#إلغاء_الفيلم_المسيء_للسعوديات.. الانفتاح لا يشمل مشاعر المرأة السعودية

شن رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية هجمة شرسة على صناع فيلم “محمول مكفول” الذي يتم تصويره بين الرياض وإسطنبول معتبرين أن فكرة ملاحقة ثلاث نساء سعوديات لممثل تركي غريبة على المجتمع ولا تتناسب مع قيمه المحافظة.
الرياض - رحبت وسائل الإعلام السعودية بالإعلان عن الاتفاق على إنتاج أول فيلم سعودي – تركي من بطولة نسائية، بطابع كوميدي يحمل اسم “محمول مكفول”، واعتبرته خطوة مهمة في صناعة السينما المتنامية في المنطقة، غير أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي كان لهم رأي آخر إذ هاجموا الفيلم بشدة، معتبرين أنه يتنافى مع قيم المجتمع المحافظ ويشوه صورة السعوديات وشنوا حملة واسعة تحت هاشتاغ #إلغاء_الفيلم_المسيء_للسعوديات، الذي يشهد تفاعلا متصاعدا.
ويعد الفيلم أول فيلم سعودي يصور في تركيا، سيبدأ تصويره خلال شهر سبتمبر المقبل ومن المقرر إطلاقه في جميع أنحاء الشرق الأوسط خلال العام المقبل، إذ يبدو أن صناع العمل يراهنون على الشعبية الواسعة للمسلسلات التركية في العالم العربي والإقبال الجماهيري على النسخ المعربة التي احتلت الشاشات السعودية وخصصت لها مبالغ كبيرة.
وتدور أحداث الفيلم حول مغامرات كوميدية لثلاث من عاشقات المسلسلات التركية، وذلك خلال رحلتهن من الرياض إلى إسطنبول، حيث إنه بعد السفر تجد الصديقات الـثلاث أنفسهن متورطات في قضية، إذ يُتَّهَمْن بخطف النجم التركي الذي يعشقنه لتنقلب حياتهن، وتتصاعد الأحداث بقالب كوميدي.
والفيلم من إخراج كريم أبوزيد الذي تضم قائمة أعماله فيلم “11:11″، وسيناريو الكاتبة السعودية – الفلسطينية نهى السعدي عن قصة أصلية من تأليف وسام قطان. ويقوم ببطولة الفيلم النجمتان السعوديتان خيرية أبولبن التي شاركت في الأعمال الدرامية “الهامور ح.ع”، و”عبد”، و”جرس إنذار”، والممثلة نرمين محسن وعملت في “الحوت الأزرق”، و”حنين”، و”أبو جانتي 1″، إضافة إلى النجمة المصرية إنجي وجدان وشاركت في “إتش دبور”، و”طلعت روحي”، و”صاحب السعادة”.
وبدت تعليقات الناشطين مستاءة بشدة من هذا التصوير للمرأة السعودية، معتبرين أنه لا يمثل نساء بلادهم خصوصا أن طاقم العمل في أغلبه ليس سعوديا، فيما نالت الممثلة خيرية أبولبن نصيبا كبيرا من الهجوم.
وجاء في تعليق:
وعلق مغرد:
وهاجم ناشط بطلة العمل قائلا:
وكتبت مغردة:
وأضافت أخرى:
ورأى آخرون أن الفيلم مخطط له ردا على مسلسل يروج للبطولات السعودية:
وانتقد آخرون طاقم العمل باعتباره ليس سعوديا، رافضين تمثيلهم للبيئة والمجتمع السعودي:
وجاءت هذه الهجمة، رغم الاحتفاء الكبير بالفيلم في وسائل الإعلام المختلفة التي تناقلت تصريحات وسام قطان، المنتج والرئيس التنفيذي في “العالمية للأفلام”، التي أشار فيها إلى أن “هذا الفيلم يعبر عن رؤية وإستراتيجية العالمية للأفلام، فبعد حوالي 3 سنوات من العمل الشاق، يمثل هذا المشروع ثمرة جهد تعاوني حيث يجسد التزامنا بالعملية والبيانات والمواهب. ويناقش الفيلم موضوعات الشهرة والصداقة والوفاء”.
وأضاف المنتج أن الفيلم “يعكس جوهر العلاقات الإنسانية في عالم المشاهير. نحن متحمسون للشراكة مع فرونت رو برودكشنز ونتطلع إلى ما ستضيفه خبراتهم الواسعة إلى المشروع، هذا الفيلم تأكيد على العمل الجاد والتفاني والروح الابتكارية لكل من شارك فيه”.
وفي تصريح مشترك، قال الرئيسان التنفيذيان في فرونت رو، جيانلوكا شقرا وماريو جونيور حداد “يشهد شباك التذاكر السعودي نموا كبيرا، كما يتضح من نجاح أفلام مثل سطار ومندوب الليل وشباب البومب والهامور ح.ع، التي تفوقت في معظم الأحيان على أفلام ضخمة من هوليوود. هذا يأتي جنبا إلى جنب مع نجاح الدراما التركية في جذب قلوب الملايين بالقصص الجذابة والشخصيات القوية، وفي إطار إستراتيجية جمع أكبر نسبة من الجمهور العربي معا، يمكننا دمج عناصر من السينما العربية مع أسلوب الدراما التركية، لنخلق بذلك معادلة مثيرة تحترم وتحتوي الفروق الثقافية للمنطقتين. هذا يجعلنا قادرين على التواصل مع جمهور متنوع ويمكِّننا من سد الفجوات الثقافية، لنصنع بذلك تجربة مشاهدة جديدة وجذابة للمشاهدين داخل وخارج العالم العربي”.
يبدو أن صناع العمل يراهنون على الشعبية الواسعة للمسلسلات التركية في العالم العربي والإقبال الجماهيري على النسخ المعربة التي احتلت الشاشات السعودية وخصصت لها مبالغ كبيرة
وفي الوقت الحالي، تجري مفاوضات للتعاقد مع نجم تركي من الصف الأول للمشاركة في هذه الكوميديا الفريدة من نوعها، وسيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل قريبا.
ووفقا لمجلة إيكونوميست، فإن تركيا هي ثالث أكبر مُصدِّر للمحتوى التلفزيوني بعد الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث يحظى المحتوى التركي بشعبية كبيرة في المنطقة العربية نظرًا للتاريخ المشترك والتشابهات الثقافية بين الجانبين، مما يجعله يتفوق بشكل كبير على المحتوى الغربي.
وقد حصلت الدراما التركية على شعبيتها الكبيرة في الشرق الأوسط بسبب الروابط الثقافية بين تركيا والعديد من الدول العربية، حيث توجد تشابهات في الدين والثقافة والمواقف تجاه القضايا الاجتماعية.
وعلى مر السنين، نجحت تركيا أيضا في أن تكون وجهة سياحية بسبب صناعة الترفيه التي تستهدف بشكل رئيسي قاعدة جماهيرية كبيرة من النساء من دول مجلس التعاون الخليجي، اللاتي يسافرن غالبا لزيارة المشاهير والتعرف على المنازل التي تظهر في المسلسلات. ويأتي هذا الإنتاج المشترك بين “العالمية للأفلام” و”فرونت رو برودكشنز” لتأسيس شراكة جديدة بين الشركتين.