إلغاء الحج آخر مقترحات الإخوان "لإنقاذ غزة" يثير غضبا واسعا

مغردون: "إفلاس" الإخوان يدفعهم إلى التشويش على الحج كل مرة بذرائع متعددة.
الاثنين 2024/02/26
أهازيج كل حرب

دأب الإخوان على استغلال الحج للترويج لأفكار الجماعة واستقطاب الأنصار، وآخر محاولاتهم هي الترويج لإلغاء الحج بزعم نصرة غزة، الأمر الذي لاقى استنكارا واسعا.

عمان - أثار المفكر الإخواني في الأردن رحيل الغرايبة جدلا واسعا عبر مواقع التواصل في الأردن، بعد دعوته إلى إرسال أموال الحج والعمرة لهذا العام 2024، إلى غزة تحت زعم الإغاثة وإعادة الإعمار، في دعوات مكررة لاستغلال الحج لأهداف سياسية.

ودأب الإخوان على استغلال الحج للترويج لأفكار الجماعة واستقطاب الأنصار، ولكن تلك الأهداف اختلفت بعد تصنيف السعودية الإخوان كتنظيم إرهابي، حيث تحول التنظيم إلى التآمر على السعودية خلال موسم الحج.

واقترح الأمين العام السابق لحزب المؤتمر الوطني “زمزم” رحيل الغرايبة في منشور على حسابه في فيسبوك، مشروع فتوى فقهية إسلامية عالمية لوضعها بين أيدي العلماء والفقهاء المسلمين في جميع أقطار العالم العربي والإسلامي وفي كل دول العالم.

وتتمثل كما قال بأن يتم رصد أموال الحج والعمرة لهذا العام 2024 م/1445 هجرية “وإرسالها لدعم الأشقاء في غزة للإغاثة وإعادة الإعمار”. وزعم أن هذا الاقتراح يأتي من منطلق واجب الوقت الذي يتطلب التفكير بواقع شرعي صحيح، ما آثار استنكارا واسعا على الشبكات الاجتماعية.

وتعرض المقترح الإخواني لاستنكار واسع على مواقع التواصل، باعتباره يمس أحد المقدسات الأساسية للمسلمين، وجاء في تعليق:

 

وقال آخر:

وجاء في تعليق:

وعلق ناشط:

واستنكر آخر تدخل الإخوان في الشؤون الشرعية واستغلالهم الدين لخدمة أجندتهم السياسي. وكان وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة توقع أن تبلغ تكلفة الحج ضمن الفئة العادية للعام الحالي نحو 3200 دينار، وقد تزيد بشكل بسيط.

وقال الخلايلة عبر “برنامج الوكيل”، الذي يبث على “راديو هلا”، في يناير الماضي، إن الموسم المقبل للحج سيكون في نوع جديد ومميز من الخيم وهي تستخدم للمرة الأولى. بالإضافة إلى خدمات التكييف المميزة بداخل هذه الخيم وخدمات طعام تشمل بوفيه مفتوحا داخلها.

وتابع أن الأسعار بالمقارنة مع السنوات الماضية مرتفعة وأن الوزارة لا علاقة لها برفع الأسعار وإنما التكاليف ارتفعت، علما بأن الوزارة تبحث عن أفضل الخدمات مقابل أسعار مناسبة للحجاج. وجاء في تعليق:

 

وتشن حسابات إخوانية حملة قبل أشهر قليلة على موسم الحج وصلت إلى حد تخوين المسلمين الذين يؤدون هذه الفريضة، وجاء في تعليق:

وتتوافق أهداف الإخوان مع النظام الإيراني في تسييس الحج، حيث سعت إيران وتحت شعار “تصدير الثورة” إلى استغلال مواسم الحج للإعلان عن مواقف سياسية كانت تتبناها عبر إقامة مراسم ما يسمى بـ"البراءة من المشركين". وإعلان "البراءة من المشركين" هو شعار طائفي ألزم مرشد إيران الخميني الحجاج الإيرانيين برفعه وترديده في مواسم الحج، من خلال مسيرات أو مظاهرات “تتبرأ ممن يعتبرونهم مشركين”، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية إلى فريضة سياسية.

