إلغاء عروض الهواة وأخرى مطبعة.. جدل حول مهرجان أيام قرطاج المسرحية

إدارة المهرجان تلغي عرض مسرحية "المهرج" الفلسطينية إثر اتهام عدد من المشاركين فيها بالتطبيع.
الجمعة 2023/12/01
ممثلون متهمون بالتطبيع

تونس - قبل انطلاق فعاليات دورتها الرابعة والعشرين دخلت إدارة مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تجاذبات مع أطراف مختلفة سببها إلغاء هذه الدورة لعروض الهواة التي كانت مشاركتها قارة ضمن فعاليات الدورات السابقة، مع اضطرارها إلى إلغاء عرض مسرحي فلسطيني أعضاؤه متهمون بالتطبيع الثقافي مع إسرائيل.

وقال رئيس الجامعة التونسية للمسرح محمد مرجان إن الساهرين على برمجة عروض الدورة الـ24 من أيام قرطاج المسرحية التي تنعقد من 2 حتى 10 ديسمبر الجاري “قد قاموا بإقصاء عروض مسرح الهواة من البرمجة رغم حضور الأعمال الهاوية على مدى الدورات الفائتة”.

واعتبر مرجان في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء أن غياب الأعمال المسرحية الهاوية عن برمجة أيام قرطاج المسرحية هو “سابقة خطيرة في تاريخ هذا المهرجان”. وأكد أن مسرح الهواة لطالما لازم تنظيم هذه التظاهرة منذ تأسيسها سنة 1983.

وأضاف “كان المسرحيون الهواة من ضمن المنخرطين في تأسيسها (أيام قرطاج المسرحية) مع الفقيد المنصف السويسي وعدد من القامات المسرحية الوطنية، حيث انخرطت في هذا المشروع أيضا ثلاث فرق مسرحية قارة بجهات الكاف وقفصة وصفاقس وكانت إحدى ركائز هذه التظاهرة ودعائمها”.

ليست هذه المرة الأولى التي يلغي فيها المهرجان كافة مظاهره الاحتفالية تضامنا مع فلسطين، بل سبق أن حدث ذلك مرات

وأشار إلى أن قسم مسرح الهواة قد سجل حضوره باستمرار على مدى الدورات السابقة لأيام قرطاج المسرحية، فكانت برمجة العروض تتوزع على دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة ودار الثقافة المغاربية ابن خلدون والمركز الثقافي الجامعي الحسين بوزيان.

ولاحظ أن عروض مسرح الهواة غير مكلفة ماديا “إذ لا تتجاوز كلفة العرض الواحد ألفا وخمسمئة دينار (500 دولار) ويمكن الاستعانة بإدارة المسرح للحصول على عروض مدعومة”.

ودعا محمد مرجان إدارة مهرجان أيام قرطاج المسرحية إلى العمل على برمجة عدد من العروض في صنف الهواة حتى يكون حضور مسرح الهواة حضورا رمزيا في المهرجان وحتى “لا يقصى الفعل المسرحي الهاوي باعتباره أحد أعمدة المسرح التونسي وأولى الخطوات نحو المسرح المحترف”.

من ناحية أخرى أعلنت حملة مناهضة للتطبيع مع إسرائيل في تونس عن استجابة إدارة مهرجان أيام قرطاج المسرحية لطلبها بإلغاء عرض مسرحية “المهرّج” الفلسطينية إثر اتهامات موجهة لعدد من المشاركين فيها بالتطبيع الثقافي مع إسرائيل.

وقالت الحملة في بيان على منصة فيسبوك إنها علمت من خلال اتصالات مع أعضاء بهيئة إدارة مهرجان أيام قرطاج المسرحية بأنّه تم إلغاء عرض مسرحية “المهرّج” التي تقدمها فرقة المسرح العربي من مدينة أم الفحم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

“المُهرِّج” مسرحية تنتقد الأوضاع السياسية والاجتماعية المتردية في العالم العربي، وخاصة الاستبداد السياسي والقمع الذي تعيشه المجتمعات العربية، لتحاكي آلام الضعفاء وتداعب تطلعات الحالمين بأوطان تحمي شعوبها وتخدمها وتلبي تطلعاتها وتطلعات الأجيال القادمة.

وتحكي المسرحية، التي تمزج بين الكوميديا والتراجيديا، قصة فرقة مسرحية تقدم عروضها في الأماكن العامة والمقاهي. وفي أحد المقاهي تقدم الفرقة عددا من المسرحيات القصيرة من بينها مسرحية تتناول شخصية القائد التاريخيِّ عبدالرحمن الداخل المعروف بـ”صقر قريش” الذي فتح الأندلس. ويقوم الممثل الأساسيّ في الفرقة بتقديم شخصية صقر قريش بصورة هزلية فيها الكثير من التزييف للتاريخ، الأمر الذي يجعل صقر قريش الحقيقي غير مرتاح في قبره ويغضب أشدَّ الغضب على الحفيد المستهتر بسيرته، فيبعث حيا حتى يؤدبه.

وأضافت الحملة التونسية “سبق لحملتنا إجراء اتصالات ببعض العاملين في المهرجان من أجل تنبيههم إلى أنّ أعضاء من هذه الفرقة متورطون في التطبيع الثقافي مع العدوّ الصهيوني (تحديدا: خليفة ناطور، وصبحي حصري، ورائد شمس، وغسان أشقر، إلى جانب المدير الفني للفرقة هشام سليمان)”.

ووفق البيان “فإنّهم متورطون في الترويج للدعاية الصهيونية حول الصراع مع المقاومة الفلسطينية من خلال مشاركتهم في مسلسل ‘فوضى’ الذي ينتجه إسرائيليون ويُبثّ على منصة نتفليكس”.

وتتزامن دورة المهرجان هذا العام مع الحرب على قطاع غزة التي شنتها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي وتوقفت الأسبوع الماضي بعد الاتفاق على هدنة لوقف إطلاق النار.

وذكر معز مرابط، المدير الفني للدورة الـ24، أن الدورة تُنظّم “في سياق عام يتميز بحالة عامة من الغضب والحزن بسبب ما يتعرض له الأشقاء في فلسطين، لذلك ستكون دورةً تحتفي بفعل المقاومة. والمسرح هو بالأساس فعل مقاومة ثقافي واجتماعي وسياسي”.

وأضاف مرابط “رغم أن الدورة الحالية تحتفي بمرور أربعين سنة على تأسيس أيام قرطاج المسرحية سنة 1983 إلا أنها، تضامنا مع أهلنا في فلسطين، ستكون خالية من كل المظاهر الاحتفالية، وستركز على العروض المسرحية والورش المهنية والندوات الفكرية”.

وليست هذه المرة الأولى التي يلغي فيها المهرجان كافة مظاهره الاحتفالية تضامنا مع فلسطين، بل سبق أن حدث ذلك مرات، منها في العام 2017، حيث ألغى المهرجان كل الاحتفالات في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة، عقب إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل.

14