بالعقوبات والحظر ونقص الاستثمارات سيتحول إلى شيء واحد، شيء واحد فقط هو نقص إمدادات الطاقة بجميع أنواعها، بينما نحن في أمس الحاجة إليها".

وقال الأمير إن السعودية تعمل على إرسال الغاز البترولي المسال إلى أوكرانيا. ويستخدم هذا الغاز عادة وقودا لأغراض الطبخ والتدفئة.

ودخلت اعتبارا من اليوم الأحد، عقوبات أوروبية على روسيا تقضي بحظر مشتقات الوقود المنقول بحرا، إلى جانب تحديد أسعار الوقود الروسي عند سقف 100 دولار للبرميل.

ويهدف الإجراء إلى تقليص عائدات روسيا من مبيعات الطاقة، وبالتالي قدرتها على تمويل حربها على أوكرانيا.

ووفقا لأحدث بيانات صادرة عن مكتب الإحصاء الأوروبي "يوروستات"، صدرت روسيا منتجات بترولية مثل الديزل بقيمة بلغت أكثر من 2.3 مليار يورو (2.5 مليار دولار) للاتحاد الأوروبي في أكتوبر. واستوردت ألمانيا وحدها منتجات بقيمة بلغت حوالي 558 مليون يورو.

وتقرر الحظر في يونيو الماضي في إطار حزمة العقوبات السادسة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، ويتوقع أن يكون هناك إعفاء مؤقت لبعض دول الاتحاد الأوروبي.

ويأتي الحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على منتجات النفط الروسية مكملا لحظر استيراد النفط الخام الروسي المنقول بحرا، والذي دخل حيز التنفيذ اعتبارا من الخامس من ديسمبر الماضي.

وبالإضافة إلى حظر الواردات إلى الاتحاد الأوروبي، وافق التكتل ودول مجموعة السبع (اليابان وكندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا) على تحديد سعر النفط الخام والمنتجات البترولية الروسية، من خلال السماح فقط للخدمات التي تسهل الصادرات إلى دول ثالثة إذا كانت البضائع الروسية التي تم بيعها بأقل من سقف سعري محدد.

وتعتبر خطوة الاتحاد الأوروبي الذي يستورد معظم احتياجاته من الطاقة خاصة منها الغاز، من روسيا، مجازفة ستكون عواقبها خطيرة، بينما لا يملك التكتل الأوروبي خططا لتعويض إمداداته من موسكو.

وأكد الأمير عبدالعزيز أن أهم الدروس المستفادة من التحركات في سوق الطاقة خلال عام 2022، هو أن "يثق" باقي العالم في أوبك+.

وأضاف "نحن مجموعة مسؤولة من الدول، نضع كل قضايا السياسة المتعلقة بأسواق الطاقة والنفط في 'سلة' واحدة، 'لكننا' لا ننخرط في القضايا السياسية".

اتفق تحالف أوبك+، الذي يضم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وآخرين من بينهم روسيا، العام الماضي على خفض هدف الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا، أي نحو اثنين في المئة من الطلب العالمي، من نوفمبر حتى نهاية 2023 لدعم السوق.

وأيدت لجنة أوبك+ التي اجتمعت الأربعاء الماضي القرار، وكانت الرسالة الرئيسية طوال الاجتماع هي أن المجموعة ستواصل المسار حتى نهاية الاتفاق.