وخلال موسم الحج عام 2013، احتشد أتباع جماعة الإخوان لرفع شعار "رابعة" على جبل عرفات، رغم التحذيرات السعودية بعدم إقحام السياسة في المناسك الدينية. كما دشنت جهات مشبوهة تتصدرها عناصر إخوانية، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي عبر حسابات وهاشتاغات تحت اسم “الحج ليس آمنا” لترهيب ضيوف الرحمن من أداء الفريضة، والتحريض ضد المملكة، وإطلاق افتراءات للتشويش على جهود الرياض في خدمة الحجاج.

وخلال الحملة حاول الإخوان نشر الشائعات عبر بيانات وتغريدات وهاشتاغات ومقاطع فيديو، مليئة بالأكاذيب والتناقضات. وطالب أحدهم المملكة بتوفير ما أسماه "الأمن الفكري" للحجيج، وهو أن "يقابلوا من يشاؤون ويجتمعون بمن يشاؤون ويقولوا ما يريدون"، وعليها أن تسهل ما قال إنه “فرصة اجتماع المسلمين لتدارس شؤونهم".

◙ المقترح الإخواني تعرض لاستنكار واسع على مواقع التواصل، باعتباره يمس أحد المقدسات الأساسية للمسلمين

وفي تحريض واضح ضد السعودية يدعو المسلمين إلى أن “يغضبوا غضبا شديدا”، وهي دعوات واضحة لتسييس الحج واستغلاله لأغراض سياسية في الوقت الذي تزعم فيه الحملة أن المملكة هي من تسيس الحج. وسبق للإخوان التجرؤ على الدين، والدعوة إلى مقاطعة الحج عام 2019.

وتقف السعودية أمام محاولات تسييس الحج، مشددة على أهمية المحافظة على مقاصد الحج الإيمانية، وتعظيم شعيرة الحج واستغلاله في بذل الطاعات والعبادات تقربا لله، وعدم الخروج عن شعيرة هذا النسك العظيم برفع أي شعارات سياسية أو مذهبية. ودعت شؤون الحرمين الشريفين الحجاج إلى التفرغ للعبادة دون شعارات أو هتافات أو مسيرات، مشددة على أن أمن الحرمين الشريفين وقاصديه “خطوط حمراء” يجب على كل مسلم مراعاتها.

وبينت أن "على المسلمين أن يجعلوا تأديتهم لفريضة الحج منبرا للوسطية والاعتدال وإعلان التوحيد وإخلاص العمل”، ودعت الحجاج إلى التعاون مع الجهات المعنية القائمة على تنظيم الحج وعلى رأسها الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين ومع رجال الأمن، مؤكدة أنهم “ما وجدوا إلا لتحقيق أمنكم وسلامتكم".

ويقول باحثون إن محاولات تسييس الحج بدأت تتبلور فعليا مع ظهور ما سمي بالصحوة الإسلامية التي بدأت في الظهور مع بداية السبعينات من القرن الماضي، ورأى فيها بعض المحللين أنها ردة فعل على هزيمة المشروع القومي العربي بعد نكسة 1967، في حين ردها آخرون إلى مشروع مخابراتي غربي – أميركي بالأساس، لاستعمال الدين كأحد الأسلحة المهمة في مواجهة القوى الشيوعية والاشتراكية على الصعيد العالمي وحلفائها من الأنظمة القومية في المنطقة العربية.

ويرى الباحث والكاتب السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي أن “وتيرة محاولات تسييس الحج ارتفعت مع نجاح الثورة الإسلامية في إيران 1979، حيث سعت إيران تحت شعار ‘تصدير الثورة’ إلى استغلال مواسم الحج للإعلان عن مواقف سياسية كانت تتبناها وتعتقد أن من حقها أن تسيء لعبادة الحج، وتؤذي حجاج بيت الله بتظاهرات وشعارات سياسية لا تليق بموسم ديني كموسم الحج، وهو أمر لم تسمح به السعودية أبدا، ووصلت ذروة التصعيد الإيراني في تظاهرات حج عام 1987".

